الإمارات والذكرى الخامسة ليوم الأخوة الإنسانية.. ريادة عالمية في نشر التسامح
يحتفل العالم، الثلاثاء، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية 2025، الذي يحمل هذا العام أهمية خاصة لدولة الإمارات لأسباب مختلفة.
من أهم الأسباب أن الاحتفال هذا العام يصادف الذكرى الخامسة لاعتماده أمميًا، تقديرًا لاحتضان أبوظبي توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في 2019، التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
كما يأتي في إطار جهود الإمارات الدائمة لتعزيز قيم التسامح والتعايش، ويتزامن مع انطلاق الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية، الذي تستضيفه أبوظبي بمشاركة دولية واسعة.
ويحظى الحدث بأهمية إضافية كونه يتزامن مع "عام المجتمع"، الذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ليكون 2025 عامًا لتعزيز الروابط الاجتماعية وترسيخ قيم العطاء والانتماء.
تعكس هذه المبادرة رؤية الإمارات في تعزيز التلاحم المجتمعي، ودعوة الجميع، مواطنين ومقيمين، للمشاركة في تعزيز قيم الأخوة والتعاون، مما ينسجم مع مبادئ يوم الأخوة الإنسانية.
وتأتي المناسبة أيضًا في ظل تواصل جهود الإمارات لترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للعمل الإنساني، حيث تقدم مساعدات إنسانية للدول المتضررة من الأزمات والكوارث، مثل فلسطين واليمن ولبنان والبرازيل وتشاد، وفق نهج "الإنسان أولًا" الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
الاحتفال يتزامن مع اجتماع مجلس أمناء "إرث زايد الإنساني"، المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقيمة 20 مليار درهم لدعم المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، مما يعزز تأثير الإمارات في العمل الإنساني العالمي.
ومن الأسباب أيضا ارتباط الحدث بمؤتمر "الحوار الإسلامي-الإسلامي"، الذي تستضيفه البحرين هذا الشهر برعاية مجلس حكماء المسلمين والأزهر الشريف، لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية ونبذ الطائفية والتطرف.
ويعكس هذا التعاون بين الإمارات والبحرين استمرار جهودهما في نشر التسامح وترسيخ الأخوة الإنسانية، التي بدأتها أبوظبي بتوقيع الوثيقة التاريخية في 2019.
احتفال أممي بخطوة إماراتية تاريخية
يعد احتفال هذا العام هو الخامس منذ إقرار الأمم المتحدة لهذا اليوم ضمن أجندة الأيام العالمية، وذلك تخليدًا لدور دولة الإمارات التاريخي في احتضان توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في ديسمبر/كانون الأول 2020، قرارًا بالإجماع يقضي بجعل 4 فبراير/شباط يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية، بمبادرة من الإمارات، وبالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
وجاء هذا القرار تكريمًا للخطوة التي أقدمت عليها أبوظبي في 4 فبراير/شباط 2019، عندما استضافت توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وتُعد الوثيقة بمثابة دستور جديد للتعايش السلمي، إذ تجمع بين الشرق والغرب وتؤسس لمفاهيم السلام، والتسامح، وحماية دور العبادة، وحرية الاعتقاد، وترسيخ مفهوم المواطنة ونشر القيم الأخلاقية.
مؤتمر التسامح والأخوة
تعكس هذه المناسبة التأثير المتنامي لدولة الإمارات في تعزيز قيم السلام والتسامح عالميًا، حيث أصبحت أبوظبي مركزًا محوريًا لهذا المجال.
وبهذه المناسبة، يطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، يوم الأربعاء المقبل، الدورة الخامسة من "المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية"، الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وجائزة زايد للأخوة الإنسانية.
ويحمل المؤتمر هذا العام شعار "السلام والكرامة الإنسانية والتعايش السلمي"، ويشهد مشاركة واسعة من قادة الفكر وصناع القرار الدوليين.
ويركز المؤتمر على سبل التعاون المشترك بين الدول والمنظمات العالمية، لتطوير خطط مستدامة تسهم في تحويل شعارات التسامح إلى واقع ملموس يشعر به سكان العالم.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "نحن كإماراتيين نشعر بالفخر والاعتزاز لأن إقرار الأمم المتحدة لهذا اليوم، وانعقاد المنتدى العالمي للأخوة، وكذلك تنظيم مهرجان الأخوة الإنسانية، جميعها ثمار لجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي عمل على مدى سنوات لجمع العالم على مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، لتكون نقطة انطلاق لعمل عالمي كبير من أجل الإنسانية".
عام المجتمع
يكتسب احتفال هذا العام أهمية خاصة، إذ يتزامن مع إعلان عام 2025 "عام المجتمع"، الذي أطلقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحت شعار "يدًا بيد"، بهدف بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
ويهدف "عام المجتمع" إلى:
- تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية.
- تهيئة بيئة شاملة ترسّخ قيم التعاون والانتماء.
- الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التنوع الثقافي.
وفي خطوة تعكس تقدير الإمارات للمقيمين على أرضها، دعت المبادرة جميع المواطنين والمقيمين للمشاركة بأفكارهم ومقترحاتهم لدعم الروابط الاجتماعية والتنوع الثقافي والتقدم المجتمعي.
ويعيش في الإمارات أكثر من 200 جنسية في تناغم يعكس قيم الأخوة الإنسانية. وتدعم مبادرة "عام المجتمع" أهداف اليوم العالمي للأخوة الإنسانية من خلال:
- نشر ثقافة التطوع.
- ترسيخ قيم التعايش والتسامح.
- تعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية للتسامح والمواهب.
- دعم القيم الإنسانية الأصيلة كالبذل والعطاء والتعاون.
الإمارات.. عاصمة الإنسانية والعمل الخيري
يتزامن احتفال هذا العام مع استمرار جهود الإمارات لترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للإنسانية.
فمن فلسطين إلى البرازيل، مرورًا بالصومال ولبنان واليمن وتشاد وبنغلاديش، قدمت الإمارات في الأيام الأولى من 2025 مساعدات إنسانية لدعم الشعوب المتضررة من الأزمات والكوارث.
وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية الإمارات الإنسانية، التي ترتكز على تقديم العون لكل محتاج دون تمييز، تنفيذًا لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستمرارًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
إرث زايد.. مبادرة عالمية ملهمة
يحل الاحتفال هذا العام بعد مرور أقل من عام على إطلاق الإمارات لمبادرة "إرث زايد الإنساني"، التي خصص لها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 20 مليار درهم لدعم المجتمعات الأكثر احتياجًا حول العالم.
وتسعى المبادرة لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي للشعوب الفقيرة، وتعزز من مكانة الإمارات كدولة رائدة في العمل الإنساني العالمي.
وقبيل يوم من الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، عقد مجلس أمناء مؤسسة "إرث زايد الإنساني"، اجتماعه الأول برئاسة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني.، لمناقشة خطط المشروعات المستقبلية وضمان تحقيق تأثير ملموس عالميًا.
وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع أهمية مضاعفة الجهود لتنمية البرامج الإنسانية، بما يرسّخ إرث الشيخ زايد في العطاء والعمل الخيري.
كما ناقش المجلس استراتيجية المؤسسة، التي تضم 14 جهة متخصصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والاستدامة البيئية والزراعية والثروة الحيوانية والحياة الفطرية.
الحوار الإسلامي-الإسلامي ولمّ شمل الأمة
تأتي هذه المناسبة أيضًا قبل أيام من عقد مؤتمر "الحوار الإسلامي-الإسلامي" في البحرين يوم 19 فبراير/ شباط، لتعزيز الوحدة الإسلامية ولمّ شمل الأمة.
ويُعقد المؤتمر برعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبمشاركة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين، ونخبة من علماء المسلمين من مختلف المذاهب.
وتنبع فكرة المؤتمر من دعوة شيخ الأزهر خلال "ملتقى البحرين للحوار" عام 2022، لحوار إسلامي-إسلامي يهدف إلى نبذ الفتنة والتقارب بين المذاهب الإسلامية.
وقد تبنى ملك البحرين هذه الفكرة، ووجّه بالمضي قدمًا في تنفيذها، في خطوة تعكس التزام البحرين والإمارات بنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإسلامية.
وكانت الإمارات قد استضافت اللقاء الأول بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس عام 2019، والذي توّج بتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
إرث ممتد في خدمة الإنسانية
بفضل هذه المبادرات والجهود، تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في نشر السلام والتسامح، مؤكدة التزامها بمبادئ الأخوة الإنسانية والعمل الإنساني، محليًا وعالميًا.
aXA6IDE4LjE5MS4yOS4wIA== جزيرة ام اند امز