تقول "أم الإمارات" .
سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة: "إن الأسرة في فكرنا هي أساس المجتمع، واللبنة الأولى في بنيانه ومصدر سعادته وتقدمه ونمائه، وهي المجال المهم والملائم، الذي تتشكل فيه رؤيتنا لأنفسنا ولدورنا في المجتمع والوطن والعالم، وهي مصنع الأجيال والأساس المتين لتكوين رأس المال البشري في المجتمع، والأسرة القوية هي المتطلب الأساسي للمجتمع القوي والناجح".
لقد شهد مجتمع الإمارات تحولات كبيرة وسريعة، خلال العقود الخمسة الماضية، ازدادت وتيرتها في السنوات الأخيرة، وكان لهذه التحولات أسبابها الداخلية والخارجية، كما كانت لها آثارها الواضحة على مختلف أبنية المجتمع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكانت «الأسرة» من أكثر المؤسسات، التي تأثرت بهذه التحولات.
وكما هو معلوم، فإن الأسرة هي الوحدة البنائية في المجتمع، وهي نواته التي يتشكل منها، حيث تتولى وظائف عدة، من أهمها، تنشئة الأبناء وتربيتهم ورعايتهم، حتى دخولهم مراحل التعليم المختلفة، ومن بعد ذلك يدخل المجتمع ليشارك الأسرة في العملية التربوية؛ لذا نجد أن دستور دولة الإمارات نص في المادتين 15 و16، على أهمية الأسرة في المجتمع، الذي عليه أن يرعاها، ويحافظ على تماسكها ونسيجها الاجتماعي.
وانطلاقاً من تلك الأهمية، حرصت الدولة على تماسك الأسرة وضرورة حماية أفرادها، خصوصاً في عصر العولمة والفضائيات المفتوحة، واعتماد بعض الأسر على العمالة المساعدة، والاستعانة بالأجنبيات في تربية الأبناء، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول أنماط مختلفة من الثقافات الوافدة على أبنائنا.
إن حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز الأول عربياً، ضمن أفضل الدول لرعاية الأسرة لعام 2019، يأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تحرص على الاهتمام بالأسرة، كونها المحور الرئيس في عملية التنمية الاجتماعية، وكونها حاضناً أول للنشء المعول عليهم في بناء الوطن، والمشاركة في منظومة تطوره وحراكه الاجتماعي.
وهذا ما أكدته القيادة الرشيدة، ويعكسه ما حصلت عليه الإمارات عربياً من مركز مشرف لرعاية الأسرة، وهو دلالة مؤكدة على ثمرة الجهود، التي توليها قيادتنا لرعاية الأسرة وحمايتها، إدراكاً منها لكونها اللبنة الأساسية، والمحور الرئيس للتنمية الفعالة المستدامة.
ولا ننسى جميعاً الدور المهم لـ«أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في رعاية الأسرة وتمكينها في المجتمع الإماراتي، وذلك باستمرار توجيهاتها السامية بضرورة تطوير الخدمات التي تقدم للأسرة بكل أفرادها، وبما يحقق لهم المنفعة، ويسهم في الوصول إلى جيل مستنير، وعلى وعي تام بمسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه، من خلال أسرة تؤمن بأهمية الأدوار التي يلعبها كل أفرادها، وتسعى إلى تذليل الصعوبات، التي قد تواجه الأبناء وتؤثر في مستقبلهم.
لقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 سنة دولية للأسرة، وفي ذلك اعتراف من المجتمع الدولي بأهمية الأسرة ومكانتها في الحفاظ على تماسك المجتمعات الإنسانية، لضمان استقرارها وبقائها.
وإدراكاً لأهمية الوظائف البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية، التي تعزز مكانة الأسرة في المجتمع؛ فإن الأسرة بجميع المقاييس تعتبر «خط الدفاع الأول» لحماية المجتمع من كل العوامل، التي تهدد أمنه واستقراره، فإذا انهار البناء الأسري، فإن البناء الاجتماعي سيصاب بالتفكك.
ولقد شاركت الإمارات دول العالم احتفالها باليوم العالمي للأسرة، الذي يصادف في الـ15 من مايو في كل عام، تأكيداً على الدور الفاعل والمحوري للأسرة «كونها لبنة أساسية في كيان ونسيج المجتمع، لتسليط الضوء على ما توفره الدولة من رعاية، لضمان استقرار الأسر وحمايتها».
إن رياح العولمة وتداعياتها، وتأثير الإعلام السلبي بمختلف وسائطه؛ المقروء والمسموع والمرئي، ومعها وسائل التواصل الاجتماعي، بما جلبته من السلبيات، كلها مؤثرات أخذت تلقي بثقلها على الأسرة، فأصبحت الأسرة العربية في مواجهة حقيقية مع سيل من التحديات، التي لحقت بمنظومة القيم والعادات والتقاليد العربية والإسلامية، ما زاد من المشكلات الأسرية.
ويأتي الاحتفاء هذا العام «بيوم الأسرة العالمي»، بعد أن استطاعت الأسرة في دولة الإمارات أن تتكاتف في صف واحد مع توجيهات القيادة الرشيدة في التصدي لجائحة "كورونا"، من خلال الالتزام بالنهج الاحترازي المنضبط، حتى استطاعت أن تجعل أرض الدولة آمنة مستقرة، متعافية تدريجياً، بعون الله وفضله، كي تستمر مسيرة التطور والتنمية.
ويستمر النهج الاحترازي والعلمي المنضبط لمكافحة الوباء، لأن الأسرة بثباتها وتماسكها وإرادتها وعزيمتها دليل على نجاح وصحة وبقاء المجتمع بأسره. عافاكم الله جميعاً.
نقلا عن البيان الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة