الدوري الإيطالي.. 4 عوامل قادت إنتر ميلان لاستعادة اللقب الغائب
11 عاما من الغياب عن الدوري الإيطالي، انتهت الأحد بعدما تُوج إنتر ميلان باللقب للمرة الـ19 في تاريخه ليكون ثاني أكثر الأندية تتويجا به.
النادي اللومباردي أنهى هيمنة استمرت 11 عاما لفريق يوفنتوس على اللقب، وتحديدا بين موسمي 2011-2012 و2019-2020.
ولا شك أن هناك العديد من الأسباب التي ساعدت إنتر ميلان على استعادة لقب الدوري الإيطالي، بعد تلك الفترة الطويلة من الغياب.
المستوى الثابت
ساهم ثبات تشكيلة المدرب أنطونيو كونتي في المستوى الثابت الذي قدمه فريقه خلال الموسم الحالي.
وكان الجناح الأيسر ومركز واحد ضمن ثلاثي الدفاع هما فقط من شهدا تغييرات دائمة طيلة الموسم، واستفاد الفريق من الحفاظ على ثبات تشكيلته في المراكز الأخرى.
وشكل ميلان سكرينيار وستيفان دي فري وأليساندرو باستوني شراكة مذهلة في الدفاع، ليصبح إنتر صاحب أقوى دفاع في الدوري، إذ اهتزت شباكه 29 مرة فقط في 34 مباراة حتى الآن.
ونجحت شراكة الهجوم بين روميلو لوكاكو ولاوتارو مارتينيز وأحرزا 36 هدفا فيما بينهما، ولم تستطع العديد من الأندية الصمود أمام خطورة هذا الثنائي.
لا مجال للتشتت
تحسن أداء إنتر بعد بداية مهتزة للموسم، واستفادت مسيرته في الدوري من خروجه المخيب للآمال من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا في نهاية 2020.
وخسر فريق كونتي أمام غريمه ميلان، وأهدر نقاطا أمام بارما وأتالانتا وواجه صعوبات في التعامل مع ازدحام جدوله الأوروبي والمحلي.
لكن بعد الخروج الأوروبي عقب احتلال المركز الأخير في المجموعة التي ضمت ريال مدريد وبروسيا مونشنجلادباخ وشاختار دونيتسك في ديسمبر/كانون الأول، أصبح إنتر هو الفريق الوحيد ضمن أول 7 أندية في الدوري الإيطالي الذي لا يشارك أوروبيا.
وأعطى ذلك لفريق كونتي فرصة الحصول على أسبوع كامل للاستعداد لأغلب مباريات الدوري، وأصبح أول فريق في الدوري الإيطالي يستهل النصف الثاني من الموسم بالفوز في 11 مباراة متتالية.
التخلص من الجنون
تحدث كونتي في واحدة من مقابلاته الأولى بعد تعيينه مدربا لإنتر حول رغبته في التخلص من لقب "إنتر المجنون" الذي اشتهر به النادي بعد سنوات من الانهيارات والمباريات المتقلبة.
ورغم المرور بلحظات مجنونة من بينها مباريات شهدت العديد من الاهداف والهزيمة المفاجئة أمام سامبدوريا، استطاع كونتي تحويل عقلية فريقه إلى تلك التي تمتلكها الفرق الفائزة بألقاب.
وألقت المسيرة التي أدت إلى الفوز باللقب الضوء على تحسن القوة الذهنية للفريق، فحتى عندما لا يكون في أفضل حالاته نجح إنتر في الفوز بصعوبة على فرق متواضعة مثل بولونيا وكالياري وفيرونا وكروتوني ليعزز صدارته، وفي السنوات السابقة كان الأمر مختلفا تماما.
وقال كونتي بعد الفوز الصعب 2-1 على ساسولو في بداية أبريل/نيسان: "هذه المباريات تظهر نضج الفريق، بهذه العقلية والنهج ربما كنا واصلنا المشوار في دوري الأبطال".
تأثير كونتي
لا يمكن التقليل من تأثير كونتي الذي جاء إلى إنتر بعد نجاحه في قيادة يوفنتوس وتشيلسي للفوز بالألقاب المحلية.
وساهمت قدرته على تحسين قوة الفريق الذهنية في تجنب التعرض لنتائج مخيبة، والنجاح أيضا في المباريات الكبيرة، إذ خسر إنتر مرة واحدة في 10 مباريات أمام الأندية الـ7 الأولى في الترتيب، وفاز في 5 منها.
ولعبت مرونة كونتي الخططية دورا مهما أيضا، وخاصة قدرته على إيجاد أدوار للاعبين بدا أنهما خارج خطط النادي في منتصف الموسم، وهما كريستيان إريكسن وإيفان بريسيتش.
واستقر لاعب الوسط الدنماركي في دوره في وسط الملعب، فيما تأقلم زميله الكرواتي ليصبح مصدر خطورة في مركز الجناح.
ولذلك كان من المناسب أن يكون هدف إريكسن ومشاركة بريسيتش المؤثرة من على مقاعد البدلاء عاملين حاسمين في الفوز على كروتوني وحسم إنتر للقب الذي طال انتظاره.