كشف المعلومات الاستخباراتية.. سلاح أمريكي جديد ضد روسيا
قبل عام، فعلت الولايات المتحدة أمرا استثنائيا عندما نشرت معلومات استخباراتية كانت سرية في السابق كشفت خطط روسيا لشن حرب على أوكرانيا.
والأسبوع الماضي، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خطوة مشابهة عندما حذر أكبر مسؤول بالسياسة الخارجية الصينية وانغ يي من تزويد روسيا بالسلاح.
وفي فترة سابقة، ربما ظل التحذير سريا على الأقل لبعض الوقت، لكن شحذت استراتيجية استخباراتية جديدة قبل وخلال الحرب في أوكرانيا، وإعادت تعريف كيفية استخدام الولايات المتحدة معلوماتها السرية لتقويض روسيا وشركائها، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الأسلوب لا يتعلق بالتشهير بروسيا وشركائها فحسب، بل أصبح أداة قوية في ترسانة الولايات المتحدة لمحاولة إحباط هجوم الكرملين بكشف الخطط العسكرية الروسية ومواءمة الدعم لجهود كييف الحربية في العواصم الحليفة.
وقبل لقاء بلينكن مع وانغ، كشفت الولايات المتحدة للحلفاء معلومات استخباراتية كان يتم الحفاظ على سريتها في العادة، وتضمنت تفاصيل عن الذخيرة وغيرها من الأسلحة التي تدرس الصين تزويد روسيا بها، ثم شارك بلينكن استنتاجا أوسع نطاق يفيد بأن الصين تفكر في تقديم دعم عسكري إلى روسيا علانية.
وقال بلينكن لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، إن الصين، إلى حد كبير، كانت مشاركة في تقديم دعم كلامي وسياسي ودبلوماسي لروسيا "لكن لدينا معلومات تقلقنا من أنهم يفكرون في تقديم دعم فتاك إلى روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، وكان من المهم بالنسبة لي أن أشارك بوضوح مع وانغ لي، إن ذلك سيشكل مشكلة خطيرة".
وجاء ذاك الإفصاح من بلينكن مدفوعا على الأقل جزئيا بالمعتقد الأمريكي بأن التحذيرات العلانية ورفع السرية عن معلومات استخباراتية إضافية بشأن المداولات الصينية الداخلية قد تمنع بكين من تقديم الأسلحة إلى روسيا لمساعدة الحملة العسكرية لموسكو.
ويصر بعض المسؤولين الأمريكيين على أنه على عكس إيران أو كوريا الشمالية -الدول التي كشف مسؤولون أمريكيون عن دعمها العسكري لروسيا- تهتم الصين بسمعتها الدولية وبسبب روابطها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة، والتي لا تملكها كوريا الشمالية وإيران، ربما تكون بكين أقل استعدادا للمخاطرة بعقوبات بسبب مبيعات الأسلحة.
وبدأ جهود رفع السرية عن المعلومات السرية الخاصة بروسيا قبل أكثر من عام، عندما كانت إدارة بايدن تحاول إقناع بعض الحلفاء المتشككين في أوروبا بأن روسيا مستعدة لشن حرب على أوكرانيا.
وبحسب "نيويورك تايمز"، لم تفلح استراتيجية مشاركة المعلومات الاستخباراتية الجديدة للإدارة الأمريكية في وقف الحرب الروسية، لكنها نجحت في الكشف عن الخطط الروسية وتوحيد القوى الغربية الكبرى وراء تدابير لعزل روسيا اقتصاديا ودبلوماسيا.
وقال جون فينر، نائب مستشار الأمن القومي "ليس من الطبيعي مشاركة معلومات استخباراتية خارج نطاق مجموعة من أكثر حلفائنا الموثوقين، لكننا علمنا أن هذا الجهد يجب أن يكون أوسع وأعمق مما فعلناه من قبل".
ويأتي هذا التحول بشأن الإفصاحات مدفوعا جزئيا بدروس الماضي والتغييرات التكنولوجيا التي جعلت المزيد من المعلومات حول الأنشطة في زمن الحرب متاحة أكثر من أي وقت مضى، وهو شيء يقول مسؤولو الاستخبارات إنه يمكنهم من الإفراج عن مزيد من المعلومات بدون تعريض مصادر سرية للخطر.
كما تعتبر تلك الاستراتيجية، جزئيا، نتاج الإخفاقات الاستخباراتية الماضية، حيث إن بعض تلك الإخفاقات، أشهرها بشأن ادعاءات وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لا تزال تلقي بظلالها على الآراء الأوروبية بشأن وكالات التجسس الأمريكيين بعد مرور عقدين.
وأجبرت تلك الشكوك الولايات المتحدة وبريطانيا على مشاركة المزيد عما يعلمون بشأن القدرات الروسية والنوايا لمحاولة درء الشكوك الأوروبية.
الآن، وبحسب بعض الدبلوماسيين، عندما يرفع الحليفان السرية عن المعلومات الاستخباراتية ويفرجان عنها، يصدقها الحلفاء في أوروبا الذين كانوا في السابق غير متأكدين من المعلومات الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية بشأن خطط الحرب الروسية.
وفي الآونة الأخيرة، أفرجت الولايات المتحدة عن معلومات استخباراتية على دعم عدة دول للحرب الروسية. وبالإضافة إلى التحذير بشأن الصين، رفع البيت الأبيض السرية عن خطط انضمام مدربين وصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، كما شاركت معلومات بشأن ذخيرة مدفعية كورية شمالية لإعادة إمداد روسيا.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز