كيف تتحرك "إنتل" لاستعادة ريادة صناعة أشباه الموصلات؟
على طريق استعادة ريادتها في تصنيع أشباه الموصلات، تمضي شركة إنتل الأمريكية في تحقيق جميع الأهداف التي حددتها.
وقالت نائبة رئيس إنتل ورئيسة التطوير التكنولوجي بالشركة، آن كيليهر، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، "نحن على الطريق الصحيح تمامًا.. إننا نقوم بإنجازات فصلية، ووفقًا لتلك المعالم، فإننا نتقدم أو نسير على الطريق الصحيح".
استرداد ريادة إنتاج الرقائق عالميًا
وقد وعد بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل"، باسترداد ريادة مجال تكنولوجيا الإنتاج، التي كانت سابقاً أحد أسس هيمنة الشركة على صناعة تبلغ قيمتها 580 مليار دولار استمرت لعقود.
ويسعى فريق "كيليهر" لتعويض تأخر الشركة المصنعة للرقائق الإلكترونية في توفير تكنولوجيا التصنيع، الأمر الذي تحقق عقب 5 أعوام من وعدها الأساسي لإتمام ذلك. وتعمل الشركة على الإسراع بالجهود لإدخال عمليات جديدة بوتيرة لم يسبق لها مثيل.
في حال نجاح خطة "جليسنجر"، فإن "إنتل" ستوقف الخسائر الناتجة عن تراجع حصتها السوقية لصالح منافسين على غرار "أدفانسيد مايكرو ديفيسز" و"إنفيديا". كما سيتيح الإنتاج الأفضل لـ"إنتل" جذب العملاء لمحاولة الرئيس التنفيذي الاستحواذ على شركتي " تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينج" و"سامسونج إلكترونيكس".
أكدت "كيليهر" أن "إنتل" تتبنى نهجاً أكثر واقعية مما كانت عليه بالماضي، إذ تضع خططاً بديلة لتضمن عدم حدوث تأخيرات كبرى بعد الآن. وأضافت أنها تعوّل أيضاً بصورة أكبر على شركات تجارة المعدات من أجل الحصول على المساعدة، عوضاً عن محاولة أداء كافة مهام العمل بنفسها.
وأشارت "كيليهر"، التي تعمل لدى الشركة التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا منذ أكثر من 30 سنة، إلى أنه: "كان لشركة إنتل بالماضي عقبات فيما يتعلق بعدم المشاركة، ولا نحتاج لتحقيق الريادة على كافة الأصعدة".
تحسين القدرات الصناعية
تسعى "إنتل" لتحسين قدراتها التصنيعية لأنها تواجه صعوبات بسبب تراجع الإيرادات، والهبوط الحاد في الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية، والتي تولّد ما يفوق نصف مبيعاتها. في أكتوبر الماضي، أعلنت الشركة أن التدابير بما فيها تقليص عدد الموظفين والحد من الإنفاق على المصانع الحديثة ستحقق وفورات تبلغ 3 مليارات دولار خلال السنة المقبلة، في ظل تزايد التخفيضات السنوية إلى ما يُقدّر بـ10 مليارات دولار مع حلول نهاية 2025.
وتجعل رقائق التصنيع ذات الإنتاج الأفضل -مع التحسينات المستهدفة بأعداد أصغر من النانومتر، أو أجزاء المليار من المتر- عمل المصانع أكثر كفاءة وتطور من قدرة الأجزاء الإلكترونية على تخزين البيانات ومعالجتها على نحو أكثر كفاءة.
وتصنع "إنتل" في الوقت الحالي رقائق 7 نانومتر بكميات ضخمة. ونوهت "كيليهر" إلى أنها مستعدة للشروع في صناعة أشباه موصلات يصل قطرها إلى 4 نانومتر، وستكون جاهزة للتحول لتصنيع 3 نانومتر خلال النصف الثاني من 2023. بالأصل تُعتبر هذه عملية قياس للجزء الأساسي من الصمام الإلكتروني "ترانزستور"، ويُستخدم مصطلح "نانومتر" حالياً بطريقة أكثر مرونة للدلالة على مدى تقدم الشركات بالمقارنة مع منافسيها.
وتنظر "كيليهر"، التي شقت طريقها عبر مناصب "إنتل" عقب بداية عملها بمصانعها، لمصطلحات التسويق المستخدمة لمقارنة القدرات التكنولوجية في أنحاء القطاع على أنها مسألة عادية.
وقالت إن الـ7 نانوميتر قد لا تعني أي شيء، وقد يمكننا حتى أن نطلق عليها أي اسم حتى لو كان" جورج" على سبيل المثال.
في حين قد لا تكون مصطلحات على غرار "7 نانومتر" مرتبطة تماماً بالعالم الحقيقي لإنتاج الرقائق في هذه الأيام، إلا أن "كيليهر" ملتزمة باستعادة بريق "إنتل". وشددت على أن ميزانيتها مؤمّنة ولن تتأثر بتخفيضات تكاليف الشركة.
في الوقت الراهن تحظى شركتا "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينج" و"سامسونج إلكترونيكس" على نطاق واسع بالأفضلية، على صعيد تكنولوجيا الإنتاج، حيث تتجاوزان شركة "إنتل". وباتت الشركة التايوانية رائدة مجال تصنيع الرقائق لصالح الآخرين، وتُعتبر كلا الشركتين حالياً مركزين لسلاسل التوريد على مستوى العالم. ويشمل ذلك تصنيع مكونات لصالح شركات من بينها "أبل" و"كوالكوم" و"أمازون"، علاوة على منافسي "إنتل" المباشرين على غرار "أدفانسيد مايكرو ديفيسز" و"إنفيديا".
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز