مدرسة هندية نموذجية.. تواصل عامين بلا إجازات
الأسر اعترضت في البداية، إلا أنهم عندما وجدوا مستوى أبنائهم قد تحسن، قبلوا الوضع، والأهم من ذلك أن الطلاب استطاعوا التخلي عن عطلاتهم
على مدى عامين متتاليين، ومدرسة داخل ولاية راجستان، شمال الهند تعمل 365 يوماً في السنة، دون أية فواصل أو إعطاء أية عطلات أسبوعية أو صيفية وشتوية.
استمرت مدرسة "بالوانت سينج" الثانوية النموذجية في قرية "أوجولي" بولاية راجستان، عامين، دون إعطاء إجازة للطلاب، وذلك بعدما قرر معلمو المدرسة، إعطاء دروس إضافية للطلاب، لسد نقاط الضعف، وجعلهم أكثر قدرة على المنافسة بالمسابقات، في العطلات المدرسية".
وذكرت صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية، أنه "لم تكن المهمة سهلة في البداية كان 15 طالباً يحضرون الصفوف الإضافية، ولكن بسبب جهود معلمي المدرسة المستمرة بدأت الأمور تتغير، وفي عام 2015 – 2016 بدا جميع طلاب الصف الـ9 والـ10 يحضرون الفصول الإضافية طوال العام دون أخذ أية إجازات مدرسية".
وقال مدرس العلوم بالمدرسة، جيتيندرا سينج ياداف، لصحيفة "هندوستان تايمز" الهندية، إن "الطلاب في القرى يفتقرون إلى التوجيه الصحيح الذي يؤثر على أدائهم العلمي، حيث يمكننا التركيز على استكمال المناهج الدراسية باستخدام العطلات والدوام الكامل لجميع الأيام في المدرسة".
وفي الوقت الذي تفكر فيه إدارة التعليم الحكومية اتخاذ تدابير مختلفة لتحسين أداء المدارس الحكومية، فإن هذه المدرسة بدأت بمنافسة المدارس الخاصة، بمواصلة العمل المدرسي طوال العام، وتعد هذه التجربة فريدة من نوعها على الرغم من مخالفتها القواعد الدولية، التي تلزم المدارس بإعطاء فترات راحة للطلاب.
وأضاف ياداف أن "طلاب مدرستين خاصتين في منطقة مجاورة لقرية أوجلي، قد انضموا إلى المدرسة الحكومية بعدما سمعوا عما يفعله المعلمون".
من جانبه، قال طالب بالصف العاشر، يدعى ريتو، إنه "انتقل من مدرسة خاصة إلى مدرسة بالوانت سينج، بعدما علم أن هذه المدرسة أفضل بكثير من المدارس الخاصة على المستوى التعليمي، على الرغم من عدم إعطائها عطلات رسمية، لذلك انتقلت إليها".
وذكرت الصحيفة عدة نماذج على على أداء المدرسين، موضحة أن "هناك مدرساً أخذ إجازة يوم واحد فقط، لحضور حفل زفاف، وهي الإجازة الوحيدة التي حصل عليها طوال العاملين"، فيما أشار معلم آخر إلى أن أسر الطلاب في البداية اعترضوا على الوضع، إلا أنهم عندما وجدوا مستوى أبنائهم قد تحسن، قبلوا الوضع، والأهم من ذلك أن الطلاب استطاعوا التخلي عن عطلاتهم".
وتعليقاً على مجهود المعلمين، قال فير سينج بينيوال، مسؤول التعليم في المنطقة، إنه نظراً لتفاني المعلمين غير المسبوق، وتحسن عدد الملتحقين بالمدارس، فسنقدم المساعدات للمدرسة كافة.
وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المدرسة إلا أنها تفتقر إلى البنية التحتية، فليس لديها معمل كمبيوتر وغيرها من الأساسيات.
وقد تبرعت شركة خاصة بـ4.3 مليون روبية العام الماضي للتطوير، وهذا العام سيتم تقديم مساعدات للمدرسة بقيمة 7 ملايين روبية، لتطوير ملعب كرة السلة وأثاث المدرسة، وأحذية وحقائب وملابس وغيرها للطلاب.
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز