أسعار الكعك في مصر 2024.. التضخم يعصف بأشهر حلويات عيد الفطر
أمام "باترينة عرض" أحد متاجر الحلويات الشهيرة في مصر، وقفت امرأة أربعينية لمعرفة قائمة أسعار كعك العيد، وهو ما أربك حساباتها.
دفعت الأسعار الباهظة المرأة التي تنتمي إلى طبقة متوسطة -على الأرجح- لمغادرة المحل دون الحصول على ما تريد.
والكعك أو "الكحك" كما يطلق عليه المصريون، هو أحد أشهر الحلويات المميزة لطقوس الاحتفال بالعيد في مصر، ويشبه نسبيا طريقة خبز البسكويت الخالي من السكر، ويصنع بدون حشوات "سادة" (ثم يضاف إليه السكر المطحون من الأعلى حسب الرغبة) أو تضاف إليه أنواع مختلفة من الحشوات المحلية كالعجوة (التمر)، أو الملبن.
صناعة الكعك في المنزل
وفي أحد المخابز الشعبية لبيع الحلويات، وقفت سها مصطفى، للسؤال عن أسعار الكعك، لتصطدم بأن سعر كيلوغرام الكعك السادة يتراوح بين 180 و220 جنيها.
اعتادت المرأة التي تبلغ 27 عامًا، صنع الكعك في بيت أسرتها في إحدى محافظات الأقاليم بمصر، كطقس للاحتفال بعيد الفطر، لكن بعد زواجها وانتقالها مع زوجها الذي يعمل سائقًا بأحد المصانع، وجدت نفسها بمفردها، ما دفعها لشراء الكعك الجاهز.
إلا أن التضخم الذي وصل إلى الكعك "حلوى عيد الفطر في مصر" تسبب في مرارتها العام الجاري، ما دفع سها لصنع كمية قليلة بمفردها في المنزل، مع تقليل النفقات؛ وهو الأمر الذي طال الكثير من الأسر المصرية هذا العام.
ووصل التضخم إلى مواد إنتاج الكعك (السكر، والدقيق، والخميرة، ورائحة الكعك، والسمن، البيض، الحليب، الملح، السمسم)، ليرتفع بأكثر من 30% مقارنة بالعام الماضي، مسجلًا 220 جنيهًا للكيلوغرام السادة، مقارنة بنحو 170 جنيهًا في العام الماضي، بحسب أحد المخابز.
تكلفة الإنتاج
ويقول محمود إبراهيم، مالك مخبز لصناعة الكعك، إن الإقبال على شراء حلويات عيد الفطر هذا العام انخفض مقارنة بالعام الماضي، بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة تكلفة الإنتاج.
ويوضح لـ"العين الإخبارية"، أن كيلو السكر كان يُباع في العام الماضي بسعر 20 جنيهًا، لكنه وصل إلى 45 جنيهًا، بزيادة تتجاوز الضعف، فضلًا عن أن كيلو الدقيق الذي كان يسجل 20 جنيهًا وصل إلى 28 جنيهًا، بزيادة 40%، مضيفًا أنه في المتوسط ارتفعت تكلفة الإنتاج بأكثر من 25%، ما تطلب رفع الأسعار للتوازن بين التكلفة والأرباح، بجانب زيادة أجرة الأيدي العاملة.
ويضيف أن الفترة بين رمضان حتى عيد الفطر تعد موسمًا للمخابز ومحلات الحلويات، حيث لم يكن يجد وقتًا للجلوس، إلا أن معظم الزبائن أصبحوا يسألون فقط عن السعر، ما دفعه لتقليل هامش الربح من 30 لـ15% تقريبا حتى يوازن بين الجودة والسعر "المعقول".
انخفاض المبيعات
يذكر رئيس شعبة السكر والحلوى بغرفة الصناعات الغذائية، محمد فوزي، أن أسعار الكعك 2024 ارتفعت بما لا يقل عن 25%، نتيجة زيادة أسعار مواد الإنتاج، التي يتم استيراد أغلبها من الخارج، على رأسها القمح الذي يدخل في صناعة الدقيق - المكون الأساسي للمخبوزات -.
ويتابع فوزي لـ"العين الإخبارية"، أن الزيادة التي شهدتها أسعار الكعك هذا العام تسببت في تراجع المبيعات، إذ اتجه البعض إلى خبز الكعك في المنزل، فضلًا عن عزوف آخرين عن الكعك العام الحالي، موضحًا أن متوسط أسعار الكعك 2025 بلغ نحو 150 جنيهًا للكيلوغرام السادة.
ولا يوجد تاريخ محدد لنشأة الكعك في المصر، فبينما يرجعه باحثون في التاريخ الإسلامي إلى الدولة الطولونية، إلا أن هناك أقوالا إن تاريخه أقدم من ذلك بكثير، يعود إلى آلاف السنين، حيث كان المصريون القدماء يُحضرون مخبوزات شبيهة له في أعيادهم ويختمون عليها، وتوارثت الأجيال هذه العادة، حيث كانت تصنعه السيدات بالمنازل، قبل أن تتجه بعض الأسر لشرائه جاهزًا.
وخلال السنوات الأربعة الأخيرة، ضربت أزمة مصر أزمة اقتصادية حادة وتراجع الاحتياطي النقدي، ما دفع قيمة الجنيه للانخفاض أكثر من مرة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع كبير بأسعار كافة السلع، ما دفع البعض إلى تقسيط مشتريات الكعك من خلال البنوك أو شركات التمويل الاستهلاكي، حيث تم تقديم عروض للتقسيط لمدة عام بدون فائدة.
وللتيسير على المواطنين، طرحت وزارتا الزراعة والتموين، منتجات "الكعك والبسكويت" عبر منافذها، بتخفيضات بين 20 و30% مقارنة بالأسعار الخارجية، ليكون سعر الكيلوغرام السادة 140 جنيهًا.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز