في يوم المرأة العالمي.. هل تعزز الإبداع النسائي عربياً؟
ما زالت الكاتبات يسعين لتعزيز فكرة المواطنة التي تلغي الفروق القائمة على النوع أو العرق أو الديانة أو الموقع الجغرافي
بعد سنوات من الحديث عن الإبداع النسائي ومشكلاته، يبدو النقاش حول إبداع المرأة عربياً كأنه "جري في المكان".
وفي يوم المرأة العالمي لا يزال السؤال قائماً: "كيف تنظر الكاتبات العربيات إلى مستوى ما أنجزن من إبداعات؟.. وهل لا تزال نظرة المجتمع ذكورية وتحد من هذا التأثير؟"، "العين الإخبارية" استطلعت آراء كاتبات عربيات بحثاً عن إجابة:
وقالت الروائية المصرية المقيمة في كندا مي التلسماني إن النساء لهن أدوار متعددة في الحياة ومجالات العمل المختلفة، "وما زلنا نسعى لتعزيز فكرة المواطنة التي تلغي الفروق القائمة على النوع أو العرق أو الديانة أو الموقع الجغرافي".
وأضافت: "الحركة النسوية بمعناها الشامل لا يمكن أن تتخلى عن مبدأ المطالبة بالمساواة كحق مدني، وستظل هذه الحركة تسعى للنضال من أجل المساواة مهما نجحت المرأة في الحصول على بعض من حقوقها أو ناضلت لوضع هذه الحقوق والحريات موضع التنفيذ".
وترى صاحبة رواية "دنيا زاد" أن هذا الشق من النضال النسوي أفاد الإبداع وساعد في لفت الانتباه لمنجز النساء من المبدعات.
من جهتها، أكدت الروائية اليمنية الدكتورة نادية الكوكباني، أنها لم تتأثر بالنظرة السلبية لأطروحات المرأة، وما أكثرها في مجتمع محافظ كالمجتمع اليمني.
وأضافت: "مضيت بكل عزيمة في مشروع الكتابة ولم ألتفت للوراء، لذلك تقبل المجتمع هذه العزيمة بإعجاب ولا يجد في النهاية من حل سوى الاعتراف بي وبعملي وبكياني المؤثر فيه".
وتابعت: "إمكانات المرأة لا حدود لها فقط إذا آمنت بنفسها وبقدراتها وبتطوير ذاتها وتملك أدوات العمل الذي تحب أن تعمله والكتابة أحد هذه الأعمال".
وأشارت الروائية الأردنية كفي الزعبي إلى أن الكاتب وتحديداً العربي عليه أن يكون قادراً على انتزاع نفسه من بيئته متحرراً منها كي يقوى على النظر إليها من بعيد، ليرى المشهد مكتملاً. وهذا أمر أجاده كتاب عرب، مثلما أجادته كاتبات.
وأضافت أنه لا يزال ينظر إلى العمل الروائي النسائي على أنه ضلع ناقص رغم مشاركاتها للرجل وتفوقها عليه، وذلك بسبب العقلية الذكورية السائدة لدى العرب.
وأكدت الزعبي أنها لا توافق على تعبير الأدب النسوي والأدب الذكوري، موضحة: "ربما تسود هذه التصنيفات في عالمنا العربي بسبب واقع المرأة العربية المزري، الذي دفعها لأن تعبّر عنه في الأدب، عبر التركيز على طرح قضيتها، وقصص العنف التي تتعرض لها، وهذا أمر مشروع بل لابد منه".
وأضافت: "لكنني لا أتفق مع طرح بعض الكاتبات العربيات اللاتي ينظرن إلى إشكالية المرأة العربية على أنها صراع بين الرجل والمرأة، المسألة برأيي مرتبطة بموروث ثقافي وبمنظومة فكرية سائدة".
أما القاصة والناقدة المغربية نادية الأزمي، فقالت: "تحتل المرأة حيزاً واسعاً في أعمالي بوصفها جزءاً من المجتمع، لا بوصفها كائناً منفصلاً، ومن جهة أخرى فإن هناك عدداً من القصص يحتل فيه الرجل موقع البطولة".
وأضافت: "بالمناسبة أنا لا أرى أن نضال المرأة يجب أن يتوجه ضد الرجل، بل إن نضالهما معاً يجب أن يتوجه لتحسين الشروط الاجتماعية التي تسمح ببناء مجتمع تتحد فيه جهودهما لصنع السعادة المنشودة".
فيما أكدت الروائية السورية عبير أسبر: "يجب أن نوضح فكرة لا تبدو بديهية للجميع، وهي أن كل امرأة كاتبة، ليست كاتبة نسوية بالضرورة".
وأشارت صاحبة رواية "سقوط حر" إلى أن السؤال النسوي هو سؤال حقوقي أولاً، وسيبقى حاضراً في تاريخ الأدب ما دام هناك إحساس بانعدام العدالة، أو إحساس بأن من يصنع التاريخ ويقر القوانين، وينشر الحقائق هم الرجال.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز