"بشرى بايبانو".. مغربية تحدت الرجال لتصبح ثالث عربية تتسلق إيفرست
أحست بالتواضع لعظمة الخالق على سقف العالم
بشرى بايبانو أو "قاهرة الجبال" أول امرأة مغربية والثالثة عربيا، تطؤ أقدامها سقف العالم، وتعانق قمة أعلى جبل إيفرست.
كانت عيون المغربية "بشرى بايبانو" تتطلع دائماً للقمة فرفضت الرضوخ للصورة النمطية التي ربطت الضعف بالمرأة، وقررت أن تتحدى كل الصعوبات، وتصعد كل القمم التي يخشى صعودها كثير من الرجال.
وكانت قمة أعلى جبل إيفرست أحدث قمة تسلقتها بشرى بايبانو "قاهرة الجبال"، لتصبح أول امرأة مغربية والثالثة عربياً، تطؤ أقدامها سقف العالم.
بايبانو "48 سنة" أم وزوجة، متسلقة جبال عالمية، قررت بإصرار في العشرينيات من عمرها خوض التحدي منطلقة من جبل توبقال "4167 متراً" أعلى جبل في المغرب وشمال أفريقيا.
ثم قررت أن تصعد من كل قارة قمة، ورسمت بشرى خريطة لأحلامها مع 7 قمم في 7 قارات.
صعدت "قاهرة الجبال" المغربية قمة كليمنجارو، أعلى قمة بالقارة الأفريقية "5859 متراً" في مارس/آذار 2011، وصعدت مرتين "مون بلون" أعلى قمة في أوروبا الغربية "4880 متراً"، وجبل إلبروس "5642 متراً"، أعلى قمة في أوروبا شمال القوقاز في يونيو/حزيران 2012، فضلاً عن جبل أكونكاغوا "6962 متراً"، أعلى قمة بأمريكا الجنوبية، الواقع بين الأرجنتين وتشيلي في يناير/كانون الثاني 2014.
بدأت رحلة صعود بشرى بأبسط الإمكانات دون معدات، وتتبعت فقط شغفها لترويض القمم.
قالت بشرى واصفة إحساسها حين وصلت قمة "إيفرست" بعد شهرين من المسار، وعيونها تبرق بنشوة النصر، "كان إحساساً بالتواضع أمام عظمة الله سبحانه وتعالى".
وأضافت في مقابلة مع "العين الإخبارية": "أحسست بصغر حجمي أمام خلق الله، كنا فوق السحاب، وكان كل شيء يوحي بالعظمة، حتى إننا رأينا كروية الأرض ونحن فوقها".
فوق كل قمة يزداد شعور بشرى بحرية أكبر وفوق الإيفرست حلَقت بجناحين، وعلقت قائلة: "تشعر أنك متحرر من التقاليد والروابط التي تشدك، وكأنك تطير في الفضاء".
كل صعوبة مرت بها بشرى في مسارها شكّلت تدريباً لها لتحقيق حلم تسلق الـ"إيفرست"، وكانت تزيدها قوة وإصراراً للمضي قدماً.
وتعتبر بشرى أن للمرأة طاقة تحمّل كبرى، وأن النجاح في الصعاب لا يتطلب فقط القدرة البدنية، بل يحتاج قوة ذهنية وإيماناً بالذات وثقة عالية.
لم تواجه بشرى بايبانو صعوبة البرد والثلج وقساوة الصخر، فقط بل واجهت صعوبة الحصول على الدعم، وخاضت بحثاً مضنياً عن داعمين لتمويل رحلتها لارتفاع كلفتها.
وقالت بشرى: "الدول العربية متشبعة بالتقاليد، تجعل المرأة في خدمة الآخر، وتؤكد أهمية مساندة زوجها وأسرتها".
في طريقها نحو الـ"إيفرست"، مرت "المرأة العنكبوت" كما ينعتها البعض، بلحظات مرضت فيها وتعبت، وفقدت الكثير من وزنها، في درجة برودة تصل الـ40 تحت الصفر، ورياح تزيد من صعوبة التسلق، تجمدت أصابع يديها، ولم يتجمد حلمها، بقي الطموح للعلا يدفئ مسارها، وثقتها القوية تنير دربها، نحو قمة أخرى ونجاح آخر.