جهاز قابل للهضم لتشخيص اضطرابات المعدة
أدت التطورات التكنولوجية الحديثة إلى إنشاء أجهزة طبية متطورة، مثل الروبوتات الجراحية، وأجهزة استشعار المراقبة الفسيولوجية، ومنصات الواقع الافتراضي لتدريب الأطباء.
وكان الهدف الرئيسي لمهندسي التكنولوجيا الطبية هو تطوير الأجهزة التي يمكن تناولها أو إدخالها في جسم الإنسان لمراقبة أعضاء معينة.
وحقق الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وكلية الطب بجامعة هارفارد، تقدما كبيرا في هذا الاتجاه، عبر تطوير جهاز جديد قابل للهضم، وذلك لتسجيل الإشارات الكهربية في الجهاز الهضمي، بما يمكن أن يحدث ثورة في تشخيص ومراقبة اضطرابات الجهاز الهضمي، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز بدورية "نيتشر إلكترونيكس".
ويقول سيهينج شون يو، الباحث الرئيسي بالدراسة "إن القدرة على تسجيل بيانات الفيزيولوجيا الكهربية عالية الجودة من الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المعوي أمر بالغ الأهمية لفهم الاضطرابات المختلفة وتعزيز الرعاية الصحية من خلال التشخيص المبكر".
والطرق التقليدية لتسجيل هذه الإشارات إما أن تكون غازية، وتتطلب زرعا جراحيا، أو أقل فعالية، حيث تعتمد على أقطاب كهربائية خارجية موضوعة على الجلد، ويقدم الجهاز الجديد حلاً غير جراحي، يجمع بين التقاط الإشارة عالية الجودة من الجهاز العصبي المعوي وسهولة الاستخدام.
والجهاز العصبي المعوي، هو جزء حيوي من الجهاز العصبي اللا إرادي، ويتحكم في إفراز الهرمونات في الجهاز الهضمي.
وترتبط الاضطرابات مثل خزل المعدة وعسر الهضم الوظيفي باضطرابات في الإشارات الكهربائية لهذه الخلايا العصبية، يمكن للجهاز الجديد القابل للهضم مراقبة هذه الإشارات بشكل موثوق، مما يساعد في التشخيص وتمكين خطط العلاج الشخصية.
ويتكون الجهاز من وحدة إلكترونية وأقطاب كهربائية مرنة مغلفة في كبسولة مطبوعة ثلاثية الأبعاد متوافقة حيوياً، وبمجرد تناولها، تنفتح أقطاب الكبسولة وتتصل بالغشاء المخاطي للمعدة، وتسجل الإشارات الكهربائية وتنقلها لا سلكيا إلى جهاز استقبال خارجي.
ويوضح سيهينج شون يو أن "الجهاز الجديد يسجل وينقل الإشارات الحيوية الحيوية لا سلكيا، ولقد أثبتنا قدرته على تسجيل الإشارات الكهربائية، بما في ذلك الموجة البطيئة في المعدة، وإشارة التنفس، وإشارة القلب، في نموذج حيواني كبير، ومراقبة نشاط الموجة البطيئة في الحيوانات التي تتحرك بحرية وتتغذى".
وشملت الاختبارات الأولية خنازير مخدرة، وأظهرت سلامة الجهاز وفعاليته في تسجيل الإشارات الكهربائية المعدية عالية الجودة.
وتمهد هذه النتائج الواعدة الطريق لمزيد من الدراسات على الحيوانات والتجارب السريرية البشرية في نهاية المطاف.
ويمكن لهذا التطور أن يؤدي إلى تقدم كبير في الأبحاث والممارسات الطبية، مما قد يؤدي إلى ظهور أجهزة طبية جديدة قابلة للهضم وأدوات تشخيصية مبتكرة.