السودان.. المعارك تحتدم قبل بدء التفاوض
يصل اليوم الأربعاء وفد قوات الدعم السريع إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف مفاوضات تجري برعاية واشنطن والرياض مع الجيش السوداني.
أفادت مصادر دبلوماسية "العين الإخبارية"، بوصول وفد الجيش السوداني إلى جدة الثلاثاء لاستئناف جلسات التفاوض المقرر يوم غد الخميس.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد التفاوضي للجيش يتكون من 4 أعضاء هم: رئيس الوفد، واللواء محجوب بشرى، واللواء أبو بكر فقيري، والمقدم طلال سليمان، والسفير عمر صديق.
وحسب المصادر، فإن وفد قوات الدعم السريع التفاوضي يضم رئيس الوفد، العميد عمر حمدان، بالإضافة إلى عز الدين الصافي، ومحمد المختار، وفارس النور.
ولم تنعكس الاستعدادات للعودة إلى طاولة المفاوضات على الوضع الميداني الذي شهد تصعيدا في وتيرة الاشتباكات، جنوبي العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب الشهود، فإن الاشتباكات في محيط "سلاح المدرعات"، بلغت ذروتها الثلاثاء، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان، مع تحليق مكثف للمسيرات الحربية.
ويقول المواطن، أسعد صلاح، إن الاشتباكات والقصف العشوائي داخل أحياء جنوبي العاصمة الخرطوم أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية إثر الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والمياه.
وأشار صلاح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الاشتباكات أسفرت عن موجة نزوح جديدة في صفوف المدنيين.
وحسب الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا تحليقا للطيران العسكري، مع سماع دوي المدافع الثقيلة، ما أدى إلى تدمير منازل جزئيا وكليا.
وقال عصام عباس وهو مواطن سوداني من سكان المنطقة إن الاشتباكات بمدينة بحري، بلغت أشدها إثر القصف العشوائي، وسقوط القذائف.
وأوضح عباس في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الحرب أثرت سلبا على حياة المواطنين، خاصة على مستوى الغذاء والدواء.
وطبقا للشهود، فإن معارك عنيفة اندلعت في محيط "سلاح المهندسين" بمدينة أم درمان، ما أدى إلى تشريد المواطنين من منازلهم.
كما أفاد شهود بأن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، خاصة في منطقة كرري شمالي المدينة.
وسبق أن استقبلت منطقة كرري مجموعات كبيرة من سكان مدينة أم درمان بالإضافة إلى سكان من مدينة بحري فضلوا النزوح نحو مناطق الثورة بدلا من مغادرة الخرطوم نسبة لارتفاع تكاليف المعيشة العالية وأسعار الإيجارات السكنية بالولايات غير المتأثرة بالحرب.
كما شهدت مدينة نيالا، وفقا لمصادر عسكرية، تحدثت لـ"العين الإخبارية"، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب المصادر، فإن الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا، صدت لليوم العاشر على التوالي، هجوما عنيفا من قوات الدعم السريع، وسط قصف مدفعي متواصل، دون وصول أي إمداد عسكري من أي نوع من الجيش السوداني.
كما تشهد مدينة نيالا منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية، ونزوح الآلاف من منازلهم.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.