الإمارات والطاقة النظيفة.. درس عملي في التحول الطموح وفق رؤية واقعية
تتحول دولة الإمارات إلى عصر الطاقة النظيفة وفق استراتيجية واضحة ورؤية واقعية وطموحة تأخذ في الحسبان كل الظروف والمتغيرات في هذا القطاع الحساس لنهضة العالم.
رؤية دولة الإمارات لشروط ومحددات الانتقال الآمن إلى عصر الطاقة النظيفة، كشف عنها بكثير من الاستفاضة والتوضيح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، عبر مقال له في صحيفة "بروجكت سنديكيت".
- سلطان الجابر: الإمارات مورّد عالمي موثوق لأقل أنواع النفط والغاز من حيث كثافة الانبعاثات
- سلطان الجابر: الإمارات وجهة عالمية لريادة صناعات المستقبل
وصحيفة Project Syndicate هي المنبر الإعلامي الأبرز لنشر المقالات والتحليلات والرؤى ذات الأهمية البالغة من قبل القادة السياسيين البارزين وصناع السياسات والعلماء وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم.
الانتقال الآمن.. أهم دروس التحول الطاقوي
وفي مقاله الذي حمل عنوان "انتقال جريء وواقعي للطاقة" سلط الدكتور سلطان الجابر، الضوء على مخاطر التخلي الفوري عن منظومة الطاقة الحالية قبل بناء منظومة جديدة قادرة على تلبية الاحتياجات العالمية.
وأوضح الجابر أن الأحداث العالمية الأخيرة أوضحت أن التخلي الفوري عن منظومة الطاقة الحالية يعرّض للخطر كلاً من النمو الاقتصادي والتقدم في العمل المناخي، فضلا عن تقويض فرص تحقيق تحوّل عادلٍ ومنصفٍ للجميع.
ولفت الجابر إلى نقطة شديدة الأهمية، وهي أن نجاح التحول في قطاع الطاقة يتطلب تحقيق تقدم في كل من النمو الاقتصادي والعمل المناخي، ما يعني الحاجة إلى نهج شامل يستفيد من خبرات جميع القطاعات وشرائح المجتمع، بما فيها الخبرات والقدرات والإمكانيات المتوفرة لدى منظومة الطاقة الحالية .
وحث الدكتور سلطان الجابر، العالم، على التعلم من دروس الماضي القريب، خاصة أزمة إمدادات الطاقة العميقة التي واجهها العالم مع بدء التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد 19، وازدادت حدتها بسبب النزاع الروسي الأوكراني.
وحديث الجابر، يفسر بشكل منطقي أسباب الردة الكبرى التي قادتها دول متقدمة فيما يتعلق بمزيج الطاقة خلال الفترة الماضية، لدرجة أن بعضها كان يتحدث قبل الأزمة عن ضرورة الانسحاب من استثمارات الطاقة التقليدية، ثم لم يلبث مع الأزمة إلى أن عاد حتى لاستخدام الفحم كمصدر طاقة تفرضه الحاجة وظروف اللحظة الراهنة.
الجابر أشار بوضوح إلى أن الدرس المستفاد من هذه الأزمة هو أنه من السابق لأوانه تبّني الحكومات لسياساتٍ تؤدي إلى سحب الاستثمارات من قطاع النفط والغاز، قبل تأمين بدائل مناسبة وقابلة للتطبيق.
وتابع: "هذه الخطوة ستؤدي إلى نتائج عكسية تقوّض أمن الطاقة وتؤثر سلباً على استقرار الاقتصاد العالمي، كما أنها تخفض حجم التمويل الذي يمكن استثماره لتمكين تحوّلٍ منطقي ومدروس في قطاع الطاقة".
إنجازات الإمارات.. درس عملي للعالم
تتبوأ دولة الإمارات مكانة عالمية بارزة فيما يتعلق بجهود التحول نحو الطاقة النظيفة، بفضل إنجازاتها التي تضمن لها ريادة غير مسبوقة.
جزء من تلك الإنجازات، كان نجاح دولة الإمارات في رفع مساهمة الطاقة المتجددة لأكثر من 80% من إجمالي القدرة الإنتاجية الجديدة للكهرباء خلال العام الماضي، وفقا للدكتور سلطان الجابر.
ولفت الجابر إلى أن هذا الرقم يعد مؤشراً واضحاً على أن التحوّل في قطاع الطاقة يمضي بخطوات حثيثة.
كما تمتلك دولة الإمارات 3 من أكبر محطات الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، واستثمرت في مشاريع للطاقة المتجددة في أكثر من 40 دولة متقدمة ونامية، وفقا للجابر.
المزيد من الإنجازات يظهر أيضا بالنظر إلى أن دولة الإمارات تخطط لتوسيع محفظة مشاريعها من الطاقة المتجددة لتصل طاقتها الإنتاجية إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، بحسب المقال.
ويقول الدكتور سلطان الجابر: "استثمرنا في الطاقة النووية السلمية ونركز على إرساء أسس صلبة لسلسلة قيمة متكاملة للهيدروجين كعاملٍ ضروري لتحقيق الحياد المناخي".
وأضاف: " بينما تواصل دولة الإمارات دورها كمورّد موثوق لأقل أنواع النفط والغاز في العالم من حيث كثافة الانبعاثات، فإننا نعمل على خفضها بنسبة 25% إضافية قبل نهاية عام 2030".
الحياد المناخي.. إنجاز منطقي لدولة الإمارات
في مقاله، أشار الدكتور سلطان الجابر إلى حقيقة أن دولة الإمارات هي أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن مبادرة استراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأوضح: "نحن مستمرون بالعمل على الحد من الانبعاثات في جميع الأنشطة الاقتصادية في الدولة، وأنشأنا أول برنامج في المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق صناعي، وتعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لتأمين احتياجات عملياتها من الكهرباء من المصادر النووية السلمية والشمسية الخالية من الانبعاثات".
وأكد أنه مع اقتراب انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف هذا العام، وبينما تستعد دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر العام المقبل، فإننا بحاجة للتركيز على حلول عمليّة تسهم في تعزيز أمن الطاقة من خلال ضمان إمكانية الحصول على إمدادات مستدامة بأسعار مناسبة.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA==
جزيرة ام اند امز