أنيس باسويدان.. مرشح من أصول عربية لرئاسة إندونيسيا
بخطى بطيئة لكن ثابتة، يخوض حاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان السباق الرئاسي في إندونيسيا المقرر في في 14 فبراير/شباط حيث نجح في استقطاب المزيد من الأصوات بفضل خطاباته الواضحة وأدائه القوي في المناظرات الرئاسية المتلفزة.
ورغم تأخره الكبير عن المرشح الأبرز وزير الدفاع برابوو سوبيانتو فإن أنيس باسويدان نجح في التنافس كتفا بكتف مع المرشح الثالث جانجار برانوو بدعم من تعهداته الانتخابية التي تركز على الحفاظ على الديمقراطية وتحقيق نمو عادل في أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
كما نجح أنيس باسويدان في التعامل مع الناخبين بسهولة سواء في فعاليات الحملة الانتخابية الصاخبة أو على وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
وينتمي أنيس باسويدان (54 عاما) إلى أصول عربية حيث هاجر أجداده من اليمن، وكان جده لأبيه عبد الرحمن باسويدان من أبطال الاستقلال ومؤسس الرابطة العربية الإندونيسية خلال حقبة الاستعمار الهولندي، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وذكرت وكالة رويترز أن أنيس عمل كمحاضر جامعي كما كان باحثاً سابقاً في برنامج فولبرايت وهو ما جعله يحظى لفترة طويلة باحترام الأوساط الفكرية والليبرالية في إندونيسيا وفي عام 2010، اجتذبت مبادرة أسسها لجلب التعليم إلى المناطق النائية من الأرخبيل الشاسع آلاف المتطوعين.
وعلى الرغم من نمو نفوذه بشكل مطرد في دوائر صنع السياسات، فإن نشاطه السياسي بقي في الظل وبعد فشله في الحصول على ترشيح رئاسي من الحزب الديمقراطي الحاكم في عام 2013، ارتبط بالنجم الصاعد آنذاك جوكو ويدودو الذي تولى لاحقا رئاسة البلاد لولايتين متتاليتين.
وعمل أنيس باسويدان ككاتب خطابات لويدودو الذي عينه فيما بعد وزيرا للتعليم والثقافة بين عامي 2014 و2016.
جاء الاختراق السياسي الحقيقي لأنيس في عام 2017، عندما تم انتخابه حاكمًا للعاصمة جاكرتا، وهو المنصب الذي غالبًا ما يُعتبر نقطة انطلاق إلى منصب الرئاسة.
لكن صعوده أثار الكثير من الجدل بسبب قبوله تأييد الجماعات الإسلامية المتشددة وهو ما أثار غضب منافس مسيحي من أصل صيني كما اتُهم أنيس، الذي يعتنق الإسلام المعتدل، بعدم فعل الكثير لإصلاح الخلافات الدينية والطائفية المتزايدة في الدولة العلمانية، وهو الأمر الذي ينفيه.
ومع ذلك، أثناء وجوده في منصبه، حظي أنيس بإشادات واسعة بسبب جهوده في الاستجابة لجائحة كوفيد-19 وتحسين الخدمات العامة والنقل في جاكرتا المزدحمة وهو سجل حافل يعتمد عليه في حملته الانتخابية الرئاسية حاليا.
ومن بين المرشحين الثلاثة لمنصب الرئيس، يعد أنيس الوحيد الذي يرفض استكمال خطة ويدودو للتنمية فيما يتعلق بنقل العاصمة من جاكرتا إلى بورنيو، قائلاً إنه يعتقد أن هناك قضايا أخرى أكثر إلحاحاً تتطلب اهتمام الحكومة.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز