أمل جديد لمرضى سرطان الأمعاء.. علاجات مناعية أكثر فاعلية
توصل باحثون أستراليون إلى الجين المسؤول عن تخفي خلايا سرطان الأمعاء داخل الأمعاء، ما يُصعّب مهمة الخلايا المناعية في مواجهتها.
وأكدت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ليزا ميلكي، أن هذا الاكتشاف يفتح الباب لتطوير علاجات مناعية أكثر فاعلية لمرضى سرطان الأمعاء.
وقالت الدكتورة ميلكي، رئيسة مختبر المناعة والسرطان المخاطي في معهد أوليفيا نيوتن-جون لأبحاث السرطان بأستراليا: "بحثنا كشف عن أن الجين المعروف باسم TCF-1 يحد من قدرة الخلايا المناعية المكافحة للسرطان في الأمعاء الغليظة. هذا الجين هو المسؤول عن تخفي السرطان ويحد من تعرف الخلايا المناعية عليه ومن ثم تقل فرص مكافحتها له. في حال العمل على وقف عمل هذا الجين فإن فرص علاج سرطان الأمعاء ستزداد مع قدرة الخلايا المناعية في التعرف عليه ومكافحته".
وأوضحت الدراسة أن خلايا الأمعاء الغليظة تحتوي على مجموعة مهمة من الخلايا المناعية تسمى الخلايا التائية (غاما دلتا)، وهي ضرورية للوقاية من سرطان الأمعاء.
وأضافت الدكتورة ميلكي: "وجدنا أنه عندما كان هناك المزيد من الخلايا التائية غاما دلتا الموجودة في الأورام، تبين أن هؤلاء المرضى حصلوا على نتائج علاجية أفضل وفرصة أكبر في البقاء على قيد الحياة".
وأشارت الدراسة إلى أن كمية وتنوع الميكروبيوم في الأمعاء الغليظة أدت إلى تركيز أعلى لجين TCF-1 على الخلايا التائية غاما دلتا مقارنة بالمناطق الأخرى في الأمعاء.
وتابعت الدكتورة ميلكي: "هذا الجين (TCF-1) يثبط استجابة المناعة الطبيعية، حيث يوقف قدرة الخلايا التائية غاما دلتا على مكافحة سرطان الأمعاء".
وأضافت: "عندما قمنا بحذف TCF-1 في الخلايا التائية غاما دلتا التائية باستخدام نماذج ما قبل التجارب السريرية، أدى هذا إلى تغيير جذري في سلوك هذه الخلايا المناعية وشهدنا انخفاضًا ملحوظًا في حجم أورام سرطان الأمعاء".
وأكدت الدكتورة ميلكي أن هذا الاكتشاف البحثي الأول على مستوى العالم يمهد لخارطة طريق جديدة لتطوير علاجات مناعية مركبة مستهدفة لعلاج مرضى سرطان الأمعاء بشكل أكثر فعالية.
وقالت: "يفتح هذا الاكتشاف البحثي أيضًا إمكانيات جديدة لفهم كيفية تفاعل الميكروبيوم والخلايا المناعية في الأمعاء، ما قد يؤدي إلى تطوير استراتيجيات جديدة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وفحص أفضل لسرطان الأمعاء".
وخلصت الدراسة إلى أن اكتشاف الجين المسؤول عن تخفي خلايا سرطان الأمعاء يفتح الباب أمام تطوير علاجات مناعية جديدة أكثر فعالية لمرضى سرطان الأمعاء، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الشفاء وتحسين جودة الحياة لهذه الفئة من المرضى.