حراك إماراتي مكثف لتعزيز التضامن العربي والخليجي
حراك إماراتي سياسي ودبلوماسي مكثف تقوم به الإمارات هذه الأيام يصب في تعزيز مسيرة التضامن العربي والخليجي.
فخلال الأيام القليلة الماضية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مباحثات هاتفية لتعزيز التعاون ومناقشة العلاقات الأخوية.
كما افتتحت الإمارات أول قنصلية عربية في مدينة العيون المغربية، وتم عقد أعمال الدورة الرابعة من اللجنة العليا المشتركة بين دولتي الإمارات والكويت.
على الصعيد الخليجي، قادت الإمارات (التي تترأس الدولة الحالية لمجلس التعاون الخليجي) سلسلة اجتماعات خليجية مشتركة، لتعزيز مسيرة عمل المجلس، من بينها اللقاء التشاوري الدوري بين وزراء التجارة والصناعة مع الغرف التجارية الخليجية، واجتماع الوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون والاجتماع السادس للجنة وزراء الصحة.
العلاقات الثنائية.. مصر والمغرب والكويت
على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية العربية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مباحثات هاتفية، الأربعاء الماضي، تم خلالها بحث العلاقات الأخوية الراسخة وجوانب التعاون بين البلدين وسبل تنميته في مختلف المجالات بما يحقق تطلعاتهما ومصالحهما المشتركة.
كما استعرض الزعيمان تطورات القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، إضافة إلى المستجدات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية والتحديات والأزمات التي تواجهها.
وأكد الجانبان خلال الاتصال حرصهما على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين بشأن العديد من القضايا والموضوعات المشتركة بما يعزز العلاقات الأخوية ويحقق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية للمنطقة وشعوبها.
وفي اليوم نفسه (الأربعاء)، افتتحت الإمارات قنصليتها في مدينة العيون جنوب المغرب، بحضور لفيف دبلوماسي رفيع المستوى، قاده إلى جانب وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة سفيرها لدى المغرب العصري الظاهري، وقنصلها في العيون عيسى البلوشي.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، في كلمته التي ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي بهذه المناسبة، أن هذه الخطوة "تعد ترجمةً لعلاقات إماراتية مغربية تاريخية راسخة ولشراكة استراتيجية تقوم على أعلى المستويات أسسها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني منذ عام 1971 وعُززت بمشاركة دولة الإمارات في (المسيرة الخضراء)".
وأضاف: "كما أنها استكمال لمسيرة متألقة من وحدة المصير والتعاون المستمر حرصت على دعمها وتطويرها قيادتا البلدين ووثقت سجلاً حافلاً من التميز وسيكون افتتاح قنصلية لدولة الإمارات في مدينة العيون أحد النتائج الإيجابية للعلاقة الراسخة التي تربط البلدين الشقيقين ".
بدوره، أكد وزير الخارجية المغربي، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، أن قرار الإمارات، فتح قُنصلية لها بمدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمغرب، من شأنه تشجيع دول أخرى على القيام بنفس الخطوة.
وفي أكتوبر / تشرين الأول المُنصرم، أعلنت الإمارات عن قرارها فتح قنصليتها في مدينة العيون، وذلك في اتصال هاتفي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأكد الديوان الملكي المغربي في بيان له، أن الإمارات بهذه الخطوة التاريخية ستكون أول دولة عربية تفتح قُنصلية لها بمدينة العيون، إلى جانب أكثر من 15 دولة إفريقية قررت تعزيز تمثيلياتها الدبلوماسية بإقامة قُنصليات بهذه المدينة المغربية.
وعبّر العاهل المغربي عن شكره الجزيل وتقديره الكبير لولي عهد أبوظبي، على "هذا القرار التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية على هذا الجزء من ترابه خاصة أن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء المظفرة".
وغداة افتتاح قنصلية العيون، ترأس الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية الكويت، الخميس، أعمال الدورة الرابعة من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن انعقاد اللجنة في التوقيت الحالي يعبر عن متانة العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على تطوير العمل المشترك واستكشاف الجديد من آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وقال إن دولة الإمارات ترى في شقيقتها الكويت شريكا استراتيجيا لإرساء دعائم السلم والاستقرار.
وبين أنه على المستوى الاقتصادي شهدت العلاقات بين البلدين تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث نمت قيمة التجارة غير النفطية من حوالي 7 مليارات دولار أمريكي عام 2016 إلى ما يقارب 10.5 مليار دولار أمريكي عام 2019 لتحتل الكويت بذلك المرتبة الخامسة عالمياً بين أبرز وجهات الصادرات الإماراتية غير النفطية فيما شكلت السوق الإماراتية تاسع أكبر وجهة للصادرات الكويتية على مستوى العالم.
من جانبه، أكد الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح أن الكويت والإمارات ترتبطان بعلاقات استثنائية خاصة وتاريخية متجذرة تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعى الدولتان منذ القدم إلى تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية.
وأشار إلى أن تلك العلاقات تعكس إصراراً من القيادة السياسية في البلدين على الدفع بها لمستويات أكثر تكاملاً.
وفي ختام الاجتماع وقع الوزيران على مذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية للعاملين في البحر ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية.
كما وقع الجانبان أيضاً على برنامج تنفيذي للتعاون في المجال التربوي وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال الثقافة والفنون.
تعزيز التضامن الخليجي
على الصعيد الخليجي، تقوم الإمارات التي تترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، بجهود استثنائية، للحفاظ على كيان مجلس التعاون، وتعزيز مسيرته.
ورغم انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي يعد أبرز التحديات التي تواجه العالم ودول المجلس، حرصت الإمارات على استمرار اجتماعات وفعاليات المجلس.
وفي إطار مواصلتها لهذا الدور الهام، عقدت على مدار الأيام القليلة الماضية الكثير من الاجتماعات الخليجية بقيادة الإمارات.
فيوم الخميس الماضي، عقد الوزراء المسؤولون عن السياحة بدول مجلس التعاون اجتماعهم الخامس، عبر الاتصال المرئي، برئاسة الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي وزير الدولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وقد تناول الاجتماع العديد من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال وفي مقدمتها توجيهات قادة دول المجلس، والمواضيع المرتبطة بجهود الدول الأعضاء للتصدي لجائحة كورونا المستجد (COVID-19)، إضافة إلى الخطة التنفيذية للرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك بدول مجلس التعاون، ومشروع عاصمة السياحة الخليجية.
وفي اليوم نفسه، عقدت لجنة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون اجتماعها السادس، عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة وزير الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات عبدالرحمن محمد العويس.
وهنأ الوزراء خلال الاجتماع دولة الإمارات العربية المتحدة على إجازة الاستخدام الطارئ للقاح (COVID-19) والذي سيكون متاحا للفئات الأكثر تعاملاً مع مصابي المرض من أبطال خط الدفاع الأول، لتوفير وسائل الأمان لهؤلاء الابطال لحمايتهم من أي أخطار قد يتعرضون لها بسبب طبيعة عملهم.
كما قدم الوزراء شكرهم وتقديرهم للإمارات، على التنسيق المستمر مع الأمانة العامة، على تفعيل عمل لجان العمل المشترك في المجال الصحي التي عقدت خلال عام 2020م، في هذه الظروف الاستثنائية بسبب جائحة كورونا، والتي كان لها الأثر الفعال في مواجهتها، وتنسيق مواقف دول المجلس حيال الاجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة، وإذ تشيد بجهود هذه اللجان بكافة مستوياتها والعاملة تحت مظلة مجلس التعاون.
وتناول اجتماع الوزراء العديد من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال وفي مقدمتها: تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتطوير آليات العمل المشترك، ورؤية المقدمة من الامانة العامة حول تعزيز العمل المشترك في المجال الصحي لما بعد جائحة كورونا.
جاء الاجتماعان بين يوم من عقد وزراء التجارة والصناعة بدول مجلس التعاون اللقاء التشاوري الدوري مع رؤساء مجالس الغرف التجارية الخليجية، الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة وزير الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات الدكتور ثاني أحمد الزيودي.
تم خلال اللقاء مناقشة عدد من المواضيع الهادفة إلى تعزيز التعاون المشترك بين وزارات التجارة والغرف التجارية بدول المجلس، وتأثير جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على دول مجلس التعاون.
كما تم خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون التجاري بين دول المجلس والدول الأخرى.