تنصيب «الجد المحبوب» رئيساً لإندونيسيا الأحد.. من هو برابوو سوبيانتو؟
مُتعهدًا بمواصلة سياسات سلفه التي حظيت بشعبية واسعة، يتولى الرئيس الإندونيسي المنتخب والذي يعرف بـ«الجد المحبوب»، منصبه رئيسًا للبلاد بشكل رسمي، بعد أشهر من إجراء الانتخابات.
وكانت لجنة الانتخابات الإندونيسية قد أعلنت في مارس/آذار الماضي، أن وزير الدفاع برابوو سوبيانتو حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 14 فبراير/شباط.
وبحسب وكالة «نوفا» الإيطالية، فإن تنصيب الرئيس المنتخب لإندونيسيا برابوو سوبيانتو، المقرر إجراؤه يوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول، سيشكل تتويجا لفترة طويلة من انتقال السلطة بدأت في 14 فبراير/شباط الماضي بانتخابه رئيسا للدولة.
وتعهد سوبيانتو، الذي كان وزيرا للدفاع، بمواصلة أجندة التحديث التي جلبت النمو السريع ودفعت إندونيسيا إلى مصاف البلدان ذات الدخل المتوسط.
وفي خطاب ألقاه الشهر الماضي، ذكّر سوبيانتو، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس حزب جيريندرا، أعضاء الحزب بضرورة البقاء على ولائهم للأمة دائماً، وليس له. كما تعهد بالتزامه الثابت بالدفاع عن الشعب، حتى ولو كان ذلك على حساب حياته.
فـ«بمجرد أن تشعروا بأنني على الطريق الخطأ، من فضلكم اتركوني»، قال سوبيانتو، مضيفًا: «حياتي، قسمي.. أريد أن أموت من أجل الحقيقة، أريد أن أموت دفاعًا عن شعبي، أريد أن أموت دفاعًا عن الفقراء، أريد أن أموت دفاعًا عن شرف الأمة الإندونيسية. ليس لدي أي شك».
وقبل حفل التنصيب، نشرت الشرطة والقوات المسلحة الإندونيسية ما لا يقل عن 100 ألف من المسؤولين والجنود النظاميين في منطقة جاكرتا.
وقال قائد القوات المسلحة أجوس سوبيانتو إن الإجراءات الأمنية ستظل سارية حتى 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ووفقاً لما توقعه الجيش، فمن المقرر أن يشارك 36 رئيس دولة في حفل تنصيب برابوو، لكن لم يتم تقديم قائمة بأسمائهم.
وبحسب وسائل الإعلام الإندونيسية، يعتزم عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المنتخب تنظيم مسيرة عبر المدينة بعد تنصيبه رئيسًا ثامنًا لإندونيسيا. وسيتم اصطحاب الرئيس المنتخب وزعيم حزب حركة إندونيسيا الكبرى (جيريندرا) من مجمع سينايان التشريعي، حيث سيتم إضفاء الطابع الرسمي على مكتبه، إلى مكتبه الجديد في القصر الرئاسي بوسط جاكرتا.
ويعتزم أنصار برابوو أيضًا مرافقة الرئيس المنتهية ولايته، جوكو ويدودو، إلى مطار حليم بيرداناكوسوما، حيث سيستقل طائرة إلى مسقط رأسه في سوراكارتا، في مقاطعة جاوة الوسطى.
فمن هو الرئيس الإندونيسي الجديد؟
- وُلِد في عام 1951 لواحدة من أقوى العائلات في إندونيسيا
- كان الثالث من بين أربعة أطفال
- كان والده سوميترو دجوجوهاديكوسومو سياسيًا مؤثرًا ووزيرًا في عهد الرئيسين سوكارنو وسوهارتو.
- عمل والد سوبيانتو في البداية مع سوكارنو، زعيم إندونيسيا في سعيها إلى الاستقلال عن هولندا، وأول رئيس لها.
- أمضى سوبيانتو معظم طفولته في الخارج ويتحدث الفرنسية والألمانية والإنجليزية والهولندية.
- عادت الأسرة إلى إندونيسيا بعد تولي الجنرال سوهارتو السلطة في عام 1967 في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة من اليسار.
- التحق سوبيانتو بالأكاديمية العسكرية الإندونيسية في عام 1970، وتخرج فيها عام 1974
الحياة العملية:
- خدم في الجيش لمدة ثلاثة عقود تقريبًا.
- عام 1976، انضم سوبيانتو إلى القوة الخاصة للجيش الإندونيسي، والتي تسمى «كوباسوس»، وكان قائدًا لمجموعة تعمل في ما يُعرف الآن بتيمور الشرقية.
- عام 1983، تزوج من ابنة سوهارتو، سيتي هدياتي هاريادي.
- عاد سوبيانتو من الأردن في عام 2008، وساعد في تأسيس حزب جيريندا.
- ترشح للرئاسة مرتين، وخسر أمام ويدودو في المرتين.
- قبل عرض ويدودو لتولي منصب وزير الدفاع في عام 2019، في محاولة لتحقيق الوحدة.
ويرتبط سوبيانتو وعائلته أيضًا بعلاقات تجارية مع صناعات زيت النخيل والفحم والغاز والتعدين والزراعة وصيد الأسماك في إندونيسيا.
وقال آدي برياماريسكي، الباحث في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إنه «سيكون هناك نظام جيد للضوابط والتوازنات، وآمل أن يتحقق ذلك، لكن الشيء الأكثر أهمية هو ضمان حصول المجتمع المدني على المساحة اللازمة لتوفير أنظمة الضوابط والتوازنات أو التواجد فيها».
وفي الانتخابات الأخيرة، احترم سوبيانتو العملية الديمقراطية، وتعهد بمواصلة خطط التنمية الاقتصادية التي وضعها ويدودو، والتي استفادت من احتياطيات إندونيسيا الوفيرة من النيكل والفحم والنفط والغاز، مما قاد أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا خلال عقد من النمو السريع والتحديث الذي وسع بشكل كبير شبكات الطرق والسكك الحديدية.
ويشمل ذلك مشروعًا بقيمة 30 مليار دولار لبناء مدينة عاصمة جديدة تسمى نوسانتارا.
الجد المحبوب
وفي انتخابات عام 2024، عرض سوبيانتو صورة أكثر ليونة لاقت صدى لدى الشباب في إندونيسيا، بما في ذلك مقاطع فيديو له وهو يرقص على خشبة المسرح وإعلانات تعرض رسوماته الرقمية التي تشبه الرسوم المتحركة وهو يتزلج على الجليد في شوارع جاكرتا.
وبات القائد السابق للقوات الخاصة بمثابة «جدٍ لطيف» تستخدم شخصيته في إعداد المزح المضحكة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب تقارير غربية، أشارت إلى شعبيته المتزايدة.
وقال ألبرت جوشوا، أحد الناخبين الشباب الداعمين لبرابوو سوبيانتو: «لقد أصبح أكبر سنا، لكنه يحتضن جيلي».