اكتشاف ينسف معتقدات راسخة حول التهاب الأمعاء
كشف باحثون من كلية طب وايل كورنيل في الولايات المتحدة عن نتائج مذهلة فيما يتعلق بتأثير الإينولين، وهو نوع من الألياف الموجودة عادة في العديد من الأطعمة والمكملات النباتية، على مرض التهاب الأمعاء.
وعلى عكس الافتراضات السابقة، توضح الدراسة المنشورة في مجلة الطب التجريبي، أن الإينولين، الموجود في الأطعمة مثل الثوم والكراث، وكذلك مكملات الألياف، يمكن أن يؤدي في الواقع إلى التهاب في الأمعاء وتفاقم أعراض مرض التهاب الأمعاء في النماذج قبل السريرية.
ويتحدى هذا الاكتشاف غير المتوقع الحكمة التقليدية حول فوائد الألياف الغذائية ويفتح الأبواب أمام تدخلات علاجية جديدة لإدارة مرض التهاب الأمعاء.
اكتشاف غير متوقع
وأعرب المؤلف الرئيسي محمد أريف الزمان، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية طب وايل كورنيل، عن دهشته من نتائج الدراسة.
وقال إن "الإينولين موجود الآن في كل مكان، من مكملات غذائية في التجارب السريرية إلى المشروبات الغازية، وكنا نتوقع أن يكون للإينولين تأثيرات وقائية في مرض التهاب الأمعاء، ولكن لقد وجدنا العكس تماماً".
وكشف البحث أن تغذية الفئران باستخدام الإينولين أدى إلى زيادة إنتاج أحماض صفراوية معينة بواسطة بعض بكتيريا الأمعاء، وهذه الأحماض الصفراوية المرتفعة بدورها حفّزت إطلاق بروتين التهابي يسمى IL-5 بواسطة الخلايا المناعية المعروفة باسم ILC2s، مما أدى إلى استجابة مناعية مفرطة تشبه رد الفعل التحسسي، وبالتالي، أدت سلسلة النشاط المناعي هذه إلى تفاقم الالتهاب المعوي والأعراض المرتبطة به في النموذج الحيواني.
علاوة على ذلك، فإن الدراسات الانتقالية التي شملت عينات الأنسجة البشرية والدم والبراز من معهد جيل روبرتس لأبحاث بنك الخلايا الحية لمرض التهاب الأمعاء، أكدت النتائج التي لوحظت في الفئران.
وأظهر المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء مستويات أعلى من الأحماض الصفراوية والحمضات، والخلايا المناعية المتورطة في الالتهاب، مقارنة بالأفراد الذين لا يعانون من هذه الحالة.
خطوة نحو علاج أفضل لمرضى التهاب الأمعاء
وتشير هذه النتائج إلى أن سلسلة الالتهابات التي يسببها الإينولين في الفئران تعكس الفيزيولوجيا المرضية التي لوحظت لدى مرضى التهاب الأمعاء لدى البشر.
وشدد المؤلف الكبير ديفيد أرتيس، مدير معهد جيل روبرتس لأبحاث أمراض الأمعاء الالتهابية، على أهمية هذه النتائج في توجيه التدخلات الغذائية الشخصية للمرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء.
وأشار إلى أنه "ليست كل الألياف متشابهة في كيفية تأثيرها على الكائنات الحية الدقيقة وجهاز المناعة في الجسم، ويمكن أن يكون لهذه النتائج آثار أوسع على تقديم التغذية الدقيقة للمرضى لتعزيز صحتهم العامة بناء على أعراضهم الفريدة وتكوين الكائنات الحية الدقيقة واحتياجاتهم الغذائية.
وتعتبر اكتشافات الدراسة ذات أهمية خاصة في ضوء الانتشار المتزايد لمرض التهاب الأمعاء، والقيود المفروضة على الأساليب العلاجية الحالية، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى أو أمراض المناعة الذاتية.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA=
جزيرة ام اند امز