"من مكانك ردد هتافك".. السودانيون يحيون الثورة بمنازلهم
6 أبريل العام 2019 شكل محطة حاسمة في مسار الثورة الشعبية السودانية التي اندلعت ضد نظام الإخوان الإرهابي
تحل الذكرى الأولى لاعتصام قيادة الجيش بالخرطوم التي تصادف يوم 6 أبريل/ نيسان، والسودان كغيره من دول العالم يعيش تحت وطأة التدابير الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا المستجد.
وسارعت قوى إعلان الحرية والتغيير التي قادت حركة الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة المعزول عمر البشير، بدعوة السودانيين إلى إحياء ذكرى الاعتصام من داخل منازلهم، ضمن حملة "من مكانك ردد هتافك"، وذلك تماشيا مع التدابير الصحية الخاصة بمحاصرة الجائحة العالمية.
وشكل يوم 6 أبريل/ نيسان عام 2019م محطة حاسمة في مسار الثورة الشعبية السودانية التي اندلعت ضد نظام الإخوان الإرهابي، حيث احتشد الملايين أمام القيادة العامة للجيش، وتمكنوا من الإطاحة بحكم البشير بعد صمود 5 أيام، عندما انحازت لهم القوات المسلحة في صبيحة (11) من الشهر ذاته.
وانطلقت شرارة الثورة السودانية في مدينة عطبرة شمالي البلاد يوم 19 ديسمبر/ كانون أول 2018م عندما قاد طلاب مدرسة ثانوية مظاهرات ضد انعدام وغلاء الخبز.
وسرعان ما تمددت بوتيرة متسارعة لتشمل مدنا أخرى بذات المطالب.، قبل أن تندلع موجة الاحتجاجات في العاصمة الخرطوم مطالبة بإسقاط النظام لأول مرة في 25 من الشهر ذاته.
وبعد صمود المتظاهرين لأكثر من أربعة أشهر تحت قمع آلية الإخوان التي قتلت وجرحت مئات الأشخاص، استلهم السودانيون ذكرى الثورة الشعبية التي أنهت حكم الجنرال إبراهيم عبود يوم 6 أبريل/ نيسان 1964م، وزحفوا بالملايين نحو قيادة الجيش بالخرطوم، متجاوزين كافة الحواجز الأمنية التي نصبها لهم رجال البشير بعناية.
وفي الذكرى الأولى لاعتصام الخرطوم، قيدت جائحة كورونا المواكب الاحتفالية التي كان ينوي السودانيون القيام بها في 6 أبريل/ نيسان، والذي يعد بمثابة يوم خالد في ذاكرة النضال والكفاح السوداني.
وقالت لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير، في تعميم صحفي الأحد: إن الأوضاع الصحية التي تمر بها البلاد اختصرت فعاليات الذكرى الأولى للاعتصام، من مهام جماعية إلى فردية تحسبا للمخالطة.
واعتذرت اللجنة للسودانيين حيث إن "ذكرى عظيمة كهذه تمر دون وضع واجبات جماعية نتشارك في تنفيذها جميعنا".
وأشارت إلى أن "فعاليات إحياء الذكرى الأولى ستبدأ في يوم 6 أبريل/ نيسان عند تمام الساعة الواحدة بتوقيت السودان وتستمر حتى سقوط الطاغية في 11 مع الالتزام بالمحاذير الصحية وعدم التجمعات".
وأطلقت قوى الحرية والتغيير حملة "من مكانك ردد هتافك" والتي تحث الثوار على ترديد هتافات الثورة ورفع علم السودان في المنازل والسيارات والشوارع.
كما تتضمن إضاءة فلاشات الهواتف في تمام الساعة 8 مساء من كل مكان مع ترديد النشيد الوطني، وإضاءة الشموع ليلاً مصحوبا بالتقاط صور ونشر صور مواكب الثورة وذكريات العمل الثوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحثت الجميع على اتباع الإرشادات الطبية لمنع تسلل فايروس كورونا عبر الصور والمنشورات.
ورحب نشطاء سودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي بفكرة الاحتفاء داخل المنازل بذكرى اعتصام قيادة الجيش بالخرطوم، لكون ذلك يتماشى مع التدابير الوقائية التي وضعتها السلطات الصحية للسيطرة على جائحة كورونا.
وبفضل الاعتصام الملهم وانحياز القوات المسلحة انتهى حكم الإخوان بقيادة البشير وتم تشكيل مجلس عسكري برئاسة وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف والذي تنحى بعد ساعات بفعل ضغط جماهيري رافض له، لتولى رئاسة المجلس الفريق أول عبدالفتاح البرهان في يوم 12 أبريل/ نيسان، والذي قاد مفاوضات مع قوى الثورة والتي افضت إلى تشكيل سلطة انتقالية تقاسمها المدنيون والعسكريون.
وتخللت اعتصام الخرطوم الذي استمر خلال الفترة من (6 ابريل الى 3 يونيو) من العام 2019م، قصص ثورية ألهمت العالم، لعل أبرزها قطار الشوق الذي وصل من مدينة عطبرة شمالي البلاد محملا بآلاف المحتجين.
كما كان الاعتصام أكبر ساحة للتكافل الاجتماعي حيث تقاسم المحتجون قطرات المياه والأكل وحتى المبالغ النقدية تسهيلا للحركة، وسط الهتافات الموحدة ضد تنظيم الإخوان الإرهابي.