هجمات إندونيسيا..هل "الأسرة الإرهابية" بديل داعش عن "الذئاب المنفردة"؟
خبراء قالوا لـ"العين الإخبارية" إن قيام أسرتين بتنفيذ قرابة 4 هجمات إرهابية في 24 ساعة، يحتم المواجهة الشاملة لتنظيم داعش الإرهابي.
أثار تنفيذ أسرتين تابعتين لتنظيم داعش، 4 هجمات إرهابية في إندونيسيا خلال 24 ساعة فقط، تساؤلات حول استراتيجية التنظيم الإرهابي، ونوعية العمليات الإرهابية التي قد يقوم بها في الفترة المقبلة.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء خبراء في الحركات الإسلامية، أكدوا أن "هجمات إندونيسيا" أمر متوقع من التنظيم الإرهابي، وأن تجنيد الإرهابيين ليس مقتصرا على الشباب أو المراهقين وإنما "تبني بعض الأسر بكل أفرادها الأفكار الإرهابية"، ما يحتم المواجهة الشاملة لتلك الجماعات.
وشهدت مدينة سورابايا، ثاني أكبر مدن إندونيسيا، في وقت مبكر اليوم الإثنين، هجوما على مقر للشرطة، نفذته 4 أفراد من أسرة مكونة من 5 أفراد بينهم طفل في ربيعه الثامن.
ويأتي ذلك بعد ساعات من قيام أسرة أخرى من 6 أفراد، بينهم أطفال، بسلسة اعتداءات انتحارية، استهدفت 3 كنائس في سورابايا أيضا، ما أدى لمقتل 14 شخصا على الأقل.
"الأسرة الإرهابية"
أحمد بان، الباحث في الحركات الإسلامية، قال ليس غريبا على داعش الإرهابي تجنيد أسرة بكل أفرادها بما فيهم الأطفال، مضيفا أن الهجمات توضح أهمية متابعة تأثير التنظيم الإرهابي على الأسر وليس فقط الشباب والمراهقين.
ويشير "بان"، في تصريحاته لـ"العين الإخبارية" إلى أن "هجمات إندونيسيا" توضح أن داعش انتقل من الاعتماد على "الذئاب المنفردة" كما كان في أغلب عملياته الإرهابية التي تبناها سابقا، إلى مفهوم "الأسرة الإرهابية".
وتابع "بان" بالقول إن تحول انخراط الأسر في تنفيذ العمليات الإرهابية يعكس ضعف داعش، ويؤكد أن التنظيم الإرهابي فقد عناصره المدربين الذي كان يعتمد عليهم فيما يعرف بـ"الذئاب المنفردة".
أكثر أمنا
مختلفا معه، يري ماهر فرغلي، الباحث في الحركات الإسلامية، إن تحول داعش إلى الاعتماد على "الأسرة" بدلا من الفرد، لا يعني ضعف التنظيم.
وأشار فرغلي، في حديثه لـ "العين الإخبارية" إلى تجنيد داعش للأسرة "أكثر سهولة وأمنا للتنظيم الإرهابي"؛ حيث يجند الأب أو الأم، ثم تكون الأسرة بأكملها تحت سيطرته.
وحول قصر المدة بين العمليات الإرهابية التي شهدتها إندونيسيا اليوم الإثنين وأمس، يعتقد "بان" أن التنظيم الإرهابي يقوم ببعض العمليات المتتالية حتى يظهر نفسه أمام أفراده والدول التي تحاربه وكأنه لا يزال يتمتع بكامل قوته.
جهود أكبر
من ناحية أخرى، اعتبر الباحث في الحركات الإسلامية، سامح عيد، دخول أسرة وبكل ثقة إلى الكنائس ثم تفجيرها بأحزمتها الناسفة خلال القداس "أمر يدعو لجهود مجتمعة أكبر لتفكيك أفكار تلك الجماعات المتطرفة".
وتعجب عيد، في حديثه لـ"العين الإخبارية" من اصطحاب الأسرتين أطفالهما أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية، مضيفا أن أغلب العمليات السابقة للتنظيم تمت عبر أفراد شابة من التنظيم تعرض بعضهم لظروف قاسية. فكيف تلجا أسرة مستقرة لاصطحاب أطفالها لقتل آخرين!
وتم هجوم مقر الشرطة عبر أسرة من 5 أفراد كانوا يركبون دراجتين ناريتين، فجروا أنفسهم خارج مركز الشرطة. في حين نفذ هجوم الكنائس أسرة من أب وأم وطفلتين بعمر 9 سنوات و12 عاما وولدين بعمر 16 و18 عاما فجروا أحزمتهم الناسفة.