تغذية الرضع بالبكتيريا تنقذ من الأمراض القاتلة
دراسة كشفت أنه من الممكن إنقاذ حياة الآلاف من حديثي الولادة عن طريق تطعيمهم أو تغذيتهم بسلالة من البكتيريا
كشفت دراسة ميدانية واسعة النطاق أنه من الممكن إنقاذ حياة الآلاف من حديثي الولادة من العدوى بالأمراض القاتلة خاصة في الدول الفقيرة عن طريق تطعيمهم أو تغذيتهم بسلالة بسيطة من البكتيريا، التي تم استخراجها أصلا من حفاضات طفل سليم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التجربة السريرية الكبيرة التي طبقها علماء من جامعات بريتيش كولومبيا وكاليفورنيا ونبراسكا وميريلاند الأمريكية في المناطق الريفية في الهند، أظهرت أن تغذية الرضع بسلالة خاصة من البكتريا الملبنة (التي تدر حمض اللاكتيك) لمدة أسبوع واحد فقط كانوا أقل عرضة بنسبة ٤٠٪ للإصابة بتعفن الدم، وهي عدوى مجرى الدم التي تهدد الحياة.
وعلاوة على ذلك فإن الرضع الذين تغذوا على هذه السلالة من البكتيريا قلّت أيضا نسبة إصابتهم بالالتهاب الرئوي، ونوبات أقل من الإسهال، وعدد أقل من التهابات الأذن، وحتى عدد أقل من التهابات الحبل السري الجذعية.
وذكر العلماء للصحيفة أن النتائج تشير إلى أن السلالة المختارة بعناية يمكن أن تساعد أيضا في منع التقزم الذي يصيب ١٦٠ مليونا من أطفال العالم، والسبب في ذلك سوء التغذية المزمن والإسهال، ويستمر حتى عندما يحصل الأطفال على ما يكفي من الغذاء، ويعتقد الخبراء أنهم يفتقرون إلى البكتيريا اللازمة لامتصاص العناصر الغذائية.
وتهدف هذه السلالات من البكتيريا أو المكملات إلى ملء القناة الهضمية مع البكتيريا المفيدة لمنع سلالات ضارة من السيطرة عليها.
ولم يصل العلماء حتى الآن لكيفية عمل هذه البكتيريا، ولكنهم يعتقدون أنها قد تعزز جدار الأمعاء لمنع تسرب البكتيريا الضارة في الدم، وتفعيل الخلايا المناعية في الأنسجة اللمفاوية لبطانة الأمعاء، التي تهاجر إلى أعضاء بعيدة لمهاجمة العدوى هناك.
وحذر العلماء من أن ذلك لا يعني أن جميع أنواع هذه المكملات المستخرجة من الخمائر الطبيعية مفيدة، أو حتى آمنة ولا يمكن خلطها، بل يجب أن تكون مطابقة تماما للمرض.
وأكد العلماء أن هذه الدراسة تغير الكثير من المعايير لأنه لا يوجد شيء متوفر مثل هذا في الأدوية أو المعدات الطبية لمنع العدوى لدى الأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى ذلك فهي أسلوب رخيص الثمن وسهل الاستخدام لأنها عن طريق الفم فقط ولا تخضع لسيطرة شركات الأدوية وقضايا براءات الاختراع.