مسبار الأمل الإماراتي.. نموذج للتعاون الدولي في مجال الفضاء
منذ توقف البرنامج الأمريكي لمكوكات الفضاء في 2011، كانت أمريكا تستخدم الصواريخ الروسية التي تنطلق من قاعدة بايكونور الفضائية.
بينما يتابع المجتمع العلمي بشغف رحلة مسبار الأمل الإماراتي في طريقة نحو كوكب المريخ، بدأ الحديث مبكرا عن الدروس المستفادة من هذا المشروع.
يأتي في مقدمة تلك الدروس أن هذا المشروع يعد نموذجا للتعاون الفضائي الدولي، الذي تجسد بشكل واضح في لحظة إطلاق المسبار من منصة إطلاق الصواريخ بجزيرة تانيغاشيما في اليابان.
واستخدام منصات إطلاق الصواريخ، الموجودة بدول أخرى، من الأمور المعتادة في المهام الفضائية، حتى أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كانت تستخدم ولمدة 10 سنوات، صواريخ روسية في رحلات الفضاء المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية.
ومنذ توقف البرنامج الأمريكي لمكوكات الفضاء في عام 2011، كانت أمريكا تستخدم الصواريخ الروسية التي تنطلق من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان.
وفي مايو/آيار الماضي نجحت شركة "سبيس إكس" الأمريكية في إعادة رحلات الفضاء للأراضي الأمريكية، بإطلاق الصاروخ (فالكون 9) حاملا المركبة الفضائية (كرو دراجون) من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا يوم 31 مايو / آيار الماضي، لنقل رائدي الفضاء بوب بينكن ودوج هيرلي إلى محطة الفضاء الدولية.
وقبل أن تنجح الشركة الأمريكية في إعادة هذا النشاط إلى الأراضي الأمريكية، تجسد التعاون الدولي بشكل واضح في 25 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي عندما انطلقت مركبة الفضاء "سويوز"، من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان حاملة على متنها 3 رواد فضاء (روسي – أمريكي - الإماراتي هزاع المنصوري).
وإذا كانت منصة بايكونور الفضائية هي الأشهر بحكم استئثار أمريكا وروسيا بالعدد الأكبر من الرحلات الفضائية، فإن منصة إطلاق الصواريخ بجزيرة تانيغاشيما اليابانية، والتي أطلقت "مسبار الأمل"، قد شهدت أيضا العديد من المهمات الفضائية التي تخص دولا أخرى غير اليابان.
الصاروخ (إتش 2 إيه)
وقبل إطلاق مسبار الأمل الإماراتي في 20 يوليو/تموز الجاري، تم استخدام نفس الصاروخ الذي أطلق "المسبار الإماراتي"، وهو الصاروخ (إتش 2 إيه) في إطلاق قمر الاتصالات الكندي "Telstar 12V" يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
والصاروخ (إتش 2 إيه) طورته شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وهو صاروخ إطلاق تستخدمه الوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء الجوي "JAXA" لإطلاق الأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية الأخرى إلى الفضاء.
واختيرت شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة" لإطلاق المسبار، نظرا لأدائها المتميز وسمعتها المتميزة في أوساط تكنولوجيا الفضاء حول العالم، وسجلها الحافل بواحدة من أعلى نسب نجاح إطلاق مركبات فضائية وأقمار صناعية عالميا.
شركة "آريان سبيس"
ويتجسد التعاون الدولي بشكل واضح في نموذج آخر، وهو شركة "آريان سبيس" الفرنسية "، التي تأسست عام 1980، وتنتج وتشغل وتسوق الصاروخ المستخدمة في المهام الفضائية.
وأعلن المدير التنفيذي للشركة ستيفان إسرائيل، في مقابلة أجراها معه موقع "سبيس نيوز" مطلع العام الجاري، أنهم يستعدون لإطلاق ما يصل إلى 22 مهمة هذا العام.
وعند مراجعة توزيع هذه المهام يتضح بشكل كبير أهمية التعاون الدولي في مجال الفضاء، والذي يتجسد في إطلاق الصواريخ الحاملة للمهمات.
وقال ستيفان خلال الحوار: " 14 مهمة من بين 22 مهمة مخططة من ميناء الفضاء الأوروبي، وهو مركز جيانا الفضائي على ساحل أمريكا الجنوبية، أما المهام الـ8 المتبقية فهي مهمات سيتم تقسيمها بين مطارات الفضاء الروسية وقاعدة (بايكونور كوسمودروم) في كازاخستان و(فوستوشني كوسمودروم) في الشرق الأقصى الروسي بالقرب من الصين".