الروبوتات الصناعية تشعل صراع العمالقة.. تفوق صيني وتراجع أمريكي
على مدى السنوات الخمس الماضية، شهدت صناعة الروبوتات صعوداً كبيراً في ظل احتياج الشركات والمصانع لهذه الآلات الذكية.
في الوقت نفسه، ظهرت فئة جديدة تعرف باسم "الروبوتات العمودية"، حيث تعتمد الشركات عليها في مجالات الصناعة والخدمات اللوجستية والدفاع والأمن والطب وغيرها.
وما يشغل أقطاب الصناعة في العالم الآن هو إمكانية التوسع في استخدام الروبوتات في المصانع ومؤسسات الإنتاج المختلفة، وهذا ما سوف يناقشه معرض RoboBusiness وهو حدث عالمي سيُعقد في سانتا كلارا، كاليفورنيا، في الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر/تشرين الجاري.
يشهد هذا الحدث حضورا كثيفا من رجال المال والأعمال والتكنولوجيا لبحث الإمكانات المتزايدة لاستخدام الروبوتات في الزراعة والبناء والتعدين والغذاء والمختبرات والأدوية، فضلا عن مناقشة العقبات التي تواجه صناعة السيارات ذاتية القيادة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وكيف سيكون نشاط الاندماج والاستحواذ من الشركات المصنعة الأصلية الحالية مؤشرا رئيسيا لنجاح الروبوتات.
ويُعد RoboBusiness هو الحدث الرائد الذي يركز على تطوير الروبوتات الصناعية، وسيكون هناك أكثر من 60 متحدثًا، وأكثر من 60 عارضًا وعروضًا توضيحية في أرض المعرض، وحفلات استقبال للتواصل بالإضافة إلى تنظيم مسابقات بين المشاركين.
ومن جانب آخر، تسهم صناعة الروبوت واستخداماته في إنعاش النمو الاقتصادي. الصين على سبيل المثال تتطلع إلى تصنيع الروبوتات كوسيلة لتغذية النمو الاقتصادي، وتعتقد الحكومة الصينية أن صناعة الروبوتات على أعتاب "قفزة ثورية" يمكن أن تساعد في تعزيز تنمية البلاد.
وتُعد الصين بالفعل سوقا رائدة في العالم لهذا القطاع، حيث تجاوزت إيراداتها 23 مليار دولار أمريكي في العام الماضي.
وقالت الصين إنها ستزيد من استخدام الروبوتات في التصنيع والإنتاج، معتبرة أن التكنولوجيا محرك رئيسي للنمو ولدفع البلاد إلى أعلى السلسلة الصناعية. وتعد البلاد أكبر سوق للروبوتات في العالم، وفي العام الماضي كان أكثر من نصف الروبوتات الصناعية المثبتة في جميع أنحاء العالم في الصين.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأمور تبدو وكأنها تسير في الاتجاه المعاكس، فقد خفضت الشركات في أمريكا طلباتها بشكل حاد على الآلات عالية التقنية في الربع الثاني من هذا العام، وفقًا للبيانات التي جمعتها جمعية تطوير الأتمتة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي مجموعة صناعية.
وقالت المجموعة، المعروفة أيضًا باسم A3، إن التباطؤ في الطلب على الروبوتات منذ نهاية العام الماضي يعود إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع النمو الاقتصادي والتضخم ومخاوف النمو.
ووفقا لخبراء في مجال التكنولوجيا فإن هناك معركة خفية بين الصين وأمريكا لاقتناص أكبر المكاسب المتوقعة من التوسع في استخدام الروبوتات الصناعية.
وبحسب تقرير نشرته شركة Data Horizzon Research، فإنه من المتوقع أن يصل حجم سوق الروبوتات الصناعية العالمية إلى 94.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032، فيما بلغت قيمة السوق 29.1 مليار دولار أمريكي في عام 2022.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز