دافوس: التعليم التفاعلي يوفر 69 مليون وظيفة حول العالم
أكدت دراسة دولية، أن الاستثمار في التعليم التفاعلي يضيف 2.54 تريليون دولار للاقتصاد العالمي، بينما سيصل عدد الوظائف المستحدثة
إلى 69 مليون وظيفة للمعلمين حول العالم.
وأوضحت الدراسة -التي أصدرها منتدى الاقتصاد العالمي «دافوس» في 16 مايو 2022- أن الجيل الناشئ يحتاج إلى إيجاد طرق خاصة للتعلم، خاصة مع وجود عدد من المفاهيم المستجدة منها مفاهيم ما بعد جائحة «كوفيد 19»، والتغير المناخي والأتمتة والرقمنة السريعة، مشيرة إلى أن العودة لأساليب التعلم التقليدية سيقلل من قدرات الانتعاش الاقتصادي العالمي، وسيحد من إمكانيات الأجيال.
ولفتت إلى أنه بحلول عام 2025، من المطلوب، إعادة صقل مهارات نصف القوى العاملة في العالم، للتمكن من رفع قدراتهم للتكيف مع التغييرات في الأعمال، موضحة أن الاستثمارات المبكرة في تعليم الأطفال ستحقق عوائد اقتصادية كبيرة، وستسهم في معالجة الأسباب الجذرية لفجوة المهارات العالمية.
وأشارت إلى أنه لتمكين الأطفال من الازدهار، يجب التركيز على إنشاء أنظمة تعلم ترتكز على تطوير المهارات تفاعلياً، بحيث تسهم في تجهيز جيل ناشئ قادر على التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع والتعاون وتحسين القدرات في حل المشكلات، بما يسهم في دعم منظومة الاقتصاد العالمي.
ونوهت الدراسة إلى أن اللعب التفاعلي يمثّل الطريقة الأكثر قبولاً لدى الأطفال، كما يطور اللعب الأطفال جسديًا واجتماعيًا ومعرفيًا وإبداعيًا وعاطفيًا، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في القوى العاملة ودعم المعلمين للتدريس بطرق جديدة، باستخدام أساليب التدريس المبتكرة، بما يضمن إعداد قوى عاملة قادرة على التكيف السريع مع الاحتياجات المتغيرة للاقتصادات حول العالم.
وأوصت الدراسة بإعادة تصور الشكل الذي يبدو عليه التعلم في المستقبل، والاستثمار في تطوير المهارات وتطوير العاملين في القطاعات التعليمية، إضافة إلى اعتماد آليات جديدة للتقييم، وإضافة تقنيات تعلم مختلفة بالاستفادة من التطور التكنولوجي للأنظمة حول العالم.
والتعلم التفاعلي هو أسلوب تربوي يشرك الطلاب من خلال جعلهم يشاركون بنشاط مع أقرانهم في الدروس.
وبدلاً من الجلوس على المقاعد في المدارس، مع النهج التفاعلي يكون الطلاب جزءًا من الدرس، ويتضمن التعليم التفاعلي مجموعة متنوعة من التقنيات التي تتراوح من الدروس التي تتطلب مهارات المحادثة إلى وحدات التعلم الشاملة القائمة على المشاريع التي يمكن أن تغطي فترة تقدير كاملة.
وستشهد خريطة الوظائف في المستقبل القريب تغيرا ملحوظا ففيما سيتزايد الطلب على بعض الوظائف، ستختفى وظائف أخرى من الخريطة.
ووفقا لدراسة لاتجاهات السوق أجرتها شركة استشارات الموارد البشرية (Randstad) فإن الوظائف الأكثر طلبا بشكل أكبر من قبل الشركات والمؤسسات، ستكون تلك المتعلقة بالتقنيات الجديدة.
وسيكون خبراء الأمن السيبراني وتحليل البيانات والمتخصصون في تقنيات 'DevOps' و'Cloud' (التخزين السحابي) و'Full Stack' أصحاب التخصصات الأكثر طلبا من الناحية التكنولوجية في عام 2022.
وتتمتع الوظائف التي أبرزتها (Randstad) بإمكانية توظيف عالية، نظرا لأن "هناك نقصا معينا في أصحاب المواهب" أي أن أرباب العمل في جميع القطاعات لا يمكنهم بسهولة العثور على مهنيين مدربين لهذه الوظائف، والتي عادة ما تكون رواتبهم أعلى من رواتب المجالات الأخرى في سوق العمل.
وذكرت منصة ذا فالي: "تحتاج الشركات بشكل عاجل إلى محترفين مدربين يتمتعون بمهارات رقمية وتكنولوجية لتنفيذ التحول الرقمي والاستفادة القصوى من التقنيات. المحترفون الذين يتقنون منهجيات وأدوات العمل المبتكرة سيكونون الأكثر تنافسية".
وساعد التعلم التفاعلي في منح كل طالب فرصة للتواصل مع معلميه وأقرانه خلال الفصل الدراسي.
ومنذ أن تم إدخال التكنولوجيا التفاعلية في عملية التعلم، لاحظ الخبراء في مجال التدريس زيادة كبيرة في مستوى التحفيز والمشاركة في الفصل الدراسي، وهذه إحدى أهم مزايا التعليم التفاعلي.
وساعدت التقنيات الحديثة المستخدمة في بيئة التعلم التفاعلية المعلمين على تجسيد دروسهم ودمج عنصر المنافسة في عملية التعلم.
هذا هو السبب في أن التعلم التفاعلي أثبت أهميته حيث يقوم المعلمون بدمج الصور والنصوص ومقاطع الفيديو ومقاطع الصوت في عرضهم للدروس على السبورة التفاعلية.
وقد جلب التعليم التفاعلي المرونة والراحة في بيئة التعلم، حيث أصبح التعلم سلسًا إلى حد كبير، وهذا يفسر اعتماد العديد من المؤسسات التعليمية حول العالم على التعليم التفاعلي.