إنجاز طبي أردني في علاج تشوهات شرايين الدماغ
فريق طبي أردني متخصص في قسطرة شرايين الدماغ يحقق إنجازا طبيا عالميا بابتكار طريقة علاج جديدة للتشوهات الخلقية في الشرايين
سجل الأردن إنجازا طبيا عالميا بعد ابتكار فريق طبي طريقة علاج جديدة للتشوهات الخلقية في الشرايين والأوردة الدماغية والوجه.
وأجرى فريق طبي أردني متخصص في قسطرة شرايين الدماغ جراحة لمريضة تعاني آلاما حادة في الرأس وانتفاخا نابضا في الجبهة إثر التشوه الوعائي والشعور بالدوار وعدم الاتزان.
وعمل الفريق الطبي، بإشراف الدكتور خالد زايد علاونة، استشاري قسطرة الدماغ والعمود الفقري في مستشفى (الملك المؤسس عبدالله الجامعي)، والدكتور بشار أبوزايد أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب على ابتكار طريقة حديثة لعلاج هذه الحالة نهائيا.
وصفت المجلة الطبية الأمريكية (American Journal of Craniofacial Surgery–Lippincott Williams and Wilkins Ltd) طريقة العلاج هذه بـ"التقنية الحديثة والفريدة الأولى من نوعها على مستوى العالم".
وأكد رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك المؤسس الدكتورة لقاء الرفيع أن هذه العملية تعد إنجازا طبيا أردنيا الأول من نوعه في العالم، إذ لم تستخدم هذه التقنية الطبية سابقا في القسطرة وجراحة الدماغ؛ لعلاج التشوهات الخلقية للأوعية الدموية الدماغية والوجه.
وقال الطبيب الاستشاري خالد العلاونة لـ"العين الإخبارية": "إن التقنية الحديثة تتميز بتوفير الوقت في عمليات القسطرة والجراحة"، مشيرا إلى أن وقت العمليتين معا لم يتجاوز 6 ساعات، بينما كانت كل عملية تستغرق أكثر من 8 ساعات.
وأضاف العلاونة الذي أجرى 3 عمليات منفردة في هذا المجال بمشاركة زميله الدكتور بشار أبوزايد: "نتج عن التقنية توفير المواد المستخدمة في العلاج وبالتالي انخفاض تكلفة العلاج"، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الانسداد الدموي وتشوهاته، الأول "خلقي منذ الولادة"، والثاني ناتج عن حوادث يتعرض لها الإنسان في أي وقت.
ولفت إلى أن التقنية تمثلت بقطع الإمداد الدموي الشرياني عن جسم التشوه الدموي الذي يتزود أو يتغذى من شبكة كبيرة من شرايين العينين والوجه وهي من الشرايين السباتيه الداخلية والخارجية وشرايين أخرى من الدماغ نفسه.
وأوضح أن القطع يحدث عبر القسطرة العلاجية باستخدام مواد خاصة لهذه الغاية، وهذه التقنية يطلق عليها عالميا "قطع الإمداد الدموي" (Devascularization Technique)، وهو الاسم الذي اعتمدته المجلات الطبية العالمية المتخصصة، ثم نزيل التشوه بالجراحة نهائيا دون حدوث أي مضاعفات.
وأضاف العلاونة: "بعد اعتماد هذه التقنية الحديثة من المجلة الأمريكية أجريت عمليات أخرى باستخدام التقنية لمريضين عانا من تشوهات خلقية معقدة في شرايين وأوردة الدماغ، وكانت الحالة الأولى لشاب عمره 17 سنة تعد الأخطر في العالم لتشوه شرياني وريدي داخل المنطقة الخلفية للدماغ (Corpus Callosum and vein of Galen AVM)، دخل إلى الإنعاش أكثر من 9 سنوات دون أي حل طبي جذري لحالته".
وتابع: "الحالة الثانية كانت لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات يعاني من تشوه شرياني وريدي في المنطقة الأمامية من الدماغ وعودة التشوه بعد إجراء قسطرة دماغية تقليدية من دون جراحة"، مشيرا إلى إجراء جراحة للحالتين بحرفية عالية والتخلص من الأعراض والتشوه نهائيا.
نوه العلاونة بالنتائج المبهرة لاستخدام هذه التقنية، مضيفا: "حافظت على سلامة المرضى مع التخلص نهائيا من التشوه وأعراض المرض مقارنة بالعلاج التقليدي الذي كان متبعا سابقا، سواء بإغلاق التشوه بالقسطرة التداخلية الدماغية لوحدها (الشريانية أو الوريدية) أو (جاما نايف)، وفيها يمكن عودة التشوه مرة أخرى للمريض وعدم التخلص من الأعراض، كما أنها غير فعالة في بعض التشوهات الدموية الخطرة".
وكشف تقنيات أخرى وابتكارات عالمية في مجال قسطرة الدماغ وجراحته من المقرر الإعلان عنها خلال شهر، موضحا أنها تنتظر الموافقات من المجلات الطبية العالمية المتخصصة في هذا المجال؛ لاعتمادها عالميا كإنجازات طبية أردنية على مستوى عالمي وفريدة من نوعها تسهم في علاج الحالات المستعصية في الأورام والتشوهات الدموية العصبية بطرق غير تقليدية وليست لها أي تأثيرات جانبية أو مستقبلية على المرضى.