في اليوم الدولي لإلغاء الرق.. 50 مليون يعيشون العبودية الحديثة
قدر ما تبدو العبودية فعل ظالم وغير إنساني، جاء التخلي عنها مؤخرا في عام 1970، ورغم ذلك ما زالت أشكال ومساوئ العبودية موجودة، مما استدعى تفعيل أهداف اليوم الدولي لإلغاء الرق.
يأتي التذكير بمساوئ ما يُعرف بالرق الحديث، أو العبودية المعاصرة، في اليوم الدولي لإلغاء الرق الذي يوافق 2 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، فما زال ملايين من الأشخاص حول العالم يعانون من أشكال العبودية المقنعة، والممارسات الشبيهة بالرق في العصر الحالي ويواجهون مخاطر الفقر والعزلة.
تفاصيل اليوم الدولي لإلغاء الرق
تنص المادة الرابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "لا يجوز استرقاق أحد أو استعباده، ويُحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما، وبالتالي يُحظر الرق وتجارة الرقيق بجميع أشكالهما"، فكانت قضية العبودية واستغلال البشر واحدة من قضايا حقوق الإنسان العالمية التي يستهدف المجتمع الدولي التخلص منها.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي لإلغاء الرق عام 1949، وحددت له يوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول، وذلك للتخلص من استغلال الأفراد، وقمع الاتجار بالبشر، واستغلال بغاء الغير، وهي الانتهاكات التي ما زالت تُمارس على ملايين البشر حول العالم في صور مختلفة.
أشكال الرق الحديث
تشير تقديرات منظمة العمل الدولية أن العمل الجبري والزواج القسري تعرّضا للزيادة خلال الفترة من 2016 إلى 2021 بشكل ملحوظ، وهناك ما يقدر بنحو 50 مليون شخص يعيشون في براثن الرق الحديث، بما يساوي 28 مليون شخصًا يقعون تحت وطأة العمل الجبري، و22 مليونًا في إطار الزواج القسري.
لا يعتبر مصطلح "الرق الحديث" معترف به قانونيًا، ولكنه مصطلح يشمل عدة ممارسات تستهدف استغلال البشر بشكل لا يمكنهم التخلص منه أو رفضه، بسبب تعرضهم للتهديد أو العنف أو الخداع، وبالطبع تأتي فئتا الأطفال والنساء هم الأشد استضعافا.
ومن أشكال الرق الحديث:
العمل الجبري
الذي يقوم به الشخص سخرة أو سدادا للدين، مثل عمل المهاجرين في بلاد أو ظروف لا تمكنهم من الحصول على الحقوق، ويشمل: الاستعباد المنزلي، وصناعة البناء، وصناعة الغذاء وقطاع الملابس والدعارة القسرية.
عمل الأطفال
يعمل طفل واحد من بين كل ستة أطفال، وفقا لبيانات منظمة اليونيسيف، ويعتبر عمل الأطفال استغلالا اقتصاديا، وهو يخالف مواد حقوق الطفل التي تمنع عمل الطفل الذي يعوق تعليمه ويفسد صحته، ويسبب خطرًا على حياته
الاتجار بالبشر
وهو يعني تجنيد الأشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم تحت التهديد أو الإكراه، الذي يستهدف الاستغلال سواء الجنسي، أو الخدمات القسرية، أو الرق والممارسات الشبيهة به، أو استئصال الأعضاء.
أهداف اليوم الدولي لإلغاء الرق
تشير التقديرات إلى أنه لا توجد منطقة تخلو من ممارسات الرق المعاصر، حيث تضم منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى عدد (15.1 مليون)، تليها أوروبا وآسيا الوسطى (4.1 مليون)، وأفريقيا (3.8 مليون)، وأمريكا الشمالية والجنوبية معا (3.6 مليون).
أما في الدول العربية تصل إلى 0.9 مليون. مما يجعل العمل القسري أكثر شيوعا في الدول العربية (5.3 لكل ألف)، تليها أوروبا وآسيا الوسطى (4.4)، والأمريكتان وآسيا والمحيط الهادئ (كلاهما 3.5) وأفريقيا (2.9).
وتتخطى أشكال الرق المعاصر كل ما يتعلق بالعرق والثقافة والدين، فأكثر من نصف (52%) من جميع العمالة القسرية و25% من حالات الزواج القسري تحدث في البلدان ذات الدخل المتوسط المرتفع أو البلدان ذات الدخل المرتفع.
كانت منظمة العمل الدولية قد دعت إلى تعزيز جهود القضاء على العمل الجبري من خلال بروتوكولا ملزم قانونًا بدأ تنفيذه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.