لماذا تتوقع "الطاقة الدولية" انخفاضا قياسيا للطلب على النفط؟
الطاقة الدولية تقول إن الطلب على النفط ما زال يتجه لتسجيل انخفاض قياسي في 2020، وقلصت توقعاتها للانخفاض مستندة لتخفيف إجراءات العزل
قالت وكالة الطاقة الدولية، الخميس، إن الطلب على النفط ما زال يتجه لتسجيل انخفاض قياسي في 2020، لكنها قلصت توقعاتها للانخفاض مستندة في ذلك إلى تخفيف إجراءات العزل العام.
أضافت الوكالة في تقريرها الشهري أن من المتوقع أن ينخفض الطلب 8.6 مليون برميل يوميا، لتقلص بذلك تقديرها بواقع 690 ألف برميل يوميا.
- السعودية والإمارات والكويت.. تخفيضات طوعية لإعادة التوازن لسوق النفط
- المزروعي: الإمارات تخفض إنتاج النفط 100 ألف برميل يوميا في يونيو
وقالت الوكالة التي مقرها باريس إن نحو 2.8 مليار شخص سيعيشون في ظل إجراءات عزل عام تهدف إلى احتواء فيروس كورونا بحلول نهاية مايو/أيار الجاري، انخفاضا من 4 مليارات في أبريل/نيسان الماضي.
وعزت الوكالة خفض التوقعات أيضا إلى حركة تنقل أقوى من المتوقع في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكذلك ارتفاع الطلب الصيني مع تعافي البلاد من تفشي الفيروس.
وقالت الوكالة "النشاط الاقتصادي بدأ تعافيا تدريجيا لكن هشا. على الرغم من ذلك تظل هناك حالة كبيرة من الضبابية. على رأسها ما إذا كانت الحكومات تستطيع تخفيف إجراءات العزل العام بدون أن يؤدي ذلك إلى ظهور حالات تفش جديدة لكوفيد-19".
الإنتاج خارج أوبك
وسجلت دول منتجة، خارج ما يعرف بمجموعة أوبك+، بقيادة الولايات المتحدة وكندا انخفاضا في الإنتاج بنحو 3 ملايين برميل يوميا في أبريل/نيسان الماضي مقارنة مع بداية العام.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تكون الولايات المتحدة بنهاية العام الجاري أكبر مساهم منفرد في خفض الإمدادات، بتراجع قدره 2.8 مليون برميل يوميا على أساس سنوي.
وقالت الوكالة "برهنت قوى السوق على مدى تأثيرها على جانب الإمدادات وأظهرت أن المعاناة الناجمة عن انخفاض الأسعار تلحق الضرر بكافة المنتجين".
وقالت الوكالة في أحدث تقرير شهري لها للسوق إن إنتاج النفط العالمي خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ينخفض أسرع مما كان متوقعا، وفي مقدمته الإنتاج الأمريكي.
وبحسب التقرير الشهري للوكالة فإن الإنتاج من خارج أوبك انخفض في أبريل/نيسان بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر نفسه العام الماضي. وسوف ينخفض بمقدار غير مسبوق يبلغ 6.7 مليون برميل يوميا خلال الفترة من مارس/أذار حتى يونيو/حزيران المقبل.
ويأتي معظم الانخفاض مدفوعا بوضع الولايات المتحدة، التي سوف ينخفض إنتاجها أكثر من أي منتِج رئيسي آخر، وأيضا مدفوعا بوضع كندا. ومن المتوقع تسجيل انخفاضات أخرى في مايو/أيار الجاري، وفقا للتقرير.
وقالت الوكالة إن "انخفاض الطلب والأسعار يجبر المنتجين في أنحاء العالم على وقف الإمدادات بشكل أسرع مما توقعه أي شخص".
وفي الشهر الماضي، اتفقت أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في شهري مايو/أيار الجاري ويونيو/حزيران المقبل، وهو خفض إنتاجي قياسي.
تخفيضات طوعية من السعودية والإمارات والكويت
وخفضت شركة أرامكو السعودية إنتاجها من البترول الخام، لشهر يونيو/حزيران المقبل، بكمية إضافية طوعية تبلغ مليون برميل يومياً، تُضاف إلى التخفيض الذي التزمت به السعودية في اتفاقية أوبك+ الأخيرة، في 12 أبريل/نيسان 2020.
وبهذا سيكون حجم التخفيض الذي ستلتزم به المملكة، قياساً على معدل إنتاجها في أبريل/نيسان الماضي، نحو 4.8 مليون برميل، وبالتالي سيكون إنتاجها لشهر يونيو/حزيران، بعد الخفضين الأساس والطوعي، 7.492 مليون برميل.
ووجّهت وزارة الطاقة السعودية الشركة إلى السعي لخفض إنتاجها في شهر مايو/آيار الجاري، عن المستوى المستهدف وهو 8.492 مليون برميل، بالتوافق مع عملائها.
وانضمت الإمارات إلى مبادرة التخفيض الطوعي لإنتاج النفط حيث قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، إن بلاده ستخفض بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا لشهر يونيو/حزيران المقبل، وذلك دعما لجهود السعودية لإعادة التوازن لسوق النفط العالمي.
أضاف في تصريح له أنه بعد أن زاد سقف إنتاج دولة الإمارات من النفط عن 4 ملايين برميل يوميا في شهر أبريل/نيسان قامت الدولة دعما لاتفاقية "أوبك بلس" بالالتزام بالحصة المقررة.
من جهتة أعلن خالد الفاضل وزير النفط الكويتي أن بلاده ستخفض إنتاج النفط بمقدار 80 ألف برميل يوميا إضافية في يونيو/ حزيران المقبل، فوق التزامها بموجب اتفاق أوبك+.
وحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، قال الفاضل إن هذا التخفيض الطوعي في الإنتاج يأتي تأييدا من الكویت لجھود السعودیة في "إعادة الاستقرار والتوازن" لأسواق النفط.
توقعات بخفض إضافي
وتوقع خبراء بنك الاستثمار الأمريكي جيه بي مورجان استمرار السعودية في سياسة خفض إنتاج النفط بهدف تحقيق التوازن في سوق الخام العالمية، ليصل الخفض إلى حوالي 6 ملايين برميل يوميا مقارنة بمستوى الإنتاج في أبريل/نيسان الماضي.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن كريستيان ميلك رئيس إدارة أبحاث النفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الأمريكي إن السعودية ستخفض إنتاجها مجددا، مضيفا أنها لن تكون مفاجأة إذا وصلت تخفيضات السعودية إلى 6 ملايين برميل في اليوم.
ويتوقع المحلل الأمريكي أن تزيد حصة السعودية من سوق النفط الخام العالمية بمرور الوقت على حساب منتجي الزيت الصخري والدول النفطية الأخرى التي اضطرت إلى خفض إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج بسبب انهيار الأسعار.