شركات النفط العالمية تهدد التزام العراق باتفاق أوبك+
الخفض المستهدف في إنتاج العراق النفطي بموجب اتفاق أوبك+ لخفض الإمداد يبلغ 1.06 مليون برميل يوميا خلال شهري مايو ويونيو
يواصل العراق خفض إنتاجه من النفط استجابة لاتفاق مجموعة أوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدأ بالفعل عقد اتفاقات مع العديد من الشركات النفطية الكبرى لخفض الإنتاج.
وخفض العراق إنتاجه النفطي بنحو 700 ألف برميل يوميا، وهو ما يقل بمقدار الثلث عن المطلوب بموجب اتفاق إمدادات أوبك+، ولا تزال المفاوضات سارية لإقناع شركات عالمية كبرى تدير حقوله الضخمة بالموافقة على تعميق التخفيضات.
وقال مسؤولو نفط عراقيون، الأربعاء، إن العراق اتفق مع شركات النفط العالمية التي تدير حقوله النفطية الجنوبية العملاقة الخمسة على خفض 300 ألف برميل يوميا.
وقالوا إنه سيخفض أيضا الإنتاج من حقول أخرى يديرها بمفرده، مما يرفع إجمالي التخفيضات إلى ما يقل قليلا عن 700 ألف برميل يوميا.
يبلغ الخفض المستهدف في إنتاج البلاد النفطي بموجب اتفاق أوبك+ لخفض الإمداد 1.06 مليون برميل يوميا في مايو أيار ويونيو حزيران.
واتفقت أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، الشهر الماضي على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهو مستوى خفض لم يسبق له مثيل.
يأتي الاتفاق مع شركات النفط الكبرى بعد ما وصفه مسؤولون عراقيون بأنه "موقف دفاعي" من جانب شركات النفط العالمية التي تشغل الحقول الجنوبية في العراق.
ويشير رفض شركات النفط الكبيرة خفض المزيد من الإنتاج إلى الصعوبات التي تواجه العراق في الالتزام بشكل كامل باتفاق أوبك+ لخفض إمدادات الخام.
وقال مسؤولان عراقيان كبيران مشاركان في المحادثات مع الشركات الأجنبية إنهم اضطروا للموافقة على هذا الاتفاق لتجنب الدفع للشركات مقابل خفض الإنتاج.
وقال مسؤول كبير في شركة نفط البصرة مطلع بشكل مباشر على المناقشات مع شركات النفط "قبلت الشركات خفض نحو 300 ألف برميل يوميا، وهو ما يعتبر رمزيا".
وفي السياق نفسه قال مسؤول كبير آخر في الشركة طلب أيضا عدم ذكر اسمه "نحن في موقف حرج، حيث لا نستطيع ممارسة المزيد من الضغط على الشركات الأجنبية، وفي الوقت نفسه، يتعين أن نلتزم باتفاق أوبك الذي يصعب جدا تنفيذه بشكل كامل".
وأضاف "نحن متفائلون بأن أوبك وبقية المنتجين سيتفهمون موقف العراق عندما نجتمع في الشهر المقبل".
وقالت مصادر مطلعة بالقطاع إن عميل أوروبي واحد على الأقل وعميلين آسيويين سيتلقون إمدادات نفط أقل من العراق في يونيو/حزيران نظرا لأن ثاني أكبر منتج في أوبك يخفض إنتاجه.
وستنخفض مخصصات شركة النفط الأوروبية الكبرى توتال من خام البصرة بأكثر من 25% في يونيو/حزيران، وستحصل شركة بهارات بتروليوم الهندية على نفط أقل 25% من العراق.
وأبُلغت شركة جي.إس كالتكس الكورية الجنوبية بأنها ستحصل على نفط أقل في يونيو/حزيران.
يذكر أن أوبك قلصت اليوم الأربعاء توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام، وتنبأت بأن يشهد ربع السنة الجاري الانخفاض الأشد حتى مع تخفيف بعض الدول إجراءات العزل الرامية إلى وقف تفشي فيروس كورونا.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقريرها الشهري إنها أصبحت تتوقع انكماش الطلب العالمي 9.07 مليون برميل يوميا، أي بما يعادل 9.1%، في 2020. وفي الشهر الماضي، توقعت أوبك انكماشا بمقدار 6.85 مليون برميل يوميا.