فرنسا تدخل على خط إعادة إعمار ليبيا.. سباق على «الكعكة المليارية»

تسعى باريس إلى دخول ميدان إعادة إعمار ليبيا، في خطوة تعكس الطموح الفرنسي لتعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي في هذا البلد الغني بالموارد.
وتشهد ليبيا جهودًا متصاعدة لإعادة البناء بعد سنوات من الصراع، وكارثة إعصار دانيال التي دمّرت مدينة درنة في الشرق الليبي عام 2023.
وكشف صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا عن وجود مساعٍ فرنسية لتعزيز مشاركة شركاتها في مشاريع إعادة الإعمار، التي تُقدَّر تكلفتها بعشرات المليارات من الدولارات، من خلال تهيئة الظروف المناسبة أمام الاستثمارات الفرنسية.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية لمدير عام الصندوق بلقاسم حفتر إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية والخارجية جان نُويل بارو، والمبعوث الخاص إلى ليبيا بول سولير.
وناقش الجانبان سبل التعاون الثنائي في مجالات الإعمار والتنمية، في ظل طموح فرنسي واضح لحجز موقع في خارطة الاستثمار الليبي.
كارثة درنة تفتح الأبواب
الصندوق، الذي أُنشئ بقرار من مجلس النواب الليبي عقب كارثة فيضانات درنة، حصل على تمويل أولي قدره 10 مليارات دينار ليبي (نحو 2 مليار دولار) في إطار موازنة طوارئ تهدف إلى إعادة إعمار المدن المنكوبة.
وتُقدَّر الأضرار الناتجة عن الكارثة بنحو 22% من إجمالي السكان المتأثرين، وأكثر من 800 مبنى مدمَّر كليًّا في مدينة درنة وحدها.
كما أعلن الصندوق أن أعمال إعادة الإعمار طالت عشرات المدن، من بينها بنغازي والبيضاء وطبرق ومرزق والكفرة وسرت، إلى جانب انطلاقة قوية نحو الجنوب الليبي منذ فبراير/شباط 2024، حيث تدفقت شركات محلية وأجنبية للمشاركة في عمليات البناء وصيانة البنية التحتية.
- أوروبا تغرم تيك توك ٦٠٠ مليون دولار بعد اكتشاف نقل بيانات إلى الصين
- «كارني» يتعهد بثورة اقتصادية.. أكبر تحول في كندا منذ 80 عاما
أهداف فرنسية
التحرك الفرنسي يأتي في إطار خلق فرصة اقتصادية ضخمة في بلد تتطلب إعادة بنائه استثمارات ضخمة في كافة القطاعات، من الإسكان والبنية التحتية إلى الطاقة والمياه والتعليم.
ووفق متابعين، فإن فتح باريس لقنوات اقتصادية مع شرق ليبيا يمنحها فرصة لإعادة التموضع إقليميًّا، بعد أن خسرت الكثير من نفوذها التقليدي في منطقة الساحل، لا سيما بعد الانقلابات الأخيرة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وخروج قواتها العسكرية من تلك الدول.
وبينما تسير فرنسا نحو إعادة رسم خارطة نفوذها في المتوسط، تبدو ليبيا بموقعها وثرواتها المتعددة فرصة لا يمكن تجاهلها، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الجيوسياسي.