غارات إسرائيل.. الظلام يكسو غزة وانقطاع الإنترنت يعزلها
لليوم العاشر على التوالي يتواصل التصعيد في قطاع غزة، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية منذ ساعات، ما يقرب من 40 غارة على القطاع خلال دقائق.
غارات متواصلة استهدفت البنية التحتية للقطاع أو لحركة حماس، بحسب التصريحات الإسرائيلية، لكنها أدت في الواقع إلى انقطاع الكهرباء وشبكة الإنترنت عن أحياء واسعة في غزة ما أغرقها في الظلام وعزل أجزاء منها عن العالم الافتراضي.
استهداف شبكات الاتصالات
وأعربت جهات حقوقية عن مخاوفها العميقة من تداعيات استهداف إسرائيل لشبكات الاتصال والإنترنت في قطاع غزة في إطار هجومها العسكري المتواصل منذ تسعة أيام في إطار عمليتها العسكرية" حارس الأسوار".
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إنّ القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة ألحق أضرارًا بالغة بشبكات الاتصال والإنترنت، ودمّر معدات وأجهزة العديد من الشركات المزودة للإنترنت، ما أدّى إلى قطع الخدمات عن عدد كبير من السكان.
وأكد توقف خدمات الإنترنت والاتصال في العديد من مناطق قطاع غزة بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت أبراجا ومباني كان تعمل منها الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، إضافة لقصف عشرات الشوارع التي تتواجد بها أعمدة الاتصالات والكهرباء ما أغرق جزءا كبيرا من غزة في الظلام وأدى إلى انقطاع خدمات الإنترنت والاتصال.
ويشير خالد الجمل، من إحدى الشركات المزودة لخدمة الإنترنت في غزة، إلى أن شركتهم تعرضت للتدمير بالكامل بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لبرج الجوهرة في 12 مايو / أيار الجاري، والذي كان يتواجد داخله المعدات الأساسية للشركة، إذ تقدر الخسائر الأولية بـ2 مليون دولار بعد تدمير جميع المعدات والأجهزة.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن ذلك أدى إلى توقف الخدمة بالكامل، وانقطاعها عن آلاف المشتركين الذين يعتمدون على خدمات الشركة بشكل أساسي، كالقنوات الفضائية والوكالات الإعلامية الدولية والمحلية وبعض المشافي.
وأشار إلى أن شركتهم تعمل كوسيط يوفر خدمات الإنترنت السريع عن طريق الألياف البصرية أو ما يعرف بالفايبر للشركات المزودة لخدمة الإنترنت في القطاع.
وأكد أن "العديد من وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية تضررت من استهداف الشركة على اعتبار أنها تعتمد بشكل أساسي على خدمة الإنترنت السريع (الفايبر) في نقلها للمعلومات وبثها للأحداث الجارية في قطاع غزة بشكل مباشر".
وأشار أنّ استمرار استهداف المباني التجارية التي تحوي شركات الإنترنت المزودة لهذه الخدمة سيؤثر بشكل كبير على قدرة تلك الشركات في مواصلة عملها في ظل القصف المتواصل على الشوارع والأحياء السكنية الذي أوقع ضررًا بالغًا في الأسلاك والكوابل التي توصل الخدمة لمربعات سكنية كاملة.
شلل كامل
من جهتها أعلنت شركة "فيوجن" لخدمات الإنترنت والاتصالات، في بيان لها، أنّ القصف الذي استهدف برج الجوهرة فجر الأربعاء الماضي، أدى إلى فصل خدمات الإنترنت عن عشرات الآلاف من المشتركين في قطاع غزة، بفعل ما أحدثه من أضرار كبيرة وتدمير جميع المعدات المزودة للإنترنت.
وتأثرت شبكة الاتصالات الأرضية أيضا من الغارات نتيجة انقطاع الخطوط الهاتفية وضرب بعض المقاسم.
من جانبه قال الصحفي سالم شاكر: "إنه يواجه صعوبات في أداء عمله بسبب مشاكل الإنترنت، ويضطر للانتقال من مكان لآخر ليتمكن من أداء عمله".
وذكر لـ"العين الإخبارية" أنه اشترك في خدمة إنترنت الهاتف المحمول، لكنها ضعيفة وغير مناسبة للعمل.
ولم توافق إسرائيل على تفعيل خدمة الجيل الثالث لشبكات الهاتف المحمول في غزة، لذلك تبقى الحزم المقدمة عبر هذه الشبكات ضعيفة ومكلفة ماديا.
وغي هذا الصدد نبه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى تعمد تلك السلطات الإسرائيلية إيقاع خسائر مادية فادحة ومباشرة تجاه الخدمات الأساسية ومنها خدمة الإنترنت والاتصال، معبرًا عن قلقه من أن الهدف غير المعلن من هذه الهجمات هو منع القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية من نقل الأحداث، أو التأثير عليها في رصدها لحقيقة ما يدور في قطاع غزة من هجمات واعتداءات طالت في معظمها المدنيين.
وطالب السلطات الإٍسرائيلية بوقف كافة هجماتها على التجمعات السكنية والأعيان المدنية التي تضم الأبراج والشركات التجارية، مؤكدًا على أن القانون الدولي الإنساني أقر الحماية الكاملة والخاصة لتلك الأعيان وجرّم مثل تلك الاعتداءات التي تشكل في مجموعها جرائم حرب تستوجب المساءلة الجنائية.