في انتصار جديد لدولة الإمارات ودبلوماسيتها الداعمة للسلام في السودان، رفضت محكمة العدل الدولية الدعوى التي تقدمت بها حكومة جيش السودان ضد الإمارات، وحملت مزاعم لا أساس لها.
ويعد قرار محكمة العدل الدولية صفعة جديدة لحكومة جيش السودان من أعلى وكالة قضائية في هيئة الأمم المتحدة.
تأتي تلك الصفعة القضائية، بعد أيام من صفعة أممية لحكومة جيش السودان، إثر كشف تقرير نهائي أصدره مجلس الأمن الدولي عبر فريق خبرائه المعني بالسودان، عن زيف ادعاءات الجيش السوداني بحق دولة الإمارات، بشأن دعمها أحد أطراف النزاع.
وبدأت محكمة العدل الدولية، في 10 أبريل/نيسان الماضي، أولى جلسات نظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات والتي تتهمها فيها دون أي أساس قانوني أو مستند واقعي بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور.
وقضت محكمة العدل الدولية في جلستها اليوم الإثنين برفض الدعوى التي تقدم بها السودان ضد الإمارات.
ضربات أممية تتوالى، تنتصر لجهود الإمارات للحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام لأرض النيل.
وتواصل الإمارات جهودها غير عابئة بالمحاولات العبثية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزمرته لمحاولة تعطيل دبلوماسيتها الإنسانية عبر محاولات إشغالها في معارك جانبية، عبر ترديد أكاذيب واتهامات زائفة بزعم دعم أحد أطراف النزاع، وصلت إلى حد تقديم شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية دون تقديم أي أدلة أو براهين تثبت اتهاماتها وادعاءاتها، وهو ما توج برفض المحكمة للدعوى.
حكم قضائي من أعلى محكمة دولية لن يصب فقط قادة الجيش السوداني، بل يشكل صعقة جديدة أيضا لتنظيم الإخوان – حليف جيش السودان- ومن يدور في فلكه من ذباب إلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يحاولون عبثا تشويه دور الإمارات، ووسائل الإعلام التي تتبنى وجهات نظر معادية للإمارات لأغراض مشبوهة دون أي دليل أو بينة.
ثقة كبيرة
وفي تصريحات تعبر عن ثقة كبيرة في موقف الإمارات، استبقت ريم كتيت نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ممثلة دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية النطق بالحكم، بالإعراب عن ثقتها بأن الدعوى المقامة من القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية لا تستند إلى أسس قانونية أو واقعية.
وأوضحت أن دولة الإمارات ليست طرفًا في النزاع المسلح في السودان ولا تقدم أي دعم لأي طرف مما يجعل الإدعاءات الموجهة ضدها لا أساس لها من الصحة.
وشددت كتيت في تصريحات لها في هذا الصدد على أن الإمارات ملتزمة بدعم الحلول السلمية وتعزيز الاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أن اتهامات القوات المسلحة السودانية تهدف إلى تشويه صورة الدولة دون أدلة ملموسة.
كانت دولة الإمارات قد وصفت الدعوى خلال جلسة الاستماع بمحكمة العدل الدولية الشهر الماضي بأنها محاولة من القوات المسلحة السودانية، أحد أطراف النزاع لصرف الانتباه عن مسؤولياتها في الحرب الدائرة وأشارت إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى الإلهاء الإعلامي بدلاً من معالجة جذور الصراع، مؤكدة أن الإمارات تدعم السلام والاستقرار في السودان.
رسائل ثابتة
رسائل الدعم المتتالية للموقف الإماراتي سواء على الصعيد الأممي أو الدولي أو الحقوقي، تؤكد أن دبلوماسية الإمارات الداعمة للأمن والسلام أتت بثمارها.
مواقف تدعم الرسائل التي تتبناها دولة الإمارات بشأن السوداني وأبرزها :
- الإمارات ماضية في دعم الشعب السوداني إنسانياً ودبلوماسياً كما هو عهدها على مدار أكثر من 5 عقود، إيماناً منها أن الشعب السوداني يستحق مستقبلاً يقوم على السلم والكرامة، ويستحق حكومة يقودها المدنيون تضع مصالحه وأولوياته في المقام الأول.
- الإمارات ستواصل القيام بكل جهد متاح لتعزيز فرص السلام، فالشعب السوداني الشقيق يستحق مستقبلاً قائماً على السلم والسلام والكرامة، ويستحق قيادة تضع مصالحه -لا مصالحها- واحتياجاته وأولوياته في المقام الأول والأخير، رغم محاولات زمرة البرهان لتشويه جهودها.
- موقف دولة الإمارات إزاء السودان واضح وراسخ، فلا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، حيث دعت دولة الإمارات إلى وقف إطلاق النار وإلى هُدَن إنسانية لتسهيل إيصال المساعدات وإلى تحميل طرفي النزاع: قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مسؤولية انتهاك القانون الدولي.
- تؤكد دولة الإمارات من خلال جهودها أنها ستبقى على أهبة الاستعداد للقيام بدورها -كما دأبت دائماً- كشريك يعمل من أجل السلام، وهذا الالتزام جزء من رؤية الإمارات الراسخة لتعزيز الازدهار والتنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا والعالم.
- الإمارات تعمل يدًا بيد مع المجتمع الدولي لإحلال السلام في السودان، ولا تفوت أي فرصة لوقف الحرب العبثية السودانية.
- الإمارات تدعم المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى السودانيين المحتاجين، وتدعو بشكل فوري لوقف عرقلة إرسال المساعدات، وفتح الممرات الإنسانية، ومنع استخدام التجويع كسلاح.
- الإمارات تقود جهودًا دولية لإنقاذ السودانيين من المجاعة والحرب، رغم إساءات حكومة البرهان المتكررة ومحاولة تعطيلها عن القيام بهذا الدور.