اليوم العالمي للصداقة.. كيف نواجه الأزمات معا؟
يحتفل العالم اليوم 30 يوليو/ تموز باليوم العالمي للصداقة، بهدف تعزيز الروابط الإنسانية وتحقيق السلام والوئام الاجتماعي بين الشعوب.
هذا اليوم يكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات والأزمات التي تواجه العالم، مثل الفقر، العنف، وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث تعد الصداقة إحدى الأدوات الأساسية التي يمكن من خلالها مواجهة هذه الأزمات.
اليوم العالمي للصداقة
اليوم العالمي للصداقة هو مبادرة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، بناءً على اقتراح من منظمة اليونسكو، وتم اعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 52/13 في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1997.
يهدف هذا اليوم إلى تعزيز ثقافة السلام والتضامن الاجتماعي من خلال الصداقة، حيث يمكن للصداقات المتينة أن تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية الاجتماعية والأمن بين الشعوب.
تستند فكرة اليوم الدولي للصداقة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 53/25 المؤرخ في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1998، والذي أعلن العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم (2001 - 2010).
أدرك هذا القرار الضرر والمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال نتيجة أشكال العنف المختلفة في جميع أنحاء العالم، وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة السلام واللاعنف من خلال الكبار، وغرسها في الأطفال لتعلم كيفية العيش معًا بسلام ووئام.
في قرار لاحق، رقم 53/243 المؤرخ في 6 أكتوبر 1999، اعتمدت الجمعية العامة إعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام، الذي حدد 8 مجالات عمل للأمم والمنظمات والأفراد من أجل تعميم ثقافة السلام.
هذه المجالات تشمل التعليم من أجل السلام، التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، احترام حقوق الإنسان، ضمان المساواة بين الجنسين، المشاركة الديمقراطية، تعزيز التفاهم والتسامح والتضامن، تدفق حر للمعلومات والمعرفة، والحفاظ على الأمن الدولي.
أهمية الصداقة في تحقيق السلام
اليوم الدولي للصداقة يعكس الوعي بأهمية الصداقة كواحدة من القيم النبيلة التي تمثل جوهر العلاقات الإنسانية. أدركت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2011، من خلال قرارها رقم 65/275، أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تكون محفزًا قويًا لجهود السلام، وتشكيل فرصة لبناء جسور التواصل بين المجتمعات المختلفة وتعزيز الاحترام المتبادل للتنوع الثقافي.
شددت الأمم المتحدة على أهمية إشراك الشباب في الأنشطة المجتمعية الرامية إلى تعزيز التسامح والاحترام بين الثقافات، كونهم قادة المستقبل، وتهدف هذه الأنشطة إلى غرس قيم التسامح والتفاهم في نفوس الأجيال الجديدة، مما يسهم في تعزيز السلام والتعاون الدولي.
أنشطة ومبادرات اليوم الدولي للصداقة
تدعو الأمم المتحدة الحكومات، المنظمات الدولية، ومجموعات المجتمع المدني إلى الاحتفال بهذا اليوم من خلال أنشطة ومبادرات تسهم في تعزيز الحوار بين الحضارات، التضامن، التفاهم، والمصالحة.
تتنوع هذه الأنشطة بين إقامة الندوات وورش العمل التي تركز على بناء العلاقات الإنسانية، وتنظيم الفعاليات الثقافية التي تعزز من التفاهم بين الشعوب، وإطلاق حملات إعلامية توعوية حول أهمية الصداقة في تحقيق السلام والاستقرار.
اليوم العالمي للصداقة يمثل فرصة للعالم للتفكير في أهمية العلاقات الإنسانية ودورها في تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة. من خلال تعزيز قيم الصداقة والتفاهم والتسامح، يمكننا بناء عالم أكثر استقرارًا وتعاونًا، حيث يعيش الجميع في وئام وسلام.
يشجع هذا اليوم الجميع على مد جسور الصداقة والتعاون بين الأفراد والمجتمعات، مما يسهم في تحقيق مستقبل أفضل للجميع.