خبيران: الجهود الدولية والإقليمية تقود لإنهاء الخلافات بالسودان
ومنذ توقف المفاوضات المباشرة بين المجلس والمعارضة، تواصلت الجهود الدولية لأجل تسوية الخلافات بين الطرفين، ودفعهما للتفاوض مرة أخرى.
أبدى خبيران سودانيان تفاؤلهما بنجاح الجهود الدولية والإقليمية المتلاحقة لمساعدة الأطراف المختلفة بالسودان، في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وحملهم إلى طاولة المفاوضات مجدداً، للتوصل إلى تسوية سياسية تنقذ البلاد من حافة الانهيار.
ومنذ توقف المفاوضات المباشرة بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وقوى الحرية والتغيير، في أعقاب فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني، تواصلت الجهود الدولية لأجل تسوية الخلافات بين الطرفين، ودفعهما للتفاوض مرة أخرى.
- آبي أحمد: الأطراف السودانية اتسمت بالمسؤولية خلال المناقشات
- بعد لقاء البرهان.. أبوالغيط متفائل بانتهاء الأزمة في السودان
جاء أبرز تلك الجهود الإقليمية، الوساطة التي تقدم بها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد؛ حيث زار الخرطوم الأسبوع الماضي، ويتوقع أن يعود مرة أخرى خلال أيام لمتابعة جهوده التي يأمل لها أن تتوج بتوصل الطرفين لاتفاق حول فترة الحكم الانتقالية.
وتواصلاً لتلك الجهود، وصل اليوم الأحد، العاصمة السودانية الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، لإجراء مباحثات مع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وممثلي القوى والحركات السياسية في السودان.
تفاؤل أبوالغيط
وأجرى أبوالغيط خلال زيارته مباحثات مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بعد أن تلقى شرحاً مفصلاً حول مجمل الأوضاع بالبلاد ورؤية المجلس وتواصله مع القوى السياسية السودانية، من أجل الوصول إلى توافق حول ترتيبات الفترة الانتقالية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريحات صحفية، إن الجامعة تهدف إلى التركيز على تأمين الاستقرار في السودان، والتوصل إلى توافق داخلي فيه.
وأضاف "أشعر من خلال ما استمعت إليه من رئيس المجلس بالاطمئنان والرضا والأمل بأن ينتهي الوضع في السودان، عبر التوصل إلى توافق ينقل هذا البلد من إلى مرحلة جديدة تؤمن لأبنائه ما يرغبون فيه من تحقيق للتنمية وحكم مستقر ومقبول من كل الشعب".
ولاقت الجهود الإقليمية والدولية للتوسط بين الأطراف بالسودان، دعماً دولياً أبرزه مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لوساطة آبي أحمد، التي تقدم بها نيابة عن مجموعة دول "إيجاد".
توقيت مناسب
الدكتور ياسر زيدان، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية، أعرب عن تفاؤله بنجاح الجهود الإقليمية والدولية في مساعيها نحو تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، وصولاً لتوقيع اتفاق حول حكومة تدير الفترة الانتقالية.
وقال زيدان لـ"العين الإخبارية" إن الجهود الإقليمية والدولية جاءت في وقتها، وذلك بعد أن انعدمت الثقة بين الطرفين وتعذر عليهما الجلوس في طاولة مفاوضات واحدة، رغم أن المفاوضات المباشرة بدون وساطات هي الأفضل، بحسب قوله.
وأضاف أن "الجهود والوساطات الإقليمية والدولية سبقت وساطات داخلية قادتها شخصيات سودانية وطنية، ربما ستكون نتائجها خير معين للوساطات الدولية والإقليمية".
ونبه زيدان إلى ضرورة أن تنتج تلك الوساطات والمجهودات الوطنية والإقليمية والدولية، اتفاقاً يقوم على مشروع وطني وليس على "حصص" وزارية وسيادية، لأن الأخير سيجعل من الفترة الانتقالية مسرحاً للمكايدات والمشاحنات السياسية بين الأطراف، عوضاً عن اتفاقهم على إنجاز المشروع الوطني.
والأسبوع الماضي وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم مسؤولان أمريكيان هما: تيبو ناجي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، ودونالد بوث، المبعوث الخاص للسودان، دفعت بهما الإدارة الأمريكية للوقوف على الأوضاع في السودان ومساعدة الأطراف للعودة سريعاً لطاولة المفاوضات وإنهاء الخلافات بالتوصل لاتفاق حول الحكم خلال الفترة الانتقالية.
وعقب إجرائهما مباحثات مع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، غادرا الخرطوم نحو أديس أبابا، لمقابلة رئيس الوزراء الإثيوبي، وناقشا معه ملف الأزمة السودانية.
وأكد زيدان أن "أمريكا تضغط مع الوساطة الإثيوبية على الطرفين، ليمضيا قدماً إلى الأمام، ويجلسان على طاولة مفاوضات تتوج باتفاق ينهي حالة الفراغ السائدة حالياً".
تغليب المصلحة الوطنية
ورغم اتفاق المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير على عدم تدويل الأزمة السودانية، مفضلين أن يكون الحل داخلياً إلا أنهما اتفقا أيضاً على الترحيب بالجهود الإقليمية والدولية لمساعدة الأطراف في تقليص الهوة وبناء جسور الثقة بينهم.
وبحسب السفير علي يوسف، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية السودانية، فإن طرفي الأزمة بالسودان يميلون إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، وهو ما يجعلهم أقرب إلى التوصل لاتفاق يخاطب القضية الوطنية.
وقال يوسف لـ"العين الإخبارية" إن المبادرات والوساطات الإقليمية والدولية تؤكد أن تلك الأطراف تهتم بالسودان وملفه ومتابعين لما يجرى بكل تعقيداته، كما أن تلك الجهود تؤكد حرص أصحابها إعادة المفاوضات بين الأطراف السياسية السودانية لمائدة الحوار.
وأكد الدبلوماسي السوداني السابق أنه لا حل إلا بجلوس الأطراف على طاولة الحوار للتفاوض المباشر، خصوصاً بين المجلس العسكري الانتقالي والأطراف السياسية ممثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير.
وأضاف أن: "الأطراف الخارجية تحاول المساعدة في تجسير الهوة وبناء الثقة المفقودة لدى أطراف التفاوض، لكن الوضع المعقد في السودان يجعل ضرورة أن ينبع الحل من التفاوض المباشر رغم المشاكل التي أعقبت فض الاعتصام، من أجل الوطن يجب تناسي الخلافات".