زرع الأمل في الكوكب.. راهبات كاثوليكيات يقدن ثورة ضد تغير المناخ
تعمل مجموعة من الراهبات الكاثوليكيات في الاتحاد الدولي للرئيسات العامات "UISG" على حشد الجهود لحماية البيئة والمناخ.
الاتحاد الدولي للرئيسات العامات هو مظلة تضم الراهبات الكاثوليكيات، وانطلقت أولى لقاءاته في روما، الإثنين الماضي، لحث المنظمات الدولية والحكومات والمجتمع المدني على تعزيز جهود مواجهة التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي.
وعُقدت هذه اللقاءات ضمن مبادرة الأخوات في المناصرة العالمية "UISG" التي انطلقت عام 2020 بدعم من صندوق التضامن العالمي "GSF"؛ تمهيدًا لمنتدى الاتحاد الدولي للرئيسات العامات "UISG" المزمع عقده في روما نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
"زرع الأمل في الكوكب"
وتحدثت الراهبة مامليفر بوريكو، منسقة مشروع "زرع الأمل في الكوكب"، عن سبب انضمامها لـ"الأخوات" في هذه الدعوة، وتقول إنه لا يزال بالإمكان إحداث فرق في ظل وضع عالمي يتجاهل التعهدات المتعلقة بتغير المناخ باستمرار، مع تزايد المخاطر على الشعوب والدول الضعيفة.
وقالت "بوريكو"، بحسب موقع "فاتيكان نيوز"، إن مشروع "زرع الأمل في الكوكب" هو أحد نتائج منشور البابا فرنسيس حول العناية بكوكب الأرض، إذ يحث الأخوات على التفكير في كيفية مواجهة التحديات البيئية والمناخية، ويمنحهن الفرصة لفعل شيء حيال البيئة وكوكبنا.
وترى الراهبة الكاثوليكية أن "الأمر لا يتعلق بالبشر فقط؛ لأن مصير الإنسان مترابط مع مصائر المخلوقات الأخرى، وما يؤثر على أحدهما يؤثر بالضرورة على الآخر، ومشروع (زرع الأمل في الكوكب) يعني حقًا جلب الأمل للجميع، سواء البشر أو شركائنا".
وأوضحت "بوريكو" أن فكرة المشروع تقوم على "تمكين الأخوات (الراهبات) ليكنّ سباقات في المساهمة من أجل استعادة التنوع البيولوجي وإحداث التغيير الإيجابي في المناخ".
"وعود مع وقف التنفيذ"
وأضافت الراهبة: "كما يخبرنا البابا فرنسيس، فإن تغير المناخ والتدهور البيئي ليسا مجرد قضايا اجتماعية، ولكنهما مرتبطان بشكل وثيق بالإيمان. وكأخوات متدينات، فإن أساس كل ما نفعله هو الإيمان الذي يسمح لنا بالاتصال مع الخالق ومع الخليقة كلها".
وأردفت: "نعي أيضا أننا وحدنا لسنا مجهزين للتعامل مع هذا الوضع؛ لأنه كبير جدًا وليس لدينا كل المعرفة اللازمة للتعامل معه، ولكن تثقيف الأخوات للانخراط مع الفئات الأكثر تضررًا من تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي قد ينتج عملاً إيجابياً ونتائج ملموسة".
وانتقدت الراهبة التعهدات الدولية بإبطاء التغير المناخي، وتقول: "هناك الكثير من النقاشات على مستوى الدول والحكومات، وهناك أيضًا الكثير من القرارات والكثير من الوعود، وفي النهاية لا تأتي هذه الوعود بأي شيء، وبالتالي لم تعد الشعوب مؤمنة بهذه الوعود".
"ثورة الأعمال الصغيرة"
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تزويد الراهبات بالمهارات اللازمة لتمكينهن من العمل مباشرة مع المجتمعات المتضررة، وتقول "بوريكو": "الكلام وحده لا يأتي بنتائج، ونحن بحاجة إلى إجراءات ملموسة، ولدينا 44 راهبة قدمن مشروعات وستعملن على تنفيذها".
وأشارت إلى مشروع يجري تنفيذه في سريلانكا ويستهدف الشباب، وآخر في غانا للوقوف على آثار موجات الجفاف على المحاصيل الزراعية وعلى الأمن الغذائي خاصة للأطفال، معتبرة أن الراهبات لديهن القدرة على اتباع نهج شامل للقضية، اجتماعيًا وبيئيًا وروحيًا.
واعتبرت الراهبة أن "التغيير سيأتي من الذين يتحملون وطأة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وسيتحقق ذلك بمجرد مساعدتهم على فهم سبب معاناتهم وتمكينهم من اتخاذ الإجراءات، وبالتالي فالراهبات سيقدن ثورة، ليست ثورة مسلحة، ولكن ثورة الأعمال الصغيرة".