إصابات كورونا.. اكتشاف علاقة بين المرض وشيخوخة الدماغ
أجرى باحثون أمريكيون دراسة كشفت عن أنّ فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض (كوفيد 19)، يمكن أن يصيب خلايا الدوبامين العصبية في الدماغ.
الباحثون من كلية طب وايل كورنيل، ومركز "ميموريال سلون كيترينج" للسرطان، وكلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا الأمريكية، وجدوا أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب خلايا الدوبامين العصبية في الدماغ، ما يؤدي إلى الشيخوخة الخلوية، أي فقدان قدرة الخلية على النمو والانقسام.
ونُشرت النتائج في مجلة"سيل ستيم سيل" في 17 يناير/ كانون الأول، وتشير تفاصيلها إلى أن هذه العدوى قد تكون مرتبطة بالأعراض العصبية المرتبطة بكوفيد طويل الأمد، مثل ضباب الدماغ والخمول والاكتئاب.
وتتوقف خلايا الدوبامين العصبية المصابة بالفيروس عن العمل بشكل صحيح، وتطلق إشارات كيميائية تحفز الالتهاب، وتنتج هذه الخلايا العصبية عادةً الدوبامين، وهو ناقل عصبي ضروري للمتعة والتحفيز والذاكرة والنوم والحركة، يرتبط تلف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين بمرض باركنسون.
ووجد البحث بشكل غير متوقع أن خلايا الدوبامين العصبية فقط، من بين أنواع الخلايا المختلفة في الأعضاء المختلفة، هي التي قامت بتنشيط مسار الشيخوخة عند تعرضها للفيروس، في حين أن معدل إصابة هذه الخلايا كان منخفضا نسبيا (حوالي خمسة بالمائة)، يؤكد الباحثون التأثيرات الشديدة المحتملة حتى مع وجود عدد صغير من الخلايا المصابة.
يذكر أنه لم تكن جميع أنواع الخلايا العصبية عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية، حيث أظهرت الخلايا العصبية القشرية مقاومة.
واستخدمت الدراسة التنميط النسخي لتحديد تعديلات نشاط الجينات الناتجة عن عدوى الفيروس، وكشفت عن أن خلايا الدوبامين العصبية فقط هي التي قامت بتنشيط مسار الشيخوخة.
ولحماية خلايا الدوبامين العصبية، استكشف الباحثون الأدوية الموجودة بالفعل في السوق وحددوا 3، وهي ريلوزول (علاج التصلب الجانبي الضموري)، وميتفورمين (علاج مرض السكري)، وإيماتينيب (علاج السرطان)، والتي تمنع عدوى الفيروس وتمنع الشيخوخة في خلايا الدوبامين، وقد تقدم الأبحاث الإضافية حول هذه الأدوية رؤى حول منع تأثير الفيروس على الدماغ.
وتشير الدراسة إلى أنه يجب مراقبة مرضى فيروس كورونا لفترة طويلة للتأكد من عدم الإصابة بالأعراض المرتبطة بمرض باركنسون بسبب شيخوخة الخلايا العصبية للدوبامين الملحوظة.
على الرغم من الأهمية السريرية لهذه النتائج، فلا تزال هناك ملحوظة تتعلق بضرورة إجراء دراسات على مجموعات سكانية كبيرة، لاستكشاف العوامل المختلفة التي تؤثر على خطر الأعراض العصبية لدى مرضى كوفيد-19.