تراجع أعداد الحشرات.. تغير المناخ يهدد الأمن الغذائي
تلعب الحشرات بمختلف أنواعها، دورًا حيويًا في الحفاظ على استقرار البيئة، فهي بمثابة ترس يعني غيابه إحداث أزمة كبيرة.
وتحتوي الطبيعة على ما يزيد عن مليون نوع معروف من الحشرات، تشكل ثلثي الحياة الحيوانية على هذا الكوكب، من بينها 150 ألف نوع من الذباب، وأكثر من 385 ألفًا من الخنافس.
ضمن مختلف التحديات التي فرضتها تغيرات المناخ، باتت أعداد الحشرات تنخفض بمرور الوقت، بما يمهد لوقوع أزمة في المستقبل، قد تصل إلى تهديد الأمن الغذائي.
أدوار مهمة
كشف أستاذ علم الأحياء الفخري بكلية ديفيدسون الأمريكية، مارك ستانباك، عن أن جميع الحشرات تؤدي دورًا مهما في عملية تلقيح 75% من المحاصيل، إلى جانب مكافحتها للآفات، وتدوير المغذيات، والتحلل.
أشار "ستانباك"، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لكلية ديفيدسون، إلى أن الحشرات مصدر غذائي مهم للعديد من الطيور والثدييات والأسماك والزواحف.
انخفاض نسبة وجود الحشرات، بعد الإشارة للمهام التي تؤديها، يعني بأن النباتات ستفتقد للملقحات بما ينتهي إلى انخفاض غلة المحاصيل وتهديد الأمن الغذائي، إلى جانب الإخلال بقاعدة السلسلة الغذائية على النظام البيئي بأكمله بحسب "ستانباك".
إحصائيات صادمة
لمعرفة سر الخلل، تعاون علماء في كليتي ديفيدسون وكاتاوبا في مشروع بحثي مدته 3 سنوات، مع أكثر من 50 عالمًا، بغرض التحقيق في مدى مساهمة تغير المناخ سلبًا على وجود الحشرات.
خلصت هذه الدراسة، التي نُشرت في نهاية مارس/ آذار الماضي، إلى التوصل لإطار يمكن خلاله قياس الانخفاض المحتمل في المستقبل لوفرة الحشرات الطائرة داخل أمريكا الشمالية.
في دراسة أخرى أجراها علماء ألمانيون، انتهت إلى أن الكتلة الحيوية للحشرات انخفضت بنسبة زادت عن 75% خلال الـ30 عامًا الماضية، فيما أشارت ورقة بحثية ثانية أجراها متخصصون في المملكة المتحدة، إلى أن أعداد الفراشات انخفضت بنسبة 58% منذ عام 1976، فيما انخفض عدد النحل بنسبة 25%.
كذلك سبق وأن كشفت دراسة أجراها علماء في بورتوريكو، أن الحشرات داخل الغابات المطيرة انخفضت بنسبة 60% خلال 35 عامًا ماضية.
سر التدهور
ذكر أستاذ علم الأحياء في كلية كاتاوبا الأمريكية، جو بوستون، أن فقدان الموائل واستخدام المبيدات الحشرية وتغير المناخ، هي بمثابة عوامل رئيسية سببت تراجع أعداد الحشرات.
أردف: "استخدام المبيدات الحشرية ورغم أنه يهدف إلى مكافحة الآفات، إلا أنه يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة، بما يلحق الضرر بالأنواع غير المستهدفة مثل النحل والفراشات والحشرات المفيدة الأخرى".
سلط الخبراء الضوء على دور تغيرات المناخ في فقدان الحشرات، وتبين أن تغير أنماط درجات الحرارة ومواعيد هطول الأمطار يفقد هذه الكائنات قدرتها الخاصة بالبحث عن الطعام، بما يصعب من مهمة إكمال حياتها.
يبحث العلماء خلال الوقت الراهن، عن سبل يمكن من خلالها الحفاظ على الحشرات، من بينها استعادة الموائل، والحد من استخدام المبيدات الحشرية، وتدعيم الزراعة المستدامة.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز