"صحة الدولي لطب الأطفال" بأبوظبي يناقش الأمراض الوراثية
إحدى جلسات المؤتمر في يومه الثاني ناقشت الحالات التي يتعامل معها أطباء الأطفال في أقسام الطوارئ في المستشفيات
يناقش المشاركون في مؤتمر صحة الدولي الـ14 لطب الأطفال، الذي تنظمه شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، العديد من الموضوعات الطبية في مجال علاج أمراض الأطفال، وبالأخص الأمراض الوراثية التي تحرص دولة الإمارات على الحد من انتشارها، خاصة تلك الناجمة عن زواج الأقارب.
وتعمل شركة "صحة" على تثقيف أفراد المجتمع للحد من انتشار الأمراض الوراثية، من خلال مخاطبة الناس بما يناسبهم، وتوفير المعلومة بشكل صحيح وإيصالها للفئة المستهدفة، حتى يسهموا في الحد من انتشار الأمراض الوراثية التي تعد تكلفتها عالية جداً.
وأكد الدكتور أنور سلام، المدير التنفيذي لدائرة الشؤون الطبية والفنية في شركة "صحة" رئيس المؤتمر، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تحرص على أن يتمتع جميع سكان أبوظبي بأرقى مستويات الرعاية الصحية، وتسخّر كل الإمكانيات لتوفير رعاية صحية رفيعة المستوى لأبناء الإمارات.
وقال في تصريحات على هامش المؤتمر الذي يختتم، السبت، إن مؤتمر صحة الدولي الـ14 لطب الأطفال يعد منصة مهمة للكوادر الطبية والفنية الإماراتية، للتطور وصقل قدراتهم، من خلال الاستفادة من الأبحاث التي يتم استعراضها في المؤتمر وورش العمل والمحاضرات التي تقدم خاصة من قبل خبراء يعملون في مستشفيات أطفال عالمية مرموقة، تشارك في المؤتمر.
من جانبه، قال الدكتور صادق محمد الشريف، استشاري طب الأطفال رئيس أقسام الأطفال بمستشفى العين، التابع لشركة "صحة"، إن اليوم الثاني للمؤتمر شهد تنظيم 3 جلسات رئيسية، وورش عمل مصاحبة تركزت حول المستجدات في علاج أمراض الأطفال، خاصة المستجدات في طب الجهاز الهضمي عند الأطفال، وضمور العضلات الشوكي، وطب العيون للأطفال، والتهاب المفاصل مجهول السبب للأحداث.
وسلّطت الدكتورة شيخة الشحي، طبيبة أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة "صحة"، الضوء على نمط المقاومة للميكروبات في عدوى المسالك البولية عند الأطفال، فيما تحدثت الدكتورة مها عباس عن عبء مرض الإنفلونزا في قسم مرضى طب الأطفال في مستشفى "المفرق".
وناقشت إحدى جلسات المؤتمر في يومه الثاني الحالات التي يتعامل معها أطباء الأطفال في أقسام الطوارئ في المستشفيات، ومن أبرزها انسداد مجرى الهواء عند الأطفال، وحالات طوارئ الأورام، وحالات الطوارئ الأيضية لدى الأطفال.
أما الدكتور عبدالعلي الدبوسي، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم الأطفال في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، التابعة لشركة "صحة"، فقد تحدث في محاضرته أمام المؤتمر حول الأمية الإحصائية عند الأطباء، والمتمثلة في سوء فهم الأطباء لنتائج الفحوصات الطبية.
وقال إن السبب في انتشار الأمية الإحصائية عند أطباء الأطفال يعود لقلة التدريب، وعدم تقديم المعلومات الإحصائية بطريقة شفافة تساعد المريض على فهم حالته، مشيراً إلى أن هذه الأمية غالباً ما تمنع التواصل الفعال بين الطبيب والمريض.
وقدم الدكتور روبرت جراهام، استشاري العناية المركزة للأطفال في مستشفى الأطفال في بوسطن الأمريكية، وعضو مشارك في قسم طب الرعاية الحرجة وأستاذ مشارك في طب التخدير في كلية هارفرد الطبية الأمريكية، خلاصة تجاربه وأبحاثه المهمة في علم الجينات، خاصة حول أحد الأمراض النادرة التي تصيب الأطفال، وتؤثر على الجهاز العصبي لديهم، وتسبب إعاقة في الحركة والتنفس.
وقال إن هذا المرض لم يتوفر له أي علاج عند اكتشافه، وكان يكتفى بوضع الطفل المصاب على جهاز التنفس حتى الوفاة، ولكن بفضل الأبحاث التي أجريت تم اكتشاف علاج لهذا المرض من خلال التعرف على الجين المسؤول عنه، إذ توصل العلماء إلى دواء يقوم بإصلاح الشيفرة الجينية، ومن ثم توصلوا إلى دواء آخر يقوم باستبدال الجين.
وأضاف جراهام أن الدواء الأول الخاص بإصلاح الجين تمت الموافقة عليه من قبل مؤسسة الدواء والغذاء الأمريكية "FDA" عام 2016 وبدأ استخدامه وكانت له نتائج إيجابية وتأثير كبير جداً على منع حدوث المرض في حالات الولادة الجديدة، كما أدى إلى تحسن في الحالات المصابة واستقرار هذه الحالات، ومنع تطور المرض.
وأكد أهمية أخذ العلاج فور الولادة مباشرة حتى يتم منع ظهور الأعراض، ويستخدم هذا الدواء عن طريق إعطاء المريض حقنة في العمود الفقري كل 4 أسابيع.
وأوضح أنه منذ اكتشاف الدواء تم علاج 10 آلاف طفل على مستوى العالم، وتم شفاء جميع الحالات بنسب متفاوتة، حيث كانت جميع الحالات يتم تحويلها إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
وقال الدكتور روبرت جراهام إن هذا العلاج متوفر منذ عامين في دولة الإمارات، ويتم علاج الأطفال المصابين بهذا المرض النادر في مستشفيات شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" وبنجاح تام.
أما الدواء الجيني الأحدث الذي تم اكتشافه لعلاج المرض النادر الذي يصيب الجهاز العصبي لدى الأطفال حديثي الولادة فيقوم بتغيير الجين من خلال إزالة الجين المصاب بجين آخر سليم، ويتم إعطاؤه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، وحقق نتائج إيجابية مهمة، وتمت الموافقة عليه من قبل مؤسسة الدواء والغذاء الأمريكية "FDA" في شهر مايو/أيار من عام 2019.
وأكد الدكتور جراهام أنه كلما كان اكتشاف المرض مبكراً كانت النتائج أفضل، حيث تم علاج 10 حالات حتى الآن باستخدام هذا الدواء، وإحدى هذه الحالات هي طفل إماراتي تم تحويله من مستشفى العين بعد تشخيص المرض من قبل الدكتور طارق العزاوي وهو في عمر 7 أشهر، حيث تلقى العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى 5 أشهر، وتحسنت حالته وأصبحت مستقرة، وهو يبلغ من العمر حاليا عاما واحدا.
ويشارك في المؤتمر نحو 75 من الاستشاريين والمختصين في طب الأطفال من دولة الإمارات والعالم، ويحضره نحو 1000 مشارك، وهو معتمد بواقع 23 ساعة تعليم مستمر من قبل مجلس الاعتماد الأوروبي لمواصلة التعليم الطبي.
ويهدف إلى مواكبة التطورات وتبادل الخبرات في مجال طب الأطفال، ونقل المعرفة من أعرق مستشفيات طب الأطفال في الولايات المتحدة وبريطانيا إلى أطباء الأطفال في الإمارات.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg
جزيرة ام اند امز