التضخم يلتهم رقما "مفزعا" من مدخرات الألمان.. كم يبلغ؟
عندما داهمت جائحة كوفيد-19 العالم في أواخر 2019 دون رؤية واضحة لنهاية الأزمة، استعدت شعوب العالم وبينهم الألمان لمواجهتها بالادخار.
ويبدو أن الألمان، الذين اجتهدوا في ادخار مليارات اليوروهات طوال عامين، لم يهنأوا بالرصيد المتنامي، الذي جاء التضخم ليلتهمه سريعا على خلفية أزمات الطاقة والغذاء اللذين خلفتهما الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكر معهد "إيفو" الألماني للبحوث الاقتصادية أن التضخم قضى على المدخرات التي تراكمت لدى الألمان خلال الجائحة.
وأكد رئيس البحوث الاقتصادية في المعهد، تيمو فولميرسهويسر، الثلاثاء، أن الأسر في ألمانيا ادخرت حوالي 70 مليار يورو خلال الفترة بين أبريل/نيسان 2020 ومارس/آذار 2021 فوق المتوسط خلال الأعوام العادية.
ومع ذلك، تظهر الميزانيات العمومية للبنوك أن المستهلكين اعتمدوا بشكل متزايد على هذه المدخرات منذ نهاية العام الماضي. وقال فولميرسهويسر: "الودائع الإضافية استُنفدت تقريبا بحلول نهاية الربع الأول من عام 2022".
وأضاف فولميرسهويسر: "في الربع الثاني استمر هذا التطور دون تغيير تقريبا"، مضيفا أن التضخم كان على الأرجح محركا رئيسيا لذلك.
وقال الخبير الاقتصادي إن أسعار المستهلكين تواصل الارتفاع بقوة، ما يعني أن "الاستهلاك الخاص للأسف سيفشل في العمل كمحرك اقتصادي في ألمانيا خلال بقية العام".
وأشار إلى أنه بينما استمر الاستهلاك في التوسع بقوة في الأشهر الأولى من العام على الرغم من ارتفاع التضخم، أظهرت مؤشرات رئيسية عديدة منذ منتصف العام خفوتا واضحا.
أعلى تضخم منذ توحيد ألمانيا
ارتفع معدل التضخم في ألمانيا، الذي يُقاس بالتغير السنوي في مؤشر أسعار المستهلك بـ 7.9% في مايو/أيار 2022، قبل أن يتراجع إلى 7.6% في يونيو/حزيران، و7.5% في يوليو/تموز.
وبذلك وصل معدل التضخم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق للشهر الثالث على التوالي منذ إعادة توحيد ألمانيا.
هذا ولا يزال السبب الرئيسي لارتفاع التضخم هو ارتفاع أسعار الطاقة، ولكن جورج ثيل، رئيس المكتب الفيدرالي للإحصاء Destatis قال إنهم يرون أيضاً ارتفاعاً في أسعار العديد من السلع الأخرى، خاصة المواد الغذائية.
وأضاف ثيل: "تم تسجيل معدل تضخم مرتفع مماثل آخر مرة في الإقليم السابق للجمهورية الفيدرالية في شتاء 1973/1974، عندما ارتفعت أسعار الزيوت المعدنية بشكل حاد نتيجة لأزمة النفط الأولى".
وفي مارس/آذار 2022، استقر معدل التضخم عند 7.3%، وفي أبريل/نيسان 2022 عند 7.4%.
هذا وأفاد المكتب الفيدرالي للإحصاء أيضًا بأن أسعار المستهلك في مايو/أيار 2022 ارتفعت بنسبة 0.9% عنها في أبريل/نيسان 2022.