خبراء: أزمة ليبيا يشعلها السراج والإخوان بدعم تركي قطري
خبراء ليبيون أكدوا أن تغاضي المجتمع الدولي عن أخطاء فايز السراج وتنظيم الإخوان الإرهابي أدى لتعقيد الأزمة في البلاد.
أكد خبراء ليبيون أن تغاضي المجتمع الدولي عن أخطاء ما يعرف بحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج وتنظيم الإخوان الإرهابي أدى لتعقيد الأزمة في البلاد.
واعتبر الخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن الدعم القطري والتركي لحكومة السراج لم يلق أيضا أي رد فعل من المجتمع الدولي.
واعتبروا تجاهل الأسباب الحقيقية للأزمة الليبية فاقم وجود ونفوذ المليشيات في كثير من المدن الليبية، فضلا عن المرتزقة السورية التي قام النظام التركي بإرسالهم إلى ليبيا على مرأى ومسمع العالم.
إدارة للأزمة وليس حلها
يرى المحلل السياسي الليبي الدكتور مصطفى الزائدي أن "ما يسمى المجتمع الدولي يريد فقط إدارة الأزمة الليبية وليس حلها"، معتبرا أن اتفاق الصخيرات 2015 (إحدى نتائجه تشكيل حكومة الوفاق برئاسة السراج) خير دليل على ذلك".
وتابع الزائدي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن كل المبعوثين الدوليين دائما يطرحون أفكارا لا تخدم مصالح الشعب الليبي وضد إرادته.
وأشار إلى أنه رغم وجود مجلس نواب منتخب من الليبيين، لكن المجتمع الدولي تغاضى عن ذلك المجلس وفرض حكومة "يتحكم فيها الإخوان وتخدم مصالح الدول الاستعمارية رغم أن أغلبية الليبيين لم يقبلوا بها ورغم سيطرتها على جزء قليل من ليبيا".
وتابع المحلل السياسي الليبي: "يحاول المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة اليوم من خلال اقتراحات غامضة استمرار الوضع في ليبيا بدعمه للمليشيات وحمايتها وإصراره على بقائها في المشهد".
واعتبر أن نوعية وأعداد المشاركين الذين سيختارهم هو ومستشاروه في المسارات الاقتصادية والسياسية التي نتجت عن مؤتمر برلين "دليل واضح يكشف عن حقيقة ما يهدف له سلامة ومن وراءه".
ويرى الزائدي أن تجاوز القوى الأساسية الفاعلة والتي تعكس إرادة أغلبية الليبيين، وهي القوات المسلحة والقبائل، يعني فقط عدم رغبة في البحث عن حل حقيقي.
وما تقوم به البعثة الأممية "مجرد عبث سياسي يشكل غطاء دوليا لحالة الفوضى وسلطة المليشيات المسلحة"، يضيف الزائدي.
واختتم بالقول إن "الحل بيد الشعب الليبي"، داعيا لدعم الجيش الوطني الليبي في معركته للقضاء على الإرهاب وسطوة المليشيات والعبث الأجنبي.
إجهاض نضال الجيش الوطني
من جانبه يرى المحلل السياسي الليبي عزالدين عقيل أن كثيرا من الدول تعمل على "إجهاض نضال الجيش الوطني من أجل إنهاء وجود المليشيات الإرهابية والإجرامية مثل روسيا التي بدأت بهدر تضحيات الجيش والإصرار على إهانة ما قدم من تضحيات عبر توجيه الضغوط التي أدت لموافقة الجيش على الهدنة".
واعتبر عقيل، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن مدينة إسطنبول التركية هي العاصمة العالمية للمتطرفين والإرهابيين ومافيا الجريمة المنظمة التي تعاني منها الدولة الليبية أشد المعاناة.
وأشار عقيل إلى أن كل الدول المعنية تفضل ما تسميه بالحل السياسي في ليبيا رغم أن المشكلة الأساسية في ليبيا ليست مشكلة سياسية، معتبرا أن الحل السياسي سينتج لهم السلطة الهجينة المكونة من (تركيبة) من الإخوان والقاعدة والجهويات المتعادية.
ويري عقيل أن ذلك يعني إنتاج سلطة "تحمل بأمعائها عوامل كره أطرافها لبعضها بعض" وحرص كل منهم بل واعتزازه بخلافاته مع الأطراف الأخرى المكونة لهذه السلطة الهجينة واستعداد كل منهم الدائم لتطوير هذه الخلافات فور ورود الأوامر الخارجية مثلما يحدث اليوم بلبنان والعراق.
واعتبر عقيل أن هذا الكيان الحكومي المفترض الهجين والمتصارع من داخله هو ما يسمونه بالحل السياسي، وذلك حتى تتمكن بعض الدول المتدخلة في الأزمة من الاعتماد على بعض الخلفاء وأعدائهم في نفس الوقت.
حيادية بعض الدول أعاقت الحل
من جهة أخرى، يرى الصحفي الليبي ناصر الدعيسي أن التزام الحيادية من قبل بعض القوى الدولية هي التي أعاقت وجود حل سياسي.
وتابع الدعيسي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن ما يجري في ليبيا معركة كسر عظم بين الجيش الوطني والإخوان، معتبرا أنه في ظل ضعف ممثل الأمم المتحدة وبعثته في ليبيا فلا يمكن معاقبة من يخرق الهدنة.
واعتبر الدعيسي أن القيادة العامة للجيش الوطني تتعامل مع المعركة بتكتيك خاص لأنها تعهدت للأمم المتحدة باحترام قواعد الاشتباك في معركتها ضد المليشيات في طرابلس.
رفض اتفاق الصخيرات وما نجم عنه
في السياق، يعتبر المحلل السياسي الليبي الدكتور عبدالمنعم اليسير أن أغلبية الشعب الليبي تؤيد بقوة القوات المسلحة العربية الليبية في حربها لتحرير العاصمة وباقي المدن التي تسيطر عليها المليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية.
وأوضح اليسير، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن التضليل الإعلامي لجماعة الإخوان قد أغرق أصوات أغلبية الشعب الليبي الرافض لمشروعهم الإرهابي، معتبرا أن ذلك هو أحد الأسباب الأساسية في إطالة أمد الأزمة الليبية.
وتابع: "أغلبية الشعب الليبي يرفضون بالكامل ما يسمى باتفاق الصخيرات الذي شكل انقلابا خطيرا على إرادته وأدخل البلاد في منحنى خطير للغاية"، مضيفا أن القبائل والعائلات الليبية قدمت عشرات الآلاف من أبنائها لتقاتل تحت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية لتحرير ليبيا من سيطرة الإخوان التي يدعمها السراج والنظام التركي من وراءه.
وشدد على ضرورة وصول صوت الشعب الليبي أولا إلى الحكومات العربية، وثانيًا إلى باقي المجتمع الدولي ليقول لهم: "كيف تسمحون بهذا الدمار والإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان ونظام أردوغان على الليبيين وتشرعنون له عن طريق الاعتراف بما يسمى بالمجلس الرئاسي الناتج عن اتفاقية الصخيرات التي لم تتم تطبيق أي بند منها قانونيا ولا دستوريا والتي من خلال تواجدها تقوم تركيا بغزو فاضح للأراضي الليبية مهددة أمن المنطقة بالكامل وليس ليبيا فقط؟".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA==
جزيرة ام اند امز