اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي 2025.. ريادة إماراتية

يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي، في وقت أضحت فيه تجربة الإمارات في تمكين المرأة سياسيا، مثالاً عالمياً يحتذى به.
الاحتفال الذي يحل 24 يونيو/ حزيران من كل عام، يأتي في وقت تواصل فيه المرأة الإماراتية تعزيز حضورها الفاعل في المنظمات والهيئات والمجالس الإقليمية والدولية، الأمر الذي يعكس مكانة دولة الإمارات المرموقة على الساحة الدولية، ويجسّد نجاح رؤية القيادة الحكيمة في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في قيادة المنظمات العالمية.
ويعد الاهتمام بقضايا المرأة وتمكينها على مختلف الأصعدة أولوية متقدمة في فكر القيادة الإماراتية، التي تنظر إلى المرأة بصفتها شريكاً أساسياً ومؤثراً في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة.
واليوم العالمي للمرأة في الدبلوماسية مبادرة حديثة بدأ الاحتفال بها منذ عام 2022 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف الاعتراف بإنجازات المرأة في المجال الدبلوماسي.
وتعتبر الإمارات أحد الرعاة الرئيسيين لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ينص على أن يكون 24 يونيو/حزيران يوماً عالمياً للمرأة في الدبلوماسية.
سفيرات جديدات
يحل الاحتفال بعد فترة قليلة من تعيين 5 سفيرات جديدات للإمارات في عدة دول حول العالم، تتويجا لثقة القيادة الإماراتية في المرأة، وترجمة لجهود دولة الإمارات في تمكين المرأة، خصوصاً في قطاع الدبلوماسية، الذي يعد من أهم روافد السياسة الخارجية للدول وأداة رئيسية لتعزيز العلاقات الدولية وبناء الشراكات الاستراتيجية.
وشهد النصف الأول من العام الجاري فقط، تقديم 5 إماراتيات أوراق اعتمادهن كسفيرات جدد لبلادهن في عدة دول حول العالم، هن:
1- غسق شاهين سفيرة لدى مملكة السويد.
2- نورة محمد جمعة سفيرة لدى جمهورية لاتفيا.
3- الدكتورة الصغيرة وبران الأحبابي سفيرة فوق العادة ومفوضة لدولة الإمارات لدى جمهورية الباراغواي.
4- أميرة عبيد الحفيتي سفيرةً لدولة الإمارات لدى مملكة هولندا.
5- فاطمة خميس المزروعي، سفيرة غير مقيمة لدى الدنمارك، إضافة إلى عملها كسفيرة فوق العادة لدولة الإمارات لدى مملكة النرويج.
وتنضم الدبلوماسيات والسفيرات الجدد لكوكبة من السفيرات والدبلوماسيات الإماراتيات، اللائي يقمن بأدوار بجهود بارزة، من أبرزها: خدمة المواطنين في الخارج وتوفير أشكال الدعم كافة والرعاية لهم، وتعزيز العلاقات الخارجية لدولة الإمارات، وبناء جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بما يخدم المصالح العليا لدولة الإمارات ويعزز من مكانتها الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتشكل المرأة الإماراتية ما نسبته 49.5% من العاملين في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في حين تمثل الإناث نحو 60% من خريجي «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية»، المؤسسة المعنية بتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في السلك الدبلوماسي.
أرقام تبرز تصدر المرأة الإماراتية لمكانة مميزة في مضمار العمل الدبلوماسي، لتشكل إضافة حقيقية وتسهم بفاعلية في نسج شبكة العلاقات الواسعة لدولة الإمارات، وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية بتوجيهات من الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي.
إنجازات بارزة
ويحل الاحتفال بتلك المناسبة هذا العام ، فيما تواصل الدبلوماسيات الإماراتيات القيام بدور بارز في تعزيز مكانة بلادهن وتعريف العالم أجمع بسياساتها الداعمة للأمن والاستقرار والسلام، ودحض أيه افتراءات أو أكاذيب تستهدفها.
ضمن الأمثلة على تلك الجهود البارزة، الدور الهام التي قامت به كل من ريم كتيت نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ممثلة دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية،
وأميرة عبيد الحفيتي سفيرة دولة الإمارات لدى مملكة هولندا وممثلة الدولة أمام المحكمة، في تفنيد الأكاذيب التي تضمنتها الدعوى المقدمة من قبل القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية قبل عدة أسابيع، وهو ما توج برفض المحكمة تلك الدعوى مايو/ أيار الماضي، في قرار يعد انتصارا جديدا لدولة الإمارات ودبلوماسيتها الداعمة للسلام في السودان، وصفعة جديدة لحكومة جيش السودان من أعلى وكالة قضائية في هيئة الأمم المتحدة.
نجاح يبرز المكانة المتميزة التي حققتها المرأة الإماراتية في مجال العمل الدبلوماسي، والتي تعكس حرص دولة الإمارات على تمكين المرأة ودعم دورها في صنع القرار، حيث واصلت الدولة على مدار السنوات الماضية تعزيز تمثيل المرأة في القطاع الدبلوماسي، من خلال توفير بيئة عمل متكافئة وشاملة لها، وضمان حصولها على الدعم اللازم للنجاح في مهامها، ما ساهم في تحقيقها إنجازات رائدة في مختلف المنظمات والمحافل الدولية والأمم المتحدة، فضلا عن ترأسها العديد من المناصب الدولية الهامة.
ثقة دولية
ويحل الاحتفال بهذا اليوم، في ظل توالي الإنجازات التي تحققها المرأة الإماراتية بانتخابها أو فوزها برئاسة أو عضوية مؤسسات وهيئات دولية مرموقة، ما يعكس حجم الثقة العالمية بابنة الإمارات وكفاءاتها في إدارة مختلف الملفات والقضايا التي تهم المجتمع الدولي.
وقبل أقل من شهر فازت مرشحة الإمارات، شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، لتسجل بذلك سابقة تاريخية كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975.
يأتي هذا بعد نحو شهر من فوز المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية، برئاسة لجنة الحوكمة إحدى اللجان الرئيسية التابعة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، لتكون الإمارات أول دولة تتولى رئاسة هذه اللجنة المستحدثة التي تعمل على دراسة سبل تعزيز حوكمة المنظمة.
وأسهم نجاح تجربة دولة الإمارات في تمكين المرأة، في دعم وتعزيز فرص بنات الوطن بالتواجد الدائم على رأس قائمة المرشحين لقيادة أهم الملفات العالمية وأبرز المؤسسات الدولية، وذلك بعد أن أثبتن جداراتهن وبراعتهن في البناء والتنمية والإدارة على المستوى المحلي.
10 وزيرات
على الصعيد السياسي، تحل تلك المناسبة، في وقت تتولى فيها المرأة الإماراتية 10 مقاعد وزارية ، ما يعكس ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة وقدراتها وأهمية دورها في جهود التنمية وصناعة مستقبل أفضل.
وقد شهد عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تعديلات وزارية عدة عززت فيها المرأة نصيبها في المقاعد الوزارية، ليصل عدد الوزيرات إلى 10، مما رفع نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في الحكومة إلى نحو 26%، وهي من أعلى المعدلات العالمية، ووزيرات الإمارات هن:
1. ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي
2. شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تمكين المجتمع
3. سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم
4. الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة
5. سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة
6. مريم بنت أحمد الحمادي وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء
7. الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزير دولة
8. عهود خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل
9. نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة
10. علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال
ريادة برلمانية
الثقة في كفاءات الإمارات النسائية لم تكن على الصعيد السياسي والدبلوماسي فقط، بل كانت على الصعيد البرلماني محليا ودوليا، الأمر الذي توج في فبراير/ شباط الماضي بتسلم مريم ماجد بن ثنية النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، رئيسة مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في برلمان البحر الأبيض المتوسط، رئاسة منتدى النساء البرلمانيات التابع لبرلمان البحر الأبيض، في خطوة جديدة تتوج ثقة العالم في كفاءات وقدرات المرأة الإماراتية.
ومن المقرر أن تستضيف دولة الإمارات، ممثلة بالمجلس الوطني الاتحادي، أعمال الدورة الثانية لمنتدى النساء البرلمانيات لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في وقت لاحق من العام الجاري في العاصمة أبوظبي، في خطوة تعكس حرص دولة الإمارات على دعم قضايا تمكين المرأة، وتعزيز دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويجسد النجاح الذي تحققه المرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي ومشاركتها في العمل البرلماني، مدى الريادة والتقدم الذي وصلت له دولة الإمارات على صعيد تمكين المرأة.
وتم في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 إجراء أول انتخابات برلمانية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والخامسة في دولة الإمارات، والتي كانت محطة تاريخية مهمة ضمن مسيرة تمكين المرأة.
وشهدت تلك الانتخابات للمرة الثانية تطبيق قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، بعد أن تم تطبيقه للمرة الأولى في انتخابات 2019.
وتعد نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي الأعلى على مستوى دول المنطقة ومن أوائل دول العالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
إنجازات تتوج نجاح الإمارات في تمكين المرأة على مختلف الأصعدة، بدعم من القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، سيرا على نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وضع اللبنات الأولى لتمكين المرأة في دولة الإمارات، وعبر دور محوري من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
دعم القيادة الإماراتية لتمكين المرأة، عبرت عنه بشكل جلي لغة الحقائق والأرقام، حيث تشغل المرأة الإماراتية 10 مقاعد وزارية، و50% من مقاعد البرلمان، في الوقت الذي أضحت تشكل 49.5% من القوى العاملة في وزارة الخارجية.
أرقام ونسب تعد من أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يعكس ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، ودعم مشاركتها في صنع القرار، وتعزيز تمكينها على مختلف الأصعدة، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار.