في اليوم العالمي لها.. هل يشتري المال السعادة؟ (ملف خاص)
مفارفات يوم السعادة 2024.. أغنى رجل في العالم مكتئب وخروج الـG20 من العشرة السعداء
يحمل اليوم العالمي للسعادة 2024 تناقضات غريبة هذا العام لعل أبرزها اكتئاب أغنى رجل في العالم وهو إيلون ماسك.
من هنا ترصد العين الإخبارية في هذا التقرير التغيرات التي حلت على قائمة أسعد البلدان في العالم.
من جهة أخرى تردد سؤال على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي بين فئات مختلفة من روادها وهو هل يشتري المال السعادة؟
هل يشتري المال السعادة؟
وفي اليوم العالمي للسعادة، نستحضر القول السائد إن المال لا يمكنه أن يشتري السعادة، ولكن ماذا لو كان بإمكانه القيام بذلك بالفعل؟.
إذ سبق ونقلت مصادر عن الدكتور آرثر سي. بروكس، العالم الاجتماعي والأستاذ بجامعة هارفارد، أن لديه نظيرة مثيرة للاهتمام حول العلاقة بين المال والسعادة، وهو ما يتناوله في "دورة السعادة المجانية" التي يقدمها في جامعة هارفارد، وفقًا للموقع الإخبار الخاص بشبكة الأخبار الأمريكية "سي إن بي سي".
ويقول بروكس في مقالة نشرت له سابقا بعنوان "كيف تشتري السعادة؟" في مجلة "The Atlantic"، إنه "عندما نكون في مستويات منخفضة من الطقات الاجتماعية، يمكن للمال أن يحسن الرفاهية، ومع ذلك، بمجرد أن تكسب ما يكفي للقمة عيشك، فمن غير المحتمل أن يكون الملياردير أكثر سعادة منك".
ويحسم بروكس الجدل في هذه المسألة بإشارته إلى أن المال بمفرده لا يمكنه أن يجلب السعادة، ولكن يمكن للمرء أن يستخدم المال بحكمة لزيادة مستويات السعادة، سواء كان دخله منخفضًا أو مرتفعًا.
ولم يكتفي بروكس بذلك في مقالته، ولكنه أيضا قدم مجموعة من النصائح لكيفية شراء السعادة، وقد شملت ما يلي من ارشادات :
قم بشراء الوقت
يقول "بروكس"، إذا دفعت شخصًا ما للقيام بمهمة تأخذ وقتًا طويلاً ولا تستمتع بها، فإنك لا ينبغي لك أن تهدر الوقت الذي وفرته في أمور لا تُضيف قيمة، مثل قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدلاً من ذلك، يُنصح بروكس بأنه يمكنك الاستفادة من تلك الساعات الإضافية من خلال قضاء وقت ممتع مع الآخرين، مما يمنحك دفعة إضافية من السعادة ويجعل الوقت المستثمر ذو فائدة ويحقق لك الإشباع الشخصي.
استخدم المال على التجارب
نصح الخبير الأمريكي أيضا بتوجيه استثماراتك نحو تجارب ملهمة ومسلية تزيد من مستوى سعادتك، مثل حضور حفل موسيقي لمطربك المفضل أو التخطيط لرحلة استجمام في وجهة سياحية تطمح لزيارتها منذ فترة طويلة.
تسخير المال في مساعدة الغير
يرى "بروكس"، أن التبرع بالمال لدعم قضية عظيمة أو استخدامها لمساعدة شخص آخر يمكن أن يؤدي إلى تحفيز المواد الكيميائية التي تعزز الشعور بالرضا، مثل السيروتونين والدوبامين والأوكسيتوسين، حسب ما ذكرته مدونة الصحة الصادرة عن "كليفلاند كلينك".
وأوضح بروكس أن العنصر المشترك بين هذه الطرق هو التفاعل مع الآخرين، حيث يمكن زيادة مستوى السعادة من خلال مشاركة التجارب واللحظات السعيدة مع من نحب، سواء كان ذلك عبر شراء تجارب جديدة مثل السفر أو تناول وجبات خارج المنزل.
وأكد بروكس على أن أي شخص يمتلك القدرة على استخدام الأموال بشكل يزيد من سعادته، وذلك من خلال اسثتماره فيما يساهم في نموه الشخصي من خلال الاستثمار في تحقيق مزيد من الرضا والتطوير الذاتي.
فنلندا أسعد بلد في العالم للمرة السابعة
وفي اليوم العالمي للسعادة 2024 رسّخت فنلندا سمعتها كأسعد بلد في العالم بحصولها على اللقب للسنة السابعة توالياً، وفقاً لتصنيف يُنشر سنوياً برعاية الأمم المتحدة صدر الأربعاء، فيما حلّت الكويت أولى عربياً وثالثة عشرة في الترتيب العام، وجاء لبنان وأفغانستان في المركزين الأخيرين.
وسيطرت الدول الإسكندنافية على مقدّم الترتيب، إذ حلّت الدنمارك ثانيةً، تلتها أيسلندا ثم السويد. ونالت فرنسا المركز السابع والعشرين.
وتذيّلت أفغانستان الترتيب الذي يضم 143 دولة، إذ تفاقمت فيها الأزمة الإنسانية منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة عام 2021 عقب انسحاب القوات الامريكية.
وخرجت دول مجموعة العشرين G20 من العشرة الأوائل السعداء في العالم ، ولم تُدرَج الولايات المتحدة وألمانيا للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات بين الدول العشرين الأكثر سعادة، إذ نالتا المركزين الثالث، والعشرين والرابع والعشرين.
في المقابل، انضمت إلى قائمة المراكز العشرين الأولى كل من كوستاريكا (في المرتبة الثانية عشرة) والكويت (الثالثة عشرة في الترتيب العام والأولى عربياً).
ولم تتضمن هذه القائمة ايّاً من الدول ذات العدد الأكبر من السكان.
ووفقا للتقرير، "وحدهما هولندا وأستراليا من بين البلدان العشرة الأولى يفوق عدد سكانهما 15 مليون نسمة. ومن بين العشرين الأولى، فقط كندا والمملكة المتحدة يتجاوز عدد سكانهما 30 مليون نسمة".
أفغانستان ولبنان والأردن
وعانت أفغانستان ولبنان والأردن أكبر تراجع في مؤشر السعادة منذ مرحلة 2006-2010، فيما حققت صربيا وبلغاريا ولاتفيا أكبر تقدّم.
وحلّ لبنان في المركز ما قبل الأخير، وحلّ عربياً بعد الأردن (125) ومصر (127).
أثرياء لكن تعساء
التناقض الكبير في اليوم العالمي للسعادة هو م أظهرته دراسة سابقة أن أصحاب المليارات قد ينطبق عليهم وصف "أثرياء لكن تعساء"، وذلك لكونهم في الغالب لا يملكون أصدقاء في حياتهم الخاصة، نتيجة لعدم ثقتهم بأحد ولأنهم لا يأتمنون أحد من المحيطين بهم على أموالهم، مما يجعلهم يعيشون في عزلة ويشعرون بالوحدة وربما التعاسة في أغلب الأحيان.
الدراسة كشفت أيضًا أن الأثرياء في بريطانيا، خاصةً حديثي الثراء من المشاهير، والمشاهير الأثرياء في مجالات حددتها الدراسة مثل الأدب، يمتلكون يخوت فارهة وسيارات وطائرات خاصة، ورغم ذلك يبدو أنهم مثيرون للشفقة بسبب حالة الوحدة والعزلة التي يعيشونها، وقدمت الدراسة مثال على ذلك الكاتبة الشهيرة "جي كي رولينج" مؤلفة كتب هاري بوتر، والتي تعد أغنى روائية في العالم.
أيضا اشارت الدراسة، إلى أن أسباب التعاسة التي قد يشعر بها الأثرياء من هذه الطبقة رغم ما يتمتعون به من ثراء، هو أنه لا يحظى هؤلاء الأثرياء بمحبة الآخرين في أغلب الأحيان، وأنهم يعانون من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير بسبب عدة أسباب، منها عدم قدرة الأقرباء والأصدقاء القدامى على التواصل معهم.
أغنى رجل في العالم مكتئب!
على خلفية تعاسة الأثرياء اعترف رجل الأعمال الملياردير الأمريكي مالك منصة «x» إيلون ماسك المصنف أغنى شخص في العالم بأنه يعاني أحيانا من الاكتئاب، ما يضطره لتناول العقاقير التي تصنف على أنها مخدرات عامة.
وقال ماسك خلال لقاء صحفي «أحيانا يكون لدي نوع من الإرهاق الذهني، والشعور السلبي، كالاكتئاب الذي لا علاقة له بأي أخبار سلبية».
ووفقاً له، فإن تناول مخدر الكيتامين يساعده في هذه الحالة لأنه «يعمل عادة 16 ساعة في اليوم».
وأضاف ماسك «الكيتامين مفيد لإخراج الشخص من الحالة الذهنية السلبية، وكذلك لتعزيز صحته العقلية».
وينتمي كيتامين إلى مجموعة من العلاجات تسمى المخدرات العامة، إذ يُستخدم في التخدير العام للمرضى قبل وأثناء العمليات الجراحية أو في بعض الإجراءات الطبية المؤلمة إذ يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي.
عن اليوم العالمي للسعادة
اليوم العالمي للسعادة هو ذكرى سنوية يحتفل بها المجتمع الدولي في 20 مارس، بعد أن اعتمدته الأمم المتحدة رسميا.
وذلك خلال دورتها السادسة والستين التي أقرت بها هذا اليوم من كل عام ليكون يوما دوليا للسعادة.
أسباب اختيار 20 مارس يوما عالمي للسعادة
بحسب الموقع الرسمي لهيئة الأمم المتحدة، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب القرار رقم 281/66 الصادر في تايرخ 12 تموز/يوليو 2012، تخصيص يوم 20 آذار/مارس كيوم دولي للسعادة تحتفل به الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها سنويا.
ويأتي هذا الاعتراف استجابةً من الجمعية العامة للأمم المتحدة لأهمية السعادة والرفاهية كقيمتين عالميتين يسعى البشر في كل مكان لتحقيقهما، ولما لهما من أهمية في سياق الأهداف السياسية العامة التي تأتي في مقدمة اعمال الهيئة الدولية.
وبالإضافة إلى ذلك، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة اتباع نهج شامل وعادل للنمو الاقتصادي يعزز التنمية المستدامة ويحقق القضاء على الفقر، كأحد الوسائل الأساسية التي يجب اتباعها بهد أن تعم السعادة والرفاهية بين جميع الأفراد والمجتمعات في أنحاء العالم.
ووفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، هذا القرار تم اتخاذه بناء على مبادرة من دولة بوتان، هذه الدولة تعتبر السعادة الوطنية أساساً للتقدم وذات سيادة على الناتج القومي الإجمالي وتتبع هذا النجم منذ مطلع السبعينيات.
وقد اعتمدت دولة بوتان هدف السعادة الوطنية كتوجه قومي ذو سيادة على الناتج القومي الإجمالي كمعيار للرفاهية بين مواطنيها، وقد سعت لتعميم هذا النوع من السياسة بين عدد مختلف من دول العالم لتعميم ثقافة نشر السعادة بين الأفراد وتدعيم سبل نشرها بين المجتمعات كهدف رئيسي تعمل على تحقيقه الدول.
وفي إطار فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة، نظمت بوتان اجتماعًا رفيع المستوى بعنوان "السعادة والرفاهية: تحديد نموذج اقتصادي جديد"، وترتب على الاجتماع اقرار اليوم العالمي للسعادة في 20 مارس من كل عام.
كما اتبعت الجمعية العامة للأمم المتحدة سياسة اصدار ما يعرف بـ تقرير السعادة العالمية من كل عام في التاريخ نفسه، ومن خلاله تكشف عن تقييماتها لمؤشرات السعادة بين المجتمعات المختلفة.
وحين صدر القرار في تاريخ 28 يونيو 2012، خلال فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي كانت بعنوان "السعادة ورفاهية المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث"، أشار الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك القوت، بان كي مون، إلى أهمية تبني العالم لنموذج اقتصادي جديد يسعى لتحقيق التوازن بين عناصر الاقتصاد الثلاثة الأساسية، وهي التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية، وحماية سلامة الفرد والبيئة.
كما أشار بان كي مون إلى أن هذا النموذج الاقتصادي الجديد يجب أن يسهم في تعريف مفهوم السعادة العالمية في السنوات المقبلة.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز