بـ"الإنترنت" والموسيقى.. صراع انتخابي "خارج الصندوق" بإندونيسيا
في محاولة لاستغلال زخم الشباب، لجأ مرشحو الانتخابات الرئاسية إلى وسائل التواصل الاجتماعي والموسيقى لجذب الشريحة الأكبر من المجتمع.
ويسعى المرشحون الثلاثة لخلافة الرئيس جوكو ويدودو، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، لحصد تأييد ناخبي جيل الألفية والجيل "زد"، وفقا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
ويشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الحد الأدنى لسن التصويت وهو 17 عامًا و43 عامًا نحو 55% من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 205 ملايين شخص في البلاد.
ولجأ المرشحون إلى التطبيقات التي يستخدمها الناخبون الشباب، وموسيقى البوب الكورية الجنوبية التي يحبها الكثيرون، وحتى شخصيات ألعاب الفيديو.
وتقول أسماء، التي شاركت في التصويت للمرة الأولى، خارج مدرستها الثانوية في جاكرتا: "كشباب، لا يمكننا مقابلة المرشحين شخصياً. أسهل طريقة للتعرف عليهم هي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أمر فعال للغاية".
وركز المرشحون، وزير الدفاع برابوو سوبيانتو (72 عامًا)، ومرشح الحزب الحاكم جانجار برانوو، (55 عامًا)، وحاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان، (54 عاماً)، حملاتهم على القضايا التي تهم الشباب: فرص العمل، وتغير المناخ، والفساد المؤسسي.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم سوبيانتو، وهو جنرال سابق، بفارق كبير على منافسيه، على الرغم من عدم تمتعه بالأغلبية اللازمة لتجنب خوض جولة الإعادة.
وعلى الرغم من كونه أكبر المرشحين سنا، لكن نائبه، عمدة سوراكارتا جبران راكابومينغ راكا، البالغ من العمر 36 عاما، هو الأصغر سنا، بالإضافة إلى أنه نجل الرئيس الحالي.
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته وكالة إنديكاتور بوليتيك إندونيسيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن المرشحين الثلاثة متعادلون تقريبا في الدعم بين الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 56 عاما أو أكثر، لكن سوبيانتو يتقدم بشكل واضح في كل الفئات العمرية الأصغر سنا.
وكان سوبيانتو أول مرشح يسعى لنيل دعم الشباب، من خلال حملات إعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو التي تعرض صورًا له ولنائبه.
كما لعبت موسيقى البوب الكورية الجنوبية دورًا في حملات المتنافسين.
وتحظى الفرق الكورية الجنوبية بشعبية جارفة في إندونيسيا، حيث تدعم قاعدتها الجماهيرية الضخمة قضايا سياسية، ونظمت احتجاجات عبر الإنترنت ضد قانون مثير للجدل، وحملة لجمع التبرعات مؤخرًا للفلسطينيين العالقين وسط الحرب بين إسرائيل وحماس.
واعتمد تشونغ سونغ كيم، المرشح البرلماني عن حزب جولكار، كلمة "K-pop" شعارا لحملته الانتخابية، قائلا إنها تعني "موثوقا، محترفا، موضوعيا". كما أيد حزب جولكار ترشيح سوبيانتو للرئاسة.
كما وعد كيم، وهو مهاجر من كوريا الجنوبية، بمحاولة جلب المزيد من نجوم البوب الكوريين الجنوبيين إلى إندونيسيا وخفض أسعار تذاكر حفلاتهم الموسيقية، بالإضافة إلى بناء علاقات مع وطنه للتعاون في مجال التعليم والمزيد من فرص العمل للشباب الإندونيسي.
وفي هذا الإطار، قالت كارلينا أوكتافياني، وهي من عشاق موسيقى البوب الكورية الجنوبية منذ فترة طويلة وعالمة الأنثروبولوجيا الرقمية، إنه ليس من المفاجئ أن نرى السياسيين يستفيدون من موسيقى البوب الكورية للحصول على الأصوات.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز