مهاجرون قبالة سواحل ليبيا.. أحلام غارقة في المتوسط
تضاربت الأرقام حول أعداد المهاجرين الذين اعترضتهم ليبيا، وأعادتهم لشواطئها أمس، إلا أن مصيرا واحدا سيكون خاتمة لرحلة "أليمة" لم تكتمل.
ففيما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، إن خفر السواحل الليبي اعترض أكثر من 700 مهاجر أمس، لم تكشف السلطات الليبية النقاب إلا عن 291 مهاجرًا، قالت إنها تمكنت من إنقاذهم.
مصير مشابه
وأكدت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة صفاء مسيهلي، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، غرق ما لا يقل عن خمسة أشخاص، بينهم طفل عندما انقلب قاربهم، مشيرة إلى أن الصيادين أحضروا الناجين إلى الشاطئ.
وأشارت إلى أن المهاجرين سيواجهون مصيرًا مشابهًا لمصير آلاف الأشخاص المستضعفين الآخرين الذين يحاولون الفرار من البلاد: الاحتجاز والابتزاز والانتهاكات.
إعادة المهاجرين
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان القوات البحرية الليبية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الزورق (فزان) تمكن من إنقاذ 291 مهاجرًا من جنسيات أفريقية وعربية وآسيوية، كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن زورق مطاطي.
وأوضح أنه فور إتمام عملية الإنقاذ تم إنزال المهاجرين في (نقطة إنزال قاعدة طرابلس البحرية) ونقلهم جميعا إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، والذي "سيتولى عملية رعايتهم وإتمام إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم سالمين".
خسائر الأرواح
بدوره، عبر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، فيديريكو صودا، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن قلقه من تزايد انطلاق قوارب الهجرة من ليبيا، وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح جراء غرق المهاجرين.
الملاذ الأخير.. لجنة حقوقية ليبية تدافع عن أطفال مراكز الاحتجاز
وقال المسؤول الدولي، إنه لا يمكن تجاهل الأوضاع، مطالبًا الدول بضرورة أن تفي بمسؤولياتها وتعيد نشر سفن البحث والإنقاذ.
وكانت البحرية الليبية، أعلنت الأسبوع الماضي إنقاذ 172 مهاجرًا أفريقيًا شمال مدينة الزاوية، غربي ليبيا، كانوا في طريقهم لأوروبا على متن زورق مطاطي.
ظروف مروعة
وكانت منظمات أممية ودولية أعربت مرارا عن تنديدها لإعادة المهاجرين إلى ليبيا، حيث سيتم احتجازهم في ظروف مروعة، فضلا عن معاناتهم هناك بسبب الحرب وضعف إمكانية وصولهم للخدمات الأساسية.
وسبق وأن أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن ارتفاع كبير بأعداد المهاجرين المغادرين للسواحل الليبية مؤخرا، حيث تم تسجيل اعتراض وإعادة حوالي سبعة آلاف مهاجر منذ مطلع العام الجاري.
إنقاذ 100 مهاجر قبالة سواحل ليبيا.. وفقدان 20
ومنذ اندلاع أزمة الهجرة في 2015، غرق الآلاف على طول طريق المتوسط، كما تم اعتراض آخرين وإعادتهم إلى ليبيا ليتم احتجازهم في مراكز تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة والبنى التحتية.
وكانت منظمات وهيئات حقوقية وإنسانية حذرت مرارا من تلك المراكز وآثارها الصحية والنفسية على المهاجرين فيها، وطالبت السلطات الليبية بالإفراج عن المهاجرين هناك.