مروحية "إنجينيويتي".. موعد جديد لتنفيذ طلعتها في أجواء المريخ
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن مروحيتها المصغرة "إنجينيويتي" قد تنفذ، الإثنين، أولى طلعاتها في أجواء المريخ.
يأتي ذلك بعد تأخرها أكثر من أسبوع بسبب مشكلة تقنية.
وستكون طلعة "إنجينيويتي" الأولى لمركبة بمحرّك في أجواء كوكب آخر غير الأرض، وستتيح للوكالة الأمريكية جمع بيانات ثمينة عن ظروف الحياة على المريخ.
وأوضحت "ناسا" أنها تتوقع "تنفيذ الطلعة الأولى لمروحية إنجينيويتي فوق المريخ اعتباراً من الإثنين 19 نيسان/أبريل الجاري".
وأوضحت أن البيانات الأولى من المروحية يتوقع أن تصل إلى الأرض "بعد ساعات قليلة من طلعتها الذاتية" التي يفترض أن تبدأ قرابة الساعة (07,30 بتوقيت جرينتش).
ويمثل الإقلاع في جو المريخ تحدياً، إذ أن كثافته لا تتعدى واحداً في المئة من كثافة غلاف الأرض الجوي، علماً أن دفع الهواء بواسطة دوران مراوح الطوافة هو الذي يمكّنها من التحليق.
ويعني ذلك أن مراوح "إنجينيويتي" يجب أن تدور أسرع بكثير مما تفعل تلك الموجودة على طوافة عادية لكي تتمكن من الطيران.
ونجحت "إنجينيويتي" في 9 نيسان/أبريل الجاري في تشغيل مراوحها للمرة الأولى على سبيل اختبارها. وتعمل المراوح بسرعة 2400 دورة في الدقيقة، أي أسرع بـ5 مرات من طوافة عادية.
إلا أن تجربة كاملة السرعة لمراوح المروحية انتهت في وقت أبكر من الموعد المحدد بسبب إنذار عن مشكلة محتملة، ما دفع "ناسا" إلى إرجاء طلعتها التي كانت مقررة في 11 نيسان/أبريل.
وبعد طلعتها المرتقبة، سترسل المروحية إلى العربة الجوالة "بيرسيفيرانس" البيانات الفنية المتعلقة بما أنجزته، على أن ينقل الروبوت بدوره المعلومات إلى الأرض.
ومن أولى هذه البيانات صورة بالأبيض والأسود تلتقطها "إنجينيويتي" خلال تحليقها لسطح المريخ الذي يقع تحتها مباشرة.
5 أمتار
وفي اليوم التالي، بمجرد إعادة شحن بطارياتها، سترسل المروحية صورة ملونة للأفق يفترض أن تكون التقطتها كاميرتها الأخرى.
لكن أبرز الصور ستكون تلك التي ستلتقطها "برسيفرنس" لطلعة المروحية، من نقطة المراقبة التي تتمركز فيها على بُعد أمتار.
وفي حال نجحت المروحية في مهمتها، قد تنفذ طلعتها الثانية بعد 4 أيام على الأكثر. وتعتزم "ناسا" إجراء ما يصل إلى 5 طلعات موزعة على شهر وتتدرج في مستوى صعوبتها.
وتأمل "ناسا" في أن تتمكن من رفع المروحية إلى علو 5 أمتار، على أن تحاول عند هذا المستوى جعْلها تتحرك بشكل جانبي.
سيكون هذا الحدث المريخي في مستوى أهمية الإنجاز الذي مثّلته أول رحلة طيران بمحرّك على كوكب الأرض عام 1903.
وأفادت "ناسا" بأن قطعة قماش صغيرة من طائرة الأخوين رايت التي أقلعت قبل أكثر من قرن في ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية وضعت على "إنجينيويتي" في تحية لرحلة الطيران الأرضية الأولى، وبالتالي هي موجودة حالياً على كوكب المريخ.
ومهما حصل، ستتوقف تجربة "إنجينيويتي" بعد شهر أو أقل، لتتيح للعربة الجوالة "بيرسيفيرانس" التفرغ لمهمتها الرئيسية المتمثلة في البحث عن آثار قديمة للحياة على المريخ.
وكانت "إنجينيويتي" ذات الوزن الخفيف جداً والتي تشبه طائرة مسيّرة كبيرة مطوية ومثبتة تحت الروبوت الجوال "بيرسيفيرانس" الذي هبط على سطح الكوكب الأحمر في 18 شباط/فبراير الفائت، وبقيت في موضعها إلى أن بلغ الروبوت المكان الذي يفترض أن تقلع منه المروحية.
وتتألف المروحية من أربع قوائم وهيكل ومروحتين متراكبتين. يبلغ طولها 1,2 متر من أحد طرفي النصل إلى الطرف الآخر.