التضخم الأمريكي يربك الأسواق.. صعود الدولار والذهب وهبوط الإسترليني والأسهم

أربكت بيانات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية التي تم الإعلان عنها الثلاثاء، أسواق المال والذهب والعملات، وكان الدولار هو أبرز الرابحين.

ووفقا لبيانات رسمية، ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 13 عاما في يونيو/ حزيران في ظل قيود على الإمدادات واستمرار انتعاش في تكاليف الخدمات المرتبطة بالسفر من مستويات متدنية ناجمة عن الوباء في الوقت الذي يكتسب فيه تعافي الاقتصاد زخما.

وأذكى ذلك مخاوف من اقتصاد تضخمي وسط خطى متسارعة في إعادة فتح الاقتصاد وهو ما قد يرغم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على تقليص سياسته النقدية الشديدة التيسير في موعد أقرب من المتوقع.

• العمال يردون الصفعة لمطاعم أمريكا.. "لا عودة للعمل"
• الدولار أسير التضخم.. هل تغير شهادة "باول" مصير العملة الأمريكية؟

وبعد الإعلان عن بيانات التضخم في الولايات المتحدة، صعد الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات أثناء التعاملات الثلاثاء.

وقفز مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الخضراء أمام سلة من 6 عملات، 0.41% إلى 92.6 وهو أعلى مستوى له منذ 8 يوليو/تموز ليقترب من أقوى مستوى له في 3 أشهر البالغ 92.8 الذي سجله الأسبوع الماضي.

الإسترليني يهبط

ودفعت بيانات التضخم في أمريكا الأسواق لتقديم توقعاتها لموعد زيادة أسعار الفائدة الأمريكية وهو ما أثر سلبا على عملات أخرى من بينها الإسترليني.

وتراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي اليوم، وانخفضت العملة البريطانية عند الساعة 1500 بتوقيت جرينتش، 0.30% عند 1.3840 دولار بعد أن هبطت في وقت سابق من الجلسة إلى 1.3799 دولار.

بينما استقر الاسترليني أمام العملة الأوروبية عند 85.39 بنس لليورو.

وول ستريت تخسر

وفي الوقت الذي استفاد فيه الدولار من بيانات التضخم، فتحت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت منخفضة اليوم.

وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 36.2 نقطة بما يعادل 0.10% إلى 34959.96 نقطة، وانخفض المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بواقع 3.6 نقطة أو 0.08% إلى 4381.07 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 18.1 نقطة أو 0.12% إلى 14715.11 نقطة.

تذبذب الأسهم الأوروبية

أغلقت سوق الأسهم الأوروبية قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق اليوم مع اقبال المستثمرين على البيع في القطاعات الحساسة للدورة الاقتصادية في أعقاب تضخم أعلى من المتوقع في الولايات المتحدة، لكن تقارير متفائلة لأرباح الشركات قيدت الخسائر.

وأنهى المؤشر ستوكس 600 جلسة التداول بلا تغير يذكر بعد أن سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا في التعاملات المبكرة.

وجاءت البنوك وشركات صناعة السيارات ومكوناتها وشركات النفط والغاز بين أكبر القطاعات الخاسرة، لكن مكاسب لبعض الأسهم الدفاعية وأسهم التكنولوجيا غطت على تلك الخسائر.

الذهب يرتفع

صعدت أسعار الذهب اليوم عقب بيانات التضخم لكن ارتفاع الدولار كبح مكاسب المعدن النفيس، وعند الساعة 1710 بتوقيت جرينتش، كان الذهب في المعاملات الفورية مرتفعا 0.27% عند 1810.70 دولار للأوقية (الأونصة).

وصعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 0.3% إلى 1811.50 دولار للأوقية.

أسعار المستهلكين الأمريكيين

وأعلنت وزارة العمل الأمريكية اليوم الثلاثاء أن مؤشر أسعار المستهلكين زاد 0.9% الشهر الماضي، في أكبر ارتفاع منذ يونيو/ حزيران 2008، بعد أن تقدم 0.6% في مايو/أيار.

وفي الـ12 شهرا حتى يونيو/حزيران، قفز مؤشر أسعار المستهلكين 5.4% في أكبر ارتفاع منذ أغسطس/آب 2008 ويأتي عقب زيادة 5% في الـ12 شهرا حتى مايو/أيار.

وباستثناء الأسعار المتقلبة للغذاء والطاقة، تسارع مؤشر أسعار المستهلكين 0.9% بعد أن زاد 0.7% في مايو/أيار.

وارتفع ما يُطلق عليه مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي 4.5% على أساس سنوي، في أكبر زيادة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1991، بعد أن صعد 3.8% في مايو/أيار.

كان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين العام 0.5% أن يصعد المؤشر الأساسي 0.4%.

توقعات البيت الأبيض

وقال مسؤول بالبيت الأبيض اليوم إن إدارة بايدن تتوقع أن الضغوط على سلاسل الإمداد التي تغذي ارتفاع التضخم ستنحسر في "المستقبل غير البعيد" لكنه لا يمكنه أن يذكر موعدا محددا.

وامتنع المسؤول عن تكرار توقعات سابقة بأن التضخم سيصل إلى ذروته في أشهر الصيف، مشيرا إلى استمرار حالة عدم اليقين التي تحيط بضغوط سلاسل الإمداد وظهور سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا.