يوم المرأة العالمي 2025.. إنجازات ملهمة في مسيرة تمكين الإماراتيات

يحتفل العالم، السبت، بيوم المرأة الدولي في وقت تحقق فيه "بنات زايد" إنجازات ملهمة في مسيرة تمكينهن بدعم من القيادة الحكيمة.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يحل 8 مارس/ آذار سنويا، يأتي هذا العام تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات"، وهي مبادئ نجحت الإمارات على أرض الواقع في تطبيقها، بل وتحقيق الريادة فيها.
عام المجتمع
ويحمل الاحتفال بتلك المناسبة أهمية خاصة للإمارات، لأكثر من سبب أبرزها أن الاحتفال يتزامن مع إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات، تحت شعار "يداً بيد"، في مبادرة تعكس رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز الترابط والتلاحم الاجتماعي في دولة الإمارات.
وتدعم مبادرة "عام المجتمع" التوجهات الرئيسية للسياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023 – 2031، والتي تعد أحد أبرز محاورها "بناء أسرة مترابطة متماسكة وداعمة لتعزيز دور المرأة في المجتمع".
وتحل المناسبة فيما تواصل المرأة الإماراتية تحقيق إنجازات فارقة في مسيرة تمكينها سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعلى مختلف الأصعدة.
وقبل أيام قليلة، قدمت الدكتورة الصغيرة وبران الأحبابي، 3 مارس/ آذار الجاري أوراق اعتمادها إلى سانتياغو بينيا بالاسيوس، رئيس الباراغواي، بعد تعيينها سفيرة فوق العادة ومفوضة لدولة الإمارات لدى جمهورية الباراغواي.
جاء ذلك التعيين بعد نحو شهر من قيام غسق يوسف عبد الله شاهين بأداء اليمين القانونية أمام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمناسبة تعيينها سفيرة للإمارات لدى مملكة السويد.
تعيين سفيرات يعزز مسيرة تمكين المرأة على الصعيد الدبلوماسي، ويتوج ثقة القيادة الإماراتية في المرأة.
وتنضم الدبلوماسيات والسفيرات الإماراتيات إلى نخبة من النساء اللواتي يساهمن بدور بارز في تعزيز العلاقات الخارجية لدولة الإمارات، وبناء جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، بما يخدم المصالح العليا للدولة ويعزز مكانتها الرائدة إقليمياً ودولياً.
ومن النماذج الملهمة لدبلوماسيات دولة الإمارات، لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، والتي كانت تشغل منصب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة سابقا، كما سبق أن ترأست مجلس الأمن الدولي كأول خليجية تحقق هذا الإنجاز، الأمر الذي كون لديها خبرات وقدرات استثنائية، آثرت الإمارات توظيفها في تنفيذ سياساتها الداعمة للأمن والسلام وحل الأزمات الدولية بالحوار والحلول السياسية.
أيضا تضم وزارة الخارجية وزيرتين هما: ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة.
تمكين سياسي
على الصعيد السياسي، يحل يوم المرأة العالمي، بعد نحو 3 شهور من تعديل وزاري شهدته الإمارات في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي تم بمقتضاه رفع عدد الوزيرات إلى 10 وزيرات بعد استحداث وزارة جديدة تحت اسم "وزارة الأسرة"، وتعيين سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة.
جاء هذا التعديل بعد شهور من تعديل وزاري في 14 يوليو/تموز الماضي، تضمن دخول علياء عبدالله المزروعي التشكيل الجديد كوزيرة دولة لريادة الأعمال، وهي وزارة مستحدثة.
تعديلات عدة، أضيفت خلالها مهام عديدة للمرأة الأمر الذي يعكس ثقة القيادة في المرأة الإماراتية وقدراتها وأهمية إسهامها في جهود التنمية وصناعة غد أفضل للبلاد.
والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقد جرى أكثر من تعديل وزاري في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عززت فيها المرأة نصيبها في المقاعد الوزارية، أحدثها ديسمبر الماضي.
وبموجب التعديل الوزاري الأخير، ارتفع عدد وزيرات دولة الإمارات إلى 10 وزيرات، لترتفع نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في الحكومة إلى نحو (26%)، وهي من أعلى المعدلات العالمية، لتواصل تبوء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
برلمانيات الإمارات.. ثقة عالمية
على الصعيد البرلماني، يحل يوم المرأة العالمي، بعد نحو أسبوعين من تسلم مريم ماجد بن ثنية النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، رئيسة مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في برلمان البحر الأبيض المتوسط، رئاسة منتدى النساء البرلمانيات التابع لبرلمان البحر الأبيض، وذلك في ختام أعمال الجلسة العامة التاسعة عشرة للبرلمان التي عقدت في مدينة روما بجمهورية إيطاليا فبراير/ شباط الماضي، في خطوة جديدة تتوج ثقة العالم في كفاءات وقدرات المرأة الإماراتية.
ويجسد النجاح الذي تحققه المرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي ومشاركتها في العمل البرلماني، مدى الريادة والتقدم الذي وصلت له دولة الإمارات على صعيد تمكين المرأة.
وتشارك المرأة على الصعيد الداخلي في جميع مناقشات المجلس المتعلقة بمشروعات القوانين وطرح الأسئلة على ممثلي الحكومة، ومناقشة الموضوعات العامة، وعلى صعيد الدبلوماسية البرلمانية تعمل على مواكبة توجهات الدولة واهتماماتها وتوضيح وجهة نظرها حيال مختلف القضايا.
كما تشارك المرأة في اللجان البرلمانية على المستوى الخليجي والاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية وفي المؤتمرات المتخصصة.
التجربة الإماراتية الملهمة في تمكين المرأة، أشاد بها الاتحاد البرلماني الدولي في تقرير أصدره مارس/آذار الماضي بعنوان "المرأة في البرلمان" أكد فيه ريادة دولة الإمارات، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت بين الأعلى في التكافؤ بين الجنسين في القائمة التي تضم أيضا المكسيك وأندورا.
وشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 إجراء أول انتخابات برلمانية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والخامسة في دولة الإمارات، والتي كانت محطة تاريخية مهمة ضمن مسيرة تمكين المرأة.
وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية لعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49% .
وشهدت تلك الانتخابات للمرة الثانية تطبيق قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، بعد أن تم تطبيقه للمرة الأولى في انتخابات 2019.
وتعد نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي الأعلى على مستوى دول المنطقة ومن أوائل دول العالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
استراتيجيات وتشريعات
أيضا يحل يوم المرأة العالمي، فيما تواصل الإمارات إصدار استراتيجيات وتشريعات وقرارات تعزز تمكين المرأة على مختلف الأصعدة.
ضمن أحدث تلك القرارات على الصعيد الاقتصادي، بدأ يناير الماضي تطبيق قرار أصدرته وزارة الاقتصاد سبتمبر/ أيلول الماضي ينصّ على ضرورة تخصيص مقعد واحد على الأقل للمرأة في مجالس إدارة الشركات المساهمة الخاصة في دولة الإمارات.
قرار يؤكد الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لتمكين المرأة والحرص على منحها الفرصة كاملة لإثبات جدارتها كشريك فاعل في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة.
ويأتي القرار الوزاري الجديد، رقم (137) لسنة 2024 بشأن تنظيم أعمال المُسجل وضوابط الشركات المساهمة الخاصة وقواعد الحوكمة، بعد تطبيق قرار مماثل على مستوى الشركات المساهمة العامة في الدولة خلال السنوات الماضية، والذي انعكس إيجاباً على أدائها المؤسسي والاقتصادي.
أيضا على صعيد، تمكين المرأة من الناحية الصحية، وافق مجلس الوزراء في فبراير/ شباط 2024 على اعتماد السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة في دولة الإمارات، وترمي السياسة إلى إعداد إطار وطني متعدد القطاعات لتعزيز صحة المرأة من خلال ضمان الحصول على أعلى مستويات خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، وتتمحور أهدافها حول بناء الشراكات لتمكين المرأة من الناحية الصحية، وتعزيز صحة الأم والصحة الإنجابية والصحة الجنسية، والوقاية من الأمراض المزمنة التي تصيب المرأة ومكافحتها، وتعزيز صحة المرأة النفسية.
إنجاز تاريخي.. المرأة حاضرة
على الصعيد العلمي، أيضا يحل الاحتفال بيوم المرأة العالمي بعد نحو شهرين من نجاح الإمارات، في إطلاق القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" الذي يعد القمر الأكثر تطوراً في المنطقة، في إنجاز تاريخي شاركت به المرأة التي شكلت جزءا رئيسيا من فريق العمل في المشروع الذي سيقدم بيانات قيّمة تدعم التنمية العالمية.
ويُعتبر "محمد بن زايد سات" إنجازا متميزا في مجال تكنولوجيا الفضاء ومصدر فخر للإمارات لدورها الريادي في العلم والمستقبل.
ويُعد هذا القمر الصناعي أساسيا لتلبية احتياجات متنوعة، بما في ذلك التخطيط البيئي والاقتصادي، مما يعزز أهداف التنمية المستدامة؛ وبفضل العمل الدؤوب من العلماء والمهندسين، يعكس هذا النجاح التزام الإمارات بالابتكار والمساهمة الإيجابية في المجتمع الدولي.
جهود تتواصل للمرأة الإماراتية أيا كان موقعها كدبلوماسية أو وزيرة أو برلمانية أو خبيرة أو عالمة تؤكد أن ثمار تمكين المرأة الإماراتية، لم تنعكس على الإمارات فقط، بل أصبح نفعها يعم على العالم أجمع، التي تقوم فيه المرأة الإماراتية بدور بارز في تنفيذ سياسات بلادها الداعمة للأمن والسلام والحوار والتسامح.
تقدير دولي
إنجازات توجت بإشادات وتقدير عالمي متواصل، كان أحدثها، تكريم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في فبراير/ شباط الماضي الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تقديرًا لإسهاماتها البارزة في تمكين المرأة وتعزيز التنمية المستدامة على المستويين الوطني والدولي.
جاء ذلك خلال احتفالية عقدت في أبوظبي بمقر الاتحاد النسائي العام، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وتسلمت التكريم نيابة عنها، نورة خليفة السويدي الامينة العامة للاتحاد النسائي العام، وذلك بحضور لفيف من المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة، حيث تم تسليط الضوء على مسيرة "أم الإمارات" وإرثها الممتد في دعم المرأة وتمكينها للاضطلاع بدورها الحيوي بمسيرة التنمية المستدامة.
أرقام وحقائق
دعم القيادة الإماراتية لتمكين المرأة، عبرت عنه بشكل جلي لغة الحقائق والأرقام، حيث تشغل المرأة الإماراتية 10 مقاعد وزارية، و50% من مقاعد البرلمان، في الوقت الذي أضحت تشكل 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية.
أرقام ونسب تعدان من أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يعكس ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، ودعم مشاركتها في صنع القرار، وتعزيز تمكينها على مختلف الأصعدة، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار.
أيضا بلغة الأرقام، مثلت النساء في دولة الإمارات نحو 70% من خريجي الجامعات في الدولة، و46% من سوق العمل بصفة عامة و68% في القطاع الحكومي.
تقدير دولي لتمكين للمرأة الإماراتي ودورها البارز، تم ترجمته أيضا في التقارير والشهادات الدولية.
وأضحت التجربة الإماراتية في التوازن بين الجنسين، وخلال فترة زمنية قياسية، من التجارب العالمية الملهمة، حيث تأتي في المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً بمؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما تأتي في المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2024، الصادر عن البنك الدولي.
تحتفل الإمارات بيوم المرأة العالمي، في وقت تواصل فيه "بنات زايد" تحقيق إنجازات ملهمة في مختلف المجالات على الصعيدين المحلي والدولي، كأحد أبرز ثمار دعم القيادة وحرصها على تمكين المرأة في مختلف المجالات، الأمر الذي ساهم في جعل الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى به في مجال تمكين المرأة.
إنجازات تتوالى في مختلف المجالات تشارك "ابنة الإمارات" في صنعها بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأمر الذي يسهم في تسريع هدف الإمارات بأن تكون "أفضل دولة في العالم" بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.