اليوم العالمي للقضاء على الفقر.. ضحايا الجوع الجدد 115 مليونا
الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر إلى 17 أكتوبر من عام 1987، حينما اجتمع ما يزيد على 100 ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع.
تحيي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية اليوم العالمي للقضاء على الفقر، السبت، بهدف بناء جسور الحوار بين الأشخاص الأكثر فقرا والمجتمعات والتعبير عن الظروف المأساوية التي يعيشونها وكفاحهم اليومي وأمنياتهم.
ويعود الاحتفال بهذا اليوم الدولي إلى تاريخ 17 أكتوبر من عام 1987، حينما اجتمع ما يزيد على 100 ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع في ساحة "تروكاديرو بباريس"، التي وقِّع فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.
والفقر ليس فقط الحاجة إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، إذ تتعدى مظاهره لتشمل الجوع وسوء التغذية وعدم الحصول على التعليم والخدمات الأساسية، إضافة إلى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع وانعدام فرص المشاركة في اتخاذ القرارات.
حقائق وأرقام
موضوع احتفالية هذا العام (2020) هو "العمل معا لتحقيق العدالة الاجتماعية والبيئية للجميع"، فالاعتراف المتزايد بتعدد أبعاد الفقر يعني أن هاتين المسألتين متشابكتان، فضلا عن أن العدالة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق بالكامل دون تصحيح الظلم البيئي في نفس الوقت.
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، لا يزال هناك أكثر من 800 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم، فضلا عن أن 10% يعيشون في فقر مدقع وكثير منهم يفتقرون إلى الغذاء الكافي ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي.
أيضا ذكرت المنظمة الأممية أن من بين 1.3 مليار شخص ممن تم تصنيفهم كفقراء هناك 663 مليونا من الأطفال دون سن 18 عاما، منهم نحو 428 مليونا هم أطفال دون سن الـ10 ويعيش 85% منهم في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ولا يزال القضاء على الفقر بجميع أشكاله أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، ورغم أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع انخفض إلى أكثر من النصف بين عامي 1990 و2015، من 1.9 بليون نسمة إلى 836 مليون نسمة، فإن الكثيرين لا يزالون يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
تأثير جائحة كورونا على الفقر
هوة الفقر اتسعت بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد أواخر عام 2019 لتلتهم شرائح أكبر.
وقالت الأمم المتحدة إن تقديرات التأثير الاقتصادي قصير المدى المحتمل للفيروس على الفقر النقدي العالمي تشير إلى أن "كوفيد-19" يشكل تحديًا حقيقيًا لهدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الفقر بحلول عام 2030.
ووفقا للمنظمة، فإن من المحتمل أن يزيد معدل الفقر العالمي للمرة الأولى منذ عام 1990 بسبب الجائحة، واستنادا لخط الفقر المعتمد يمكن أن تمثل هذه الزيادة انتكاسة لما أُحرز من تقدم في أرجاء العالم في ما يتصل بالحد من الفقر والقضاء عليه.
وفي بعض المناطق يمكن أن تؤدي الآثار السلبية إلى وصول مستويات الفقر إلى مستويات مماثلة لما سُجّل قبل 30 عامًا.
وفي ظل الاحتمالات الأقل تفاؤلا في ما يتصل بإمكان وقوع انكماش في الدخل أو الاستهلاك بنسبة 20%، فإن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر ربما يزيد بمقدار 420 إلى 580 مليونا مقارنةً بآخر الأرقام الرسمية المسجلة لعام 2018.
أما تقديرات البنك الدولي فأشارت إلى أن جائحة كورونا ستؤدي إلى سقوط بين 88 مليوناً و115 مليون شخص في براثن الفقر المدقع خلال عام 2020، ما يرفع إجمالي من يعيشون على أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم إلى بين 703 ملايين و729 مليون شخص.
وذكر البنك، في تقريره "الفقر والرخاء المشترك 2020: تبدل الأحوال"، أن معدل الفقر المدقع سيعود إلى مستوياته المسجلة قبل 3 سنوات في عام 2017 ليكون بين 9.1 و9.4%، ويمكن أن تؤدي زيادة إضافية لما بين 23 مليوناً و35 مليون شخص خلال عام 2021 إلى رفع العدد الإجمالي للفقراء الجدد إلى ما بين 110 ملايين و150 مليون شخص.
وأضاف: "مع تفشي فيروس كورونا، شهد السعي لإنهاء الفقر أسوأ انتكاساته في جيل واحد، وجعل من الصعب تحقيق هدف خفض معدل الفقر المدقع على الصعيد العالمي إلى 3% بحلول عام 2030. واقتران تفشي كورونا بالصراعات وتغير المناخ يدفع إلى حدوث مثل هذه الانتكاسة، إذ يؤدي إلى انزلاق مئات الملايين إلى هوة الفقر، والكثير منهم من فئات سكانية كانت قد سلمت من أضراره نسبياً".
الفقر بين الجنسين
التقرير الدولي يُظهر أن فقدان الوظائف والحرمان المرتبطين بالوباء في جميع أنحاء العالم يلحق الضرر بشدة بالفقراء والضعفاء بالفعل، بينما يغير أيضًا صورة الفقر العالمي جزئيًا عن طريق خلق ملايين "فقراء جدد".
علاوة على ذلك يكسر الأرضية من خلال التحليل المشترك لثلاثة عوامل يقود تقاربها الأزمة الحالية وسيوسع تأثيرها في المستقبل: جائحة "كوفيد-19" والنزاع المسلح وتغير المناخ.
ورغم أن الجائحة ستؤثر على معدل الفقر العالمي بشكل عام، فإن النساء سيتأثرن بشكل غير متناسب خاصة الفئة التي في سن الإنجاب.
بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي توقعت أن يكون هناك 118 امرأة مقابل كل 100 رجل تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً في فقر مدقع بحلول العام المقبل، كما توقعت أن تتسع الفجوة إلى 121 امرأة في مقابل كل 100 رجل بحلول عام 2030.
أيضا رأت أن الجائحة قد تدفع نحو 96 مليون شخص تحت خط الفقر بحلول العام المقبل، نصفهم من النساء والفتيات، ما يوسع فجوة الفقر بين الجنسين والذي سيؤدي إلى زيادة العدد الإجمالي لمن يعيشون في فقر مدقع إلى 435 مليونا، مع توقعات تشير إلى أن هذا العدد لن يعود إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2030.
هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي توقعا زيادة معدل الفقر بين النساء بنسبة 9.1%، رغم أن الرقم كان من المتوقع أن ينخفض قبل الجائحة بنسبة 2.7% بين عامي 2019 – 2021.