هيدروجين كندا.. هل ينقذ ألمانيا من تحدي الغاز؟
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أهمية تعزيز التعاون مع كندا في قطاع الطاقة، وذلك في ضوء الحرب الدائرة في أوكرانيا.
من جانبه، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الإثنين إن:" كندا ستلعب دورًا محوريًا تمامًا في تطوير الهيدروجين الأخضر"، وذلك في أعقاب لقائه مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو في مدينة مونتريال الكندية.
ويمكن للهيدروجين الأخضر تلبية ربع (25%) احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050 بحجم مبيعات سنوية تبلغ 770 مليار دولار، ويتوقع مجلس الطاقة العالمي أنه بحلول عام 2025 يمكن أن تغطي إستراتيجيات الهيدروجين الوطنية البلدان التي تمثل أكثر من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي منه.
ومؤخرًا، زاد إقبال العديد من الدول على تعزيز قدراتها على إنتاج الهيدروجين، بما في ذلك كندا وفرنسا واليابان وأستراليا والنرويج وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وتشيلي والصين وفنلندا، وفي السنوات الأخيرة، أطلق عدد من البلدان والتكتلات إستراتيجيات للاستثمار في الهيدروجين، أبرزها خطة الاتحاد الأوروبي للهيدروجين الأخضر في يوليو 2020.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي: "ولذلك فإننا سعداء للغاية لأننا سنتمكن في إطار هذه الفرصة من توسيع نطاق تعاوننا في هذا المجال"، ولفت إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى استخدام الغاز الطبيعي المسال لفترة انتقالية وذلك من أجل تخفيض الاعتماد على الغاز الروسي.
يشار إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا أجبرت ألمانيا على أخذ استعدادتها على نطاق أوسع في مجال الطاقة.
وتمتلك كندا الغاز الطبيعي المسال غير أن ألمانيا لن يمكنها الاستفادة من هذا الغاز إلا على المدى المتوسط نظرا لنقص خطوط الأنابيب والمحطات اللازمة للنقل عبر الأطلسي.
وستركز زيارة شولتس لكندا على إنتاج الهيدروجين لهذا السبب.
يذكر أن الشركات الألمانية لديها اهتمام بالمعادن والفلزات الكندية وكذلك بالكوبلت والنيكل والجرافيت والليثيوم وهي المواد المهمة لإنتاج البطاريات.
وبدوره، قال ترودو إنه سيدرس تصدير الغاز الطبيعي عبر الأطلسي ورأى أن واحدا من التحديات الخاصة بالغاز الطبيعي المسال يتمثل في ارتفاع قيمة الاستثمارات في البنى التحتية في هذا المجال "غير أننا ندرس كل الإمكانيات الأخرى من أجل مساعدة الألمان والأوروبيين على المدى القصير نظرا لأنهم سيواجهون تحديا حقيقيا في الشتاء المقبل".
وأضاف ترودو أنه لا ينبغي لروسيا أن تستخدم الطاقة كواحد من أسلحة الحرب.
فيما أشاد شولتس بالتعاون مع كندا في الخلاف حول توربين خط نورد ستريم 1 وقال إن "روسيا تحاول بالطبع أن تقسم المجتمع الدولي، وكذلك الذين تحالفوا من أجل دعم أوكرانيا"، واستطرد أنه لهذا السبب كان من المهم أن تساعد كندا في إتاحة إعادة التوربين الذي تمت صيانته.
كانت أوتاوا تحايلت على العقوبات المفروضة على روسيا من أجل توريد التوربين، الذي قالت روسيا إنه حيوي الأمر الذي وضع الحكومة الكندية تحت ضغوط داخلية.
وقال شولتس إن هذا " كان قرارا مهما لأنه كشف استراتيجية (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين التي تهدف إلى تقسيم الحلفاء والتأثير على الدعم المقدم إلى أوكرانيا" ،مشيرا إلى أن روسيا ليست شريكا تجاريا موثوقا.
وذكر شولتس أن روسيا قللت توريدات الغاز في كل الأنحاء في أوروبا بدعوى أسباب فنية مزعومة " ولذلك فمن المهم ألا نقع في فخ بوتين وأن نتماسك ونقف معا".