معتقل غوانتانامو.. هنا يقبع أخطر الإرهابيين في العالم
مع عودة معتقل غوانتانامو ـ أو غتمو كما يعرف اسمه إلى الواجهة، أثيرت تساؤلات بشأن ذلك السجن الذي حفر اسمه في أذهان الكثيرين كمكان لإيواء أخطر الإرهابيين في العالم.
وعاد معتقل غوانتانامو إلى الأضواء بعد صفقة الإقرار بالذنب التي أبرمها خالد شيخ محمد واثنان من معاونيه المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر ، والتي ألغاها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن.
وأعاد الصحفي أوليفر هارفي الكاتب في صحيفة ذا صن البريطانية، نشر تفاصيل زيارته إلى المعتقل وروى أبرز مشاهداته داخل مجمع السجن الذي يضم مكتبة.
تبلغ مساحة القاعدة البحرية 45 ميلاً مربعاً على الطرف الجنوبي من كوبا، حيث يحتجز الإرهابيون في عنابر احتجاز فائقة الحراسة، ومفرزة كبيرة من الجنود الأمريكيين..
ومنذ افتتاحه عام 2002، ضم معتقل غوانتانامو ما لا يقل عن 780 شخصاً من 48 دولة، لكن لم توجه اتهامات جنائية إلا لـ16 شخصاً فقط.
واليوم، لا يوجد سوى 30 شخصاً رهن الاحتجاز، بينهم خالد شيخ محمد، والذي يقال إنه تعرض بمفرده لـ183 جولة من التعذيب بالإيهام بالغرق.
وأشار هارفي إلى أنه عندما زار المعتقل، قبل 11 عاما، كانت مكتبته تضم كتب هاري بوتر التي كانت من الكتب المفضلة لدى خالد شيخ محمد، الرجل الذي يُزعم أنه العقل المدبر وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
كما كان متاحاً للسجناء نسخة من مجلة كرة القدم FourFourTwo الإنجليزية، وأخبره أحد الحراس في المكتبة: "مانشستر يونايتد وتوتنهام فريقان يحظيان بشعبية بين المعتقلين".
إذن كيف يبدو المعسكر - حيث احتُجز المئات ذات يوم أثناء حرب أمريكا على الإرهاب - حقًا؟
"صرخات الغضب"
بعد الهجمات الإرهابية على برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون في عام 2001، أدركت السلطات الأمريكية أنها قد تكون مفيدة؛ إذ ليس من المستحيل الهروب من هناك فحسب، بل إن القوانين الفيدرالية الأمريكية لا تنطبق هناك. وبالتالي يمكن تجاوز العملية القانونية المعتادة.
في الحادي عشر من يناير/كانون الثاني 2002، تم نقل أولا 23 معتقلاً من الحرب في أفغانستان ـ حيث كان أسامة بن لادن يدير معسكرات إرهابية ـ جواً إلى هناك.
وكانوا يرتدون بدلات برتقالية اللون، وأيديهم وأقدامهم مكبلة، وكانوا يتجولون في ـ الحرارة الخانقة ـ نحو عنابر احتجاز تشبه الأقفاص. وكانت السلطات الأمريكية تشك في كونهم من عملاء تنظيم القاعدة أو مقاتلي طالبان. وتسببت صورهم في موجة من الغضب بين كثيرين.
إطعام قسري عبر أنبوب
شبه أحد الحراس السابقين الأقفاص المفتوحة في ما يسمى بمعسكر الأشعة السينية بـ"أقفاص الكلاب".
وقد أغلق هذا المعسكر بعد أربعة أشهر فقط، وحل محله معسكر دلتا المترامي الأطراف، والذي تم تقسيمه إلى مبانٍ مختلفة لإيواء المعتقلين حسب مستوى تعاونهم.
وقال هارفي: "في زيارتنا في يوليو/تموز قبل 11 عامًا، قيل لي إن البدلات البرتقالية كانت لا تزال تُفرض على السجناء الذين يسيئون التصرف".
وأضاف هارفي: "خلال زيارتي، كان الأسرى يعانون من سوء التغذية إلى الحد الذي يتطلب إطعامهم قسراً في الليل لإبقائهم على قيد الحياة. وكان الجنود الشباب في الخدمة ـ ومعظمهم من المدن الصغيرة في أمريكا ـ فخورين بخدمة بلادهم.
ملعب جولف وصالة بولينغ
على الجانب الآخر خلف المعسكر يوجد ¬غوانتانامو آخر، حيث يتمتع أفراد الجيش بكل وسائل الراحة في بلدة صغيرة في أمريكا في جزء منفصل من القاعدة البحرية، تضم مطعم ماكدونالدز، وسينما وصالة بولينغ وملعب كرة قدم وملعب جولف وملعب كرة طلاء، جراوند زيرو
وقال الجنود إن وجبات بيغ ماك كانت تستخدم كحافز أثناء استجواب المتطرفين.
كان أحد متاجر الهدايا يبيع أكواب الشرب الخاصة بغوانتانامو، كما كانت هناك قمصان أطفال تحمل شعار غوانتانامو
ولا يزال متجر الهدايا التذكارية يلقى رواجا كبيرا مع اقتراب الذكرى الثالثة والعشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز