جناح "أم الإمارات": رحلة عبر الزمن للقيم الملهمة للشيخة فاطمة بنت مبارك
"جناح أم الإمارات" أحد أهم أركان مهرجان أم الإمارات يركز على دور المرأة الإماراتية في مجتمعها عبر التاريخ.
يعود الجناح الأساسي لمهرجان أم الإمارات مجددا هذا العام ليسلط الضوء على دور المرأة الإمارتية الحيوية في نهضة البلاد.
ويقام الجناح في موقع فعاليات مهرجان أم الإمارات على كورنيش أبوظبي الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي خلال الفترة من 22 إلى 31 مارس الجاري.
- مهرجان"أم الإمارات"في دورته الثالثة يوجّه تحية تقدير إلى الشيخة فاطمة
- مهرجان أم الإمارات يطلق خدمة بيع التذاكر عبر الإنترنت
ويركز "جناح أم الإمارات" أحد أهم أركان مهرجان أم الإمارات على دور المرأة الإماراتية في مجتمعها عبر التاريخ، محتفيا بجيل الماضي والحاضر والمستقبل من النساء الإماراتيات كأمهات وزوجات وشقيقات وبنات اللواتي يواصلن مسيرة العطاء والتقدم في تعزيز بناء دولة الإمارات العربية المتحدة، مستلهمات رؤية وقيم الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات».
وما أن يدخل الزائر إلى جناح "أم الإمارات" الذي يعد منارة تسرد إنجازات المرأة في الإمارات، تستقبله مقدمة قصيدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، احتفاءً بعام 2018 في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يحمل شعار "عام زايد"، ومئوية المغفور له الشيخ زايد. لنستذكر جميعا جهوده المخلصة لدعم المرأة الإماراتية وتمكينها ودعم مسيرتها، والحفاظ على ثقافة الإمارات وتراثها الأصيل. وفي مقدمة جناح أم الإمارات قصيدة نبطية نظمها الوالد المؤسس الشيخ زايد، وأهداها للشيخة فاطمة بنت مبارك.
ويحفل الجناح بدور المرأة الفاعل في المجتمع وبإسهاماتهن في تطور ونمو مجتمع دولة الإمارات ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
ويقدم الجناح لزواره منصة تستعرض أعمالا تفاعلية متنوعة ومعروضات تاريخية عبر أقسامه المختلفة التي تتضمن:
إبداع وأصالة المرأة الإماراتية
كانت المرأة محور الحياة الثقافية في دولة الإمارات، وقد عبّرت عن قدرتها الإبداعية بأساليب متنوعة ومتعددة، استخدمتها في نقل وحفظ التاريخ والعادات والتقاليد الموروثة لأجيال متعاقبة. ويحتفي هذا القسم من الجناح بالأساليب البديعة التي نجحت المرأة الإماراتية في تطبيقها للتعامل مع موارد البيئة المحلية الغنية، كما يوجه تحية لعقلها الراجح وأسلوبها الحكيم في الحفاظ على القيم الإماراتية من خلال الفنون وأبيات الشعر.
عبق الماضي
كانت العطور دائماً وما زالت مكوناً أصيلاً من عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وقد كان للمرأة الإماراتية عبر التاريخ دورها في استخدام المواد المحلية والواردة من الخارج لصناعة العطور بأساليب متنوعة تعكس مهارتها في تركيب المكونات، وقد منحت تلك المهارة الكثير من المعاني لحكمة المرأة الإماراتية، وقدرتها على التعبير عن قيم المجتمع التي تتسم بالترحاب، فقد استخدمت المرأة العطور كرمز من رموز حفاوة استقبال الضيوف القادمين لزيارتها في منزلها.
كما تعتبر العطور من التراث الملموس الذي تناقلته الأجيال حتى يومنا هذا، ومكوناً أساسياً في المناسبات الاجتماعية كالأعراس، واقترن عبقها في الذاكرة بشخصيات عرفناها وعايشناها.
الإبداع والهوية من خلال الحلي
لطالما كانت للحلي التي ترتديها المرأة الإماراتية دلالات ورموز، فهي مؤشر على المكانة الاجتماعية مثل "الطبلة" التي ترمز إلى حماية من ترتديها، بينما حظيت الفضة باستخدام واسع في المجتمع، وكانت أغلبية الحلي الذهبية تأتي من أسواق الهند، والتي غالباً ما كانت تهدى إلى العروس ضمن الهدايا والمهر التي يقدمها المعرس تعبيراً عن مدى اعتزازه تقديره للاقتران بعروسه، ولذلك كانت المرأة الإماراتية تحفظ تلك الحلي الذهبية ولا تبخل في منحها في وقت العسرة.
أما اللؤلؤ فكان من الحلي النادرة التي يتم استخراجها من المحار الذي يجمعه الغطاسون من قاع مياه الخليج العربي، ويحظى اللؤلؤ بمكانة خاصة لدى شعوب المنطقة، وما زال مصممو الحلي في الإمارات يستخدمون اللؤلؤ لإبداع أشكال مستوحاة من النماذج التاريخية لصناعة حلي تناسب العصر.
الفن والشعر والحكمة
كان للمرأة الإماراتية قديماً دورها الفاعل في تنشئة الأجيال على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة التي نقلتها لأبنائها من خلال الكلمة المسموعة والمقروءة، وسرد تاريخ الأجداد عبر أبيات الشعر والقصص، ومن هنا لعبت المرأة الإماراتية دورها في حفظ قيم المجتمع من خلال هذا التراث الشفهي الغني، الذي تناقلته الأجيال عبر المجالس التي كانت بمثابة ملتقيات ومنتديات للتذكير بإرث الأجداد وقيم وأعراف المجتمع ونقلها للأجيال الصاعدة، عبر قصص ورويات ومواقف سجلتها أبيات الشعر من الماضي. واليوم تستمر المرأة الإماراتية في لعب هذا الدور المهم عبر الفنون المعاصرة، وتحويل أبيات الشعر النبطي إلى أعمال فنية تحفظ هذا الملمح التاريخي من ثقافة المجتمع الإماراتي.
ويقدم جناح أم الإمارات مجموعة أعمال فنية بعنوان "رسائل الحب والسلام بالمداد والورق" والتي تستكشف جمال الثقافة الإماراتية وإبداعاتها من خلال فنون الشعر والخط للشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، حرم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات.
ويعرض "الجناح" عملا آخر بعنوان "حقيبة سفر" يعود تاريخه لبداية ستينيات القرن العشرين، وتعود للشيخة صبحة بنت محمد الخيلي، حيث استخدمتها عندما كانت تعيش في قصر الحصن.
وقد وثقت الشيخة صبحة الحكم الموروثة وقيم المرأة الإماراتية في كتابها "وين الطروش"، كما واصلت إلهامها وتعليمها لأسرتها من خلال نقل المعارف التقليدية.
إبداع المرأة الإماراتية في منطقة الواحة
قدمت بيئة الواحة للمرأة الإماراتية فرصة للتعبير عن قدرتها الإبداعية ومهارتها الحرفية العالية، ورجاحة عقلها وتفكيرها الابتكاري، وقدرتها على إبداع أدوات مستوحاة من عناصر البيئة مثل أشجار النخيل، وقد ابتكرت المرأة أساليب فنية عديدة أسهمت في منح المجتمع من حولها رفاهيته وشخصيته المتفردة، وأسهمت في نموه وتطوره على المستوى الاقتصادي.
مذاق التراث
نجحت المرأة الإماراتية في إبداع مطبخها الخاص الذي يعبّر عن ثقافتها وبيئتها المحيطة بها، وبذلك تكون قد منحت المجتمع مذاقاً لتراثه وثقافته على مر التاريخ، ويسلط هذا القسم من الجناح الضوء على الأدوات والمكونات التي اجتهدت المرأة الإماراتية في ابتكارها إبداعها لتخرج لمجتمعها مطبخه الخاص ومأكولاته التراثية، التي تعتبر من أهم المكونات الثقافية المميزة للشعوب، فقد أبدعت المرأة الإماراتية في استخدام مختلف المكونات لإعداد أطباق ما زالت إلى اليوم تحتفظ بمذاقها الأصلي منذ مئات السنين، بل نجحت في التعرف على الفوائد الصحية لجميع المكونات المتوفرة لديها لتحافظ على صحة عائلتها ومجتمعها.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg
جزيرة ام اند امز