اليوم العالمي لمحو الأمية.. أساليب مبتكرة تتحدى كورونا
اليوم العالمي لمحو الأمية احتفالية تقيمها يونيسكو سنويا منذ عام 1966 بهدف التذكير بأهمية محو الأمية كمسألة كرامة وحقوق الإنسان.. طالع التفاصيل
تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) اليوم العالمي لمحو الأمية، الثلاثاء، تحت عنوان "محو الأمية تعليما وتعلما في أثناء كوفيد-19"، مع التركيز على دور المعلمين وتغيير طرق التدريس، وتسليط الضوء على تعلم القراءة والكتابة من منظور التعلم مدى الحياة.
وتقام الاحتفالية الدولية سنويا منذ عام 1966، بهدف التذكير بأهمية محو الأمية كمسألة كرامة وحقوق الإنسان، وتعزيز أجندة محو الأمية نحو مجتمع أكثر معرفة بالقراءة والكتابة.
وقالت يونسكو إن اليوم العالمي لمحو الأمية يقام هذا العام وسط وجود ما لا يقل عن 750 مليون شاب غير قادرين على القراءة والكتابة و250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية.
وفي ظل جائحة كورونا علقت العديد من البلدان برامج محو أمية الكبار الموجودة بالفعل، مع استمرار عدد قليل من الدورات عبر التلفزيون والراديو أو في الهواء الطلق المساحات.
وكانت هناك برامج لمحو الأمية الدولية تحدت الجائحة العالمية، وتغلبت على اضطرابات تعلم القراءة والكتابة التي أفرزتها أزمة "كوفيد-19".
برنامج الأردن
منذ بداية أزمة كورونا، أطلق برنامج "نحن نحب القراءة" (WLR) من الأردن خطة محددة باسم "نحن نحب القراءة لـCORONA"، تدور حول المتطوعين المحليين الذين يقرأون بصوت عالٍ للأطفال في أحيائهم أو في المنزل في سياق "كوفيد-19".
وحصل البرنامج على جائزة اليونسكو الملك سيجونج لمحو الأمية في عام 2017، ومنذ ذلك الحين استمر في الوصول إلى الأطفال في 55 دولة حول العالم.
الأردنية رنا دجاني، مؤسسة البرنامج، قالت إن "القراءة بصوت عال هي وسيلة لتحفيز الأطفال على حب القراءة، وبهذه الطريقة يصبحون متعلمين مدى الحياة".
وأضافت: "كل هذه الفوائد تصبح مهمة بشكل خاص عندما يتعرض التعليم للخطر. تصبح القراءة من أجل المتعة عنصرًا نائبًا حتى يعود التعلم إلى طبيعته، وربما تكون هي الطريقة الوحيدة للتعلم خلال هذه أزمة كورونا".
"نحن نحب القراءة" برنامج مجتمعي شعبي يعمل على تعزيز حب القراءة بين الأطفال والشباب، وتمكينهم ليصبحوا صانعي التغيير من خلال القراءة بصوت عالٍ في مجتمعاتهم، فضلا عن خلق المرونة بين الأطفال والشباب والكبار عبر القراءة.
وتضمنت المبادرات الأخرى للبرنامج أثناء أزمة الفيروس العالمي نشر كتب صوتية ومدرسية مجانية عبر الإنترنت باللغتين الإنجليزية والعربية؛ تسجيلات سفراء WLR يقرؤون القصص بصوت عالٍ، وسفراء من البرنامج ينشرون رسائل ملهمة على وسائل التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم للإدلاء بشهاداتهم حول كيفية تعاملهم مع الأزمة.
قاموس إندونيسيا
في العاصمة الإندونيسية بالي، كما هو الحال في معظم الأماكن حول العالم، أغلقت المدارس منذ ظهور وباء كورونا، ما أدى إلى الحد من التعلم بشكل مفاجئ.
لكن برنامج BASAbali Wiki، الذي يتحدث بأكثر من 700 لغة، حاول التغلب على الأزمة بإنتاج وتوزيع الكتب المفضلة للأطفال مثل مغامرات الأبطال الخارقين، في محاولة لتخطي تحديات الإغلاق ونقص الاتصال بالإنترنت.
وحصل برنامج "باسا بالي ويكي" على جائزة اليونسكو لمحو الأمية عام 2019، وهو أداة قاموس رقمية تم إنشاؤها للحفاظ على اللغات المحلية في إندونيسيا وتعزيز التنوع اللغوي.
ووفقًا لمؤسسة البرنامج أليسا ستيرن، فإن الجائزة تدعم رسالة مهمة مفادها أن القراءة واللغات المحلية مهمة، مشيرة إلى أن 10% من لغات العالم موجودة في إندونيسيا، لذا فإن الاعتراف بأن تنوع الثقافات واللغات لا يقل أهمية عن تنوع الأنواع.
قبل الإغلاق وبدعم من الحكومة و250 مدرسًا في بالي، روج البرنامج لكتب الأبطال الخارقين لتعليم الكتابة الإبداعية وتشجيع متعة القراءة بين الأطفال والشباب، وخلال الجائحة جمع الأموال لتسليم كتب الأبطال الخارقين هذه للأطفال في المجتمعات النائية والفقيرة.
وقالت ستيرن: "بهذه الطريقة لن يكون لدى الأطفال ما يقرأونه فحسب، بل سيكون لديهم كتب باللغات المحلية والوطنية والدولية كتبها مؤلفون ورسامون محليون بوعي محلي".
عبر تحدي أطلقه البرنامج، فإن الأطفال والشباب مدعوون للتنافس ضد بعضهم عبر الإنترنت عن طريق إضافة جمل إلى قاموس wiki البالي-الإندونيسي-الإنجليزي.
واختتمت ستيرن: "سيكون التحدي الجديد مسابقة كتابة مقال. الآن أكثر من أي وقت مضى نحن مترابطون ونحتاج إلى معالجة هذا الوباء معا".
نموذج الكونغو
أطلق تجمع "ألفا أوجوفي" في الكونغو الديمقراطية خطة لمواجهة تحديات كورونا والتكيف معها، تستند لاتخاذ تدابير توفر الحماية للأطفال أثناء الجائحة بالتزامن مع مواصلة تعلم القراءة والكتابة في أشكال أخرى.
التجمع الذي يعرف اختصارا بـCAU حاز جائزة يونسكو "كونفوشيوس" لمحو الأمية عام 2011، عن برنامجه "محو الأمية للتعايش السلمي بين المجتمعات والحكم الرشيد"، ويهدف إلى التدريب على تقنيات محو الأمية وتطوير التنسيق بين المراكز المخصصة للأزمة والإشراف على عملها.
أزمة "كوفيد-19" وضعت أطفال الكونغو والبرنامج في موقف ضعيف، لكن الأخير لم يستسلم إذ وظف الإجراءات الاحترازية لاستكمال الصفوف الدراسية في ظل الجائحة.
ديوداتا بونزيجي، الأمينة التنفيذية لتجمع "ألفا أوجوفي"، قالت: "بالنسبة لمجموعات محو الأمية نتبع الإجراءات الوقائية التي تشجعها الحكومة، مثل غسل اليدين بانتظام واستخدام المطهرات وما إلى ذلك، ونقسم الفصول إلى النصف بنحو 15 متعلمًا على الأكثر".
وأضافت: "بدعم من أحد شركائنا، تستخدم مدارسنا كتبا تجعل أداء الواجب المنزلي ممكنا"، مشيرة إلى أن التحدي لا يزال قائما بالنسبة لمن هم في الشوارع.
وفي إطار مكافحة انتشار كورونا، تشرف CAU على 30 فتاة قاصر تعيش في شوارع مدينة جوما. تتم مرافقة الفتيات الصغيرات على المستويين الطبي والنفسي بهدف إدخالهن لاحقًا في مركز التعافي في مدرسة تابعة لـCUA.
واختتمت بونزيجي: "علينا الآن التفكير في تضمين استراتيجيات وقائية للحد من انتشار فيروس (كوفيد-19)".
حيلة كولومبيا
برنامج "Obras Escuela" الكولومبي واجه العديد من التحديات منذ ظهور فيروس "كوفيد-19"، ما صعب من دوره التعليمي لعمال البناء خاصة من تخطو 45 عاما.
وحصل البرنامج الذي أطلقه فرع أنتيوكيا الإقليمي لجمعية Camacol غير الربحية من كولومبيا على جائزة اليونسكو كونفوشيوس لمحو الأمية في عام 2019، ويهدف إلى منح عمال البناء الفرصة لتعلم القراءة والكتابة في أماكن عملهم.
ودفع إغلاق مواقع البناء بعد انتشار الفيروس العمال إلى التوقف عن تعلم القراءة والكتابة. علاوة على ذلك ونظرا لكونهم فوق 45 عاما وغير متعلمين رقميًا واجهوا صعوبات في استخدام الحلول الرقمية لتحل محل التعلم في الموقع.
البقاء على اتصال عبر الهاتف هي الحيلة التي لجأ إليها القائمون على البرنامج، فتواصل فريق من المعلمين مع العمال من خلال المكالمات لمساعدتهم على التعلم، وذلك بدعم من أسرهم.
قالت ماريا لوسيا فيليز، مديرة المسؤولية الاجتماعية للشركات في البرنامج، إنه كان من المشجع رؤية العائلات تدعم التطوير الأكاديمي للعمال، فمن خلال توجيه المعلمين والأسر يمكن للعمال مواصلة تعلمهم عبر متابعة بعض ورش العمل التي جرى تقديمها قبل الجائحة.
وأضافت: "ما كان ضروريًا من قبل مثل قرب المعلمين من طلابهم، يجب تغييره اليوم بسبب التباعد الاجتماعي. نحن بحاجة إلى تعزيز الاهتمام بالتعلم والتواصل مع الطلاب في أشكال أخرى مثل مقاطع الفيديو القصيرة والغنية بالمعلومات أو العينات الصوتية، حتى لا نوقف عمليات التعلم الخاصة بهم".
جرى تضمين برنامج "Obras Escuela" في استراتيجيات دعم التعليم المقترحة داخل كولومبيا خلال جائحة كورونا وما بعدها.
وقالت فيليز: "نعمل على تطوير عملية مراجعة المناهج وتكييف البرنامج لتقديمه إلى وزارة التربية الكولومبية كاقتراح لنموذج تعليمي مرن يتم تطبيقه على قطاع البناء، ومن خلاله يمكننا الوصول إلى عدد كبير من الناس والحد من الأمية داخل الدولة".
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز